في العشرين من كانون الثاني من عام 2018، شنت دولة الاحتلال التركي بالتعاون مع المرتزقة والفصائل المنضوية تحت رايتها هجوماً برياً وجوياً على عفرين.
وفي 18 من آذار عام 2018, احتلت الدولة التركي مع المرتزقة والفصائل المنضوية تحت رايتها مدينة عفرين بعد مقاومة استمرت 58 يوماً.
وتسبب الهجوم باستشهاد 498 مدنيّاً وإصابة أكثر من 696 آخرين منهم 303 أطفال و213 امرأة، وفقاً لما وثّقته منظمات ومراكز حقوقية تنشط في شمال شرقي سوريا.
وهجر على إثر الهجمات التركية أكثر من300 ألف مدني من المنطقة، بحسب إحصائية الإدارة الذاتية في إقليم عفرين.
ومنذ اربعة اعوام، يستمر العدوان التركي والفصائل المسلحة على ارتكاب الانتهاكات بحق أهالي عفرين الأصليين، من خلال التغير الديمغرافي وتغير المعالم الاثرية وجرفها وتغير اسماء الشوارع، وتبديل العملة الورقية، وسط صمت دولي واضح.
في ذات السياق اجرت وكالة فرات للأنباء ANF لقاءً مع عضو مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية سلام حسين الذي أدان الانتهاكات التركية المستمرة وسط صمت دولي واضح.
واستهل سلام حسين "مرت أربعة سنوات على احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي بمشاركة مرتزقة سوريين بحجة الثورة، حيث شن العدوان التركي هجوماً على مدينة عفرين الآمنة والتي استقطبت أكثر من 150 ألف نازح من مختلف المدن السورية، وما أثار امتعاض الجانب التركي من نموذج الإدارة الذاتية المبني على التعايش السلمي والمشترك بين كافة مكونات الشعب السوري".
ونوه سلام حسين أن "الهجوم على عفرين لم يكن ضد فصيل او حزب معين، حربهم كانت تستهدف الوجود الكردي والإدارة الذاتية التي تضم كافة المكونات في المنطقة".
جرائم وانتهاكات
قال سلام حسين "ويستمر العدوان التركي والفصائل المسلحة التابعة لها على ممارسة أبشع جرائم الحرب من قتل وخطف وقطع اشجار الزيتون، حيث تم قطع أكثر من مليون شجرة زيتون، وتهجير أكثر من 70 بالمئة من سكان عفرين الأصليين، ومن تبقى من سكان عفرين يعانون الويلات من خلال الخطف والقتل والنهب وفرض الاتاوات وتبديل الهوية السورية بأخرى مؤقتة يمنع دخول مدينة عفرين دون حمل بطاقة ممنوحة من قبل المرتزقة".
وأضاف سلام حسين "تم ربط المنطقة اقتصادياً مع تركيا من خلال استبدال العملة السورية بالعملة التركية، وإزالة أبراج الاتصالات السورية بأخرى تركية، وتمديد الطاقة الكهربائية من الأراضي التركية، وتدمير الرموز الأثرية، وجرف أضرحة الشهداء، وتبديل أسماء الساحات بأسماء عثمانية، وتم فرض اللغة التركية في المدارس وجعلها اللغة الرسمية، وتهجير المكون الإيزيدي واجبارهم على تغيير دينهم".
كما اشار سلام حسين " أنه مضى أربعة سنوات على الذكرى الأليمة لاحتلال عفرين، وتمزيق النسيج السوري، ولايزال العدوان التركي يحاول زرع الفتن بين مكونات الشعب السوري ولكن بوعي الإدارة الذاتية وتكاتف شعوبها، سنحرر المناطق المحتلة، ونخرج القوى الأجنبية من سوريا ومستعدون للجلوس على طاولة الحوار للحفاظ على وحدة التراب السوري أرضاً وشعباً، ليعود كل مهجّر ونازح إلى دياره".
المنظمات الإنسانية تعمل بازدواجية
وقال سلام حسين "هناك توثيق من قبل المنظمات الحقوقية في عفرين، ولكن التوثيق وحده لا يكفي، يجب ان يكون هناك تحرك فعلي بوضع حد للانتهاكات التركية المستمرة في مدينة عفرين".
حيث أسفرت الهجمات التركية عن تهجير أكثر من 300 مدني من المنطقة بحسب إحصائية الإدارة الذاتية لإقليم عفرين.
توزع قسم من النازحين في مخيمات العودة وعفرين وبرخدان وسردم والشهباء، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.
ونوه سلام حسين "المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة تعمل بازدواجية لأنهم يقدمون المساعدات الانسانية والاغاثية لمخيمات إدلب الواقعة تحت سيطرة دولة الاحتلال التركي، فيما تتغاضى عن تقديم المساعدات الإنسانية إلى نازحي عفرين، بالإضافة إلى عدم رفع التقارير حول المنطقة، وهذا دليل واضح على الازدواجية في العمل".
واختتم سلام حسين بأنه "على المنظمات الإنسانية رفع التقارير بخصوص المهجّرين في الشهباء وتقديم المساعدات لهم وإيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي".