واستهل الدكتور صالح حديثه للوكالة بسرد جزء من تاريخ استهداف الكرد بالأسلحة الكيمياوية وقال: "يهدف العدو القضاء على القومية الكردية والجغرافية الكردستانية ببيئتها وحيواناتها. أكبر الكوارث كانت في 16 آذار 1988 عندما قصفوا حلبجة والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شهيد واصابة ما يزيد عن السبعة آلاف اخرين. وبين أعوام 1937 و1938 تم إبادة أكثر من 40 ألف كردي في ديرسم في شمال كردستان"
استخدام الأسلحة الفوسفورية في إقليم كردستان
وذكر د. صالح نجيب أنواع الأسلحة الكيماوية الخمسة التي استخدمت في حلبجة ولكل نوع منها تأثير مختلف على جسد الإنسان، مضيفاً: "تستخدم الدولة التركية الآن الأسلحة الفوسفورية عدة مرات في إقليم كردستان، يجب أن نعلم أن هناك بروتوكول جنيف عام 1925 المنصوص على منع استخدام الأسلحة الكيماوية، فيه بعض النواقص، لكن عام 1997 تم تأسيس منظمة باسم OPCW لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية، أعضاؤها من 193 دولة والدولة التركية إحداها"
وأضاف "السلاح الكيماوي المستخدم الآن أي الفوسفور الأبيض، يلحق ضرراً كبيراً بالبيئة، اتخذت الأمم المتحدة في عام 2017 قراراً بمنع 122 دولة من استخدام هذا السلاح وفقاً للقرار 71258، لكن لم يتفقوا على القرار ليتم المصادقة عليه فيما بعد عام 2021، لكن المهم هنا هل ستلتزم هذه الدول بتنفيذ القرار أم لا، وبكل أسف الجواب هو لا لاستخدام نوع من تلك الأسلحة المحظورة منذ عام 1997 الآن"
السلاح الفوسفوري يذيب البشر ويحرقهم
وأفاد نجيب بمعلومات حول تأثير سلاح الفوسفور الذي تستخدمه تركيا الآن في مناطق الدفاع المشروع ضد مقاتلي الحرية، مضيفاً: "يجب أن نعلم حقيقة أن السلاح الفوسفوري يحرق الجسد، فهو يحترق في كل مكان يحوي الأكسجين، عندما يتم استخدام السلاح ضد البشر فهو يحرق جسدهم فوراً حرقاً من الدرجة الثانية أو الثالثة، وقد يصل الفوسفور لعمق الجسد فيحرق أكثر، يعني من يطلق عليه هذا السلاح يجب أن يؤخذ منه الأكسجين، عبر المياه لمنع انتشار الحريق، وهذا أحد الحلول، كما ويمكن استخدام المياه الملحية، عندما يضيء الفوسفور يذيب الجلد، كما يؤثر دخانه على العيون والحلق، تشل حركة فم وشفاه الإنسان، فالفوسفور الأبيض يحرق الجسد، ويتم استخدامه للإضاءة خلال الحرب، استخدمتها أمريكا في فلوجة العراقية"
منع جرائم الحرب
وأكد الأستاذ والخبير البيئوي د. صالح نجيب في الختام على ضرورة قيام المنظمات المعنية بحظر الأسلحة الكيماوية بمهامها ومسؤولياتها، قائلاً: "يجب أن نعلم المنظمات الدولية بالوضع القائم، كما وأن هناك منظمة نشيطة أخرى تدعى AVAAZ يمكنها أن تمنع جرائم الحرب، تأسست هذه المنظمة منذ عام 2012 يجب على موظفيها إدراج هذا الموضوع في أجندة عملهم"