شيخموس أحمد: وضع النازحين بات مأساوياً في ظل تقاعس المنظمات الدولية

قال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، شيخموس أحمد، أنّ وضع النازحين بات مأساوياً في ظل تقاعس المنظمات الدولية، وطالب هذه المنظمات بتحمل مسؤولياتها حيال التهديدات التركية وفتح معبر اليعربية لدخول المساعدات الإنسانية.

تقوم الإدارة الذاتية بتأمين كافة الاحتياجات الأساسية للنازحين في المخيمات النظامية من الحماية والرعاية الصحية والتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية، وسط تقاعس عمل المنظمات الدولية والإنسانية، لذلك تقع المسؤولية على عاتق الإدارة الذاتية في تأمين كافة مستلزمات النازحين، حيث تواجه العبء لوحدها.

كما تواجه الإدارة الذاتية العديد من التحديات في ظل الحصار المفروض عليها، والتهديدات التركية المتكررة على المنطقة، وتقاعس عمل المنظمات، وأغلاق المعابر الحدودية أمام دخول المساعدات الإنسانية.

وبحسب مكتب الشؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حول عدد النازحين والمخيمات العشوائية والنظامية في مناطق الإدارة الذاتية أن عدد المخيمات النظامية يبلغ 16 مخيم، أما المخيمات العشوائية فهي منتشرة في "منبج، الطبقة، الرقة، دير الزور" وعددها بالعشرات، وينقسم النازحين من خارج مناطق الإدارة الذاتية إلى قسمين، قسم فارّين من مناطق سيطرة حكومة دمشق، والقسم الآخر هُجّروا قسراً من مناطقهم، ويقيمون داخل مخيمات منفصلة عن النازحين الفارّين من مناطق سيطرة حكومة دمشق.

 مخيمات إقليم عفرين جميعهم من أهالي مدينة عفرين هُجّروا قسراً من دياراهم، فقط مخيم الشهباء تم إنشاؤه من قبل الإدارة الذاتية في عفرين للنازحين السوريين الذين فرّوا نتيجة المعارك في حلب، وبعد احتلال العدوان التركي مدينة عفرين أنشأت الإدارة الذاتية مخيمات لأهالي عفرين المهجّرين في الشهباء حيث تقيم فيه 109عائلة (496 شخص)، ومخيم العودة 100 عائلة (488شخص)، ومخيم العصر775عائلة (3215 شخص)، ومخيم المقاومة696(2698 شخص)، ومخيم عفرين106عائلة (431شخص)".

مخيمات منبج وهي اثنان الشرق القديم والشرقي الجديد، يقطنها نازحين من ريف حلب الشرقي، نزحوا نتيجة المعارك الدائرة بين قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية وبين فصائل اسلامية متطرفة عدد العوائل في المخيم الشرقي القديم 430 عائلة (2179شخص)، أما مخيم منبج الشرقي الجديد 649 عائلة(3351شخص).

مخيم المحمودلي الواقع شمال شرقي الطبقة أنشأ للفارين من مناطق سيطرة حكومة دمشق، والنازحين من ريف حلب الشرقي، وريف حماة، وحمص، وريف دير الزور، عدد العوائل 1769(8686شخص)، أما مخيم تل ابيض الواقع في مدينة الرقة، أنشأ من أجل نازحي منطقة تل ابيض وعدد العوائل 735 (6446شخص).

مخيمات إقليم الجزيرة "مخيم نوروز أنشأ عام 2014 لنازحي شنكال الذين فرّوا من مجازر مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي، وبعد اعادتهم إلى شنكال بعد تحريرها، افتتح المخيم من أجل نازحي سري كانيه وتل ابيض، ويقطنها 881 عائلة (4617 شخص)، مخيم روج افتتح لاحتواء الفارين من إرهاب تنظيم داعش في العراق وسورية، وتم نقل عوائل تنظيم داعش الارهابي من جنسيات مختلفة إليه،812عائلة (2648 شخص).

مخيم واشوكاني أنشأ في عام 2019 من أجل نازحي سري كانيه ورأس العين، الذين هُجّروا قسراً من مدينة سري كانيه وريفها، 2345 عائلة (16129 شخص).

مخيم سري كانيه أنشأ لإسكان نازحي سري كانيه الذين كانوا في مراكز الإيواء في مدينة الحسكة وعددهم، 2309 عائلة (12739 شخص)، مخيم العريشة أنشأ أمام نازحي منطقة دير الزور، وغالبيتهم من مناطق سيطرة الحكومة السورية وعددهم 2863عائلة (14430 شخص).

مخيم الهول والذي يُعتبر من أكبر وأخطر المخيمات في مناطق الإدارة الذاتية، أنشأ منذ تسعينيات القرن الماضي أمام اللاجئين العراقيين، وفي عام 2015 فُتح أمام اللاجئين العراقيين الذي فروا من إرهاب تنظيم داعش والنازحين السوريين من مناطق ريف دير الزور، وأيضاً امام عوائل "داعش" الذين استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية في معارك الباغوز الفوقاني، وعدد القاطنين في مخيم الهول 15479 عائلة (56537 شخص)، سوريين، 5217 عائلة (18869 شخص)، عراقيين 7847 عائلة (29428 شخص)، اجانب 2407 عائلة (8240 شخص).

النازحين المقيمين في مراكز الايواء والمخيمات العشوائية والمدن

النازحين خارج المخيمات "نازحي عفرين 19211 عائلة، عدد العائلات والوافدة إلى منطقة مبنج وريفها 40532عائلة، مدينة الطبقة المقيمين في مراكز الإيواء والمخيمات العشوائية 7900عائلة، مدينة الرقة عدد العائلات الوافدة الى الرقة 1353عائلة، كوباني عدد النازحين من تل ابيض وسلوك 3000 عائلة، 482 عائلة من عفرين، إقليم الجزيرة 24123عائلة، إلى جانب ريف دير الزور الشرقي والغربي هناك عشرات الآلاف من النازحين موزعين في البادية ومخيم أبو خشب.

وفي ذات السياق، اجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاءً مع رئيس مكتب النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، شيخموس أحمد، والذي أكد أنّ وضع النازحين بات كارثياً في ظل تقاعس عمل المنظمات الإنسانية والدولية.

واستهل شيخموس أحمد حديثه بالقول: "وضع المخيمات في مناطق شمال وشرق وسوريا مأساوي نتيجة تقاعس المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة في تقديم الدعم على جميع المستويات سواءً من الجانب الإنساني أٌو الإغاثي والطبي، ناهيك عن خروج المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة إبان الهجوم التركي على المنطقة".

ولفت أحمد "المنظمات الدولية تشارك الإدارة الذاتية بدعم المخيمات ولكن بشكل خجول، حيث تقوم المنظمات على دعم 5 مخيمات من أصل 16 مخيم نظامي، فيما تحمل الإدارة الذاتية على عاتقها عبء عشرات المخيمات العشوائية المنتشرة في دير الزور والرقة والطبقة إلى جانب عشرات الآلاف من النازحين من مدينة عفرين والمتواجدين في مناطق الشهباء، ويعاني مخيم الشهباء من فرض حصار من قبل كافة الأطراف سواءً من حكومة دمشق أو من الفصائل المدعومة من تركيا".

وضع المخيمات كارثي

وقال شيخموس أحمد " حبس تركيا لمياه نهر الفرات في فصل الصيف، أثر بشكل سلبي على المخيمات، حيث أصبح وضع النازحين كارثياً".

واشار أحمد "تأثر إقليم الجزيرة بشكل خطير خلال قطع المياه من قبل الاحتلال التركي عن محطة علوك، والتي تغذي مدينة الحسكة ومخيمات النازحين، واشوكاني، سري كانيه، مخيم الهول، والعريشة".

ونوه شيخموس إلى أن نتيجة نقص كمية المياه المتدفقة على المنطقة، أصبح مياه نهر الفرات أرضية خصبة لظهور حالات مرضية مختلفة لدى الأطفال وأهالي المناطق المحيطة به، منها اللشمانيا والجرب والكوليرا".

وأشار إلى أن من واجب منظمة الصحة العالمية أن تقدم الأدوية والمستلزمات الطبية لهذه المخيمات بشكل مباشر ولا تكون محصورة عن طريق حكومة دمشق، لتصل إليها بشكل عاجل".

ووصف أحمد دعم المنظمات الدولية بالخجولة قائلاً "الخدمات التي تقدمها المنظمات خجولة أمام المساعدات التي تقدمها لمناطق إدلب ومناطق سيطرة مرتزقة الاحتلال التركي، ومخيمات النازحين في العراق والأردن ولبنان".

تقاعس المنظمات الدولية يساعد على تنشيط "داعش"

قال شيخموس أحمد "الإدارة الذاتية تحمل على عاتقها تقديم الخدمات للمخيمات سواءً كانت رعاية صحية وطبية وإغاثية، وتعاني الإدارة الذاتية والمجتمعات الدولية من صعوبات في تقديم الدعم لمخيم الهول حيث حصل فيه 44 حالة قتل منذ بداية العام الجاري، إلى جانب تهديد المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وتهديد الإدارة المدينة والعسكرية وقوى الأمن الداخلي والقاطنين ضمن المخيم سواء كانوا سوريين أو عراقيين".

واشار أحمد: "تخاذل المجتمع الدولي أيضاً يساعد في تصاعد هجمات تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب التهديدات التركية المستمرة على المنطقة، وحبس مياه نهر الفرات، وإيقاف محطة علوك، كل هذه العوامل تساعد في تنشيط خلايا تنظيم داعش، إلى جانب الوضع المأساوي للنازحين، فيما تستمر تركيا بقصف المناطق الآمنة والمستقرة، حيث تسبب في حدوث موجات نزوح جديدة في مناطقنا".

واختتم شيخموس أحمد حديثه بالقول: "هؤلاء أيضاً بحاجة إلى مساعدات لتأمين سلامتهم وصحتهم، نتمنى ان يكون هناك موقف جدّي من قبل الأمم المتحدة لإيقاف التهديدات التركية على المنطقة إلى جانب اعطاء سوريا حصتها من مياه نهر الفرات،  وإعادة فتح معبر اليعربية الذي يمثل الشريان الرئيسي لدخول المساعدات الانسانية إلى المنطقة".