تحدث عضو مجلس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم حول تهديدات دولة الاحتلال التركي لروج آفا ـ شمال وشرق سوريا، وأشار أن الدولة التركية لا تريد إحلال السلام في سوريا ولذلك فهي تقف عائقاً أمام سوريا وتفرض إما أن يكون الأمر كما تريده أو لن يكون هناك حل.
وقال مسلم:" تركيا ترى إن السلام في سوريا ليس من مصلحتها، والكل يقول إنه على القوى الأجنبية وفي مقدمتها تركيا الخروج من سوريا، على تركيا سحب قواتها من سوريا، وهي ترى بأنها لم تحقق شيئاً وكل مخططاتها في سوريا باءت بالفشل، وفي ادلب ايضاً وقعت في مستنقع، ومن أجل تنفيذ تعهداتها مع بوتين، عليها أن تحارب القوى الإرهابية هناك، فإما أن تقوم بتطهير المنطقة من هؤلاء الإرهابيين أو أن تدخل في حرب.
ومن أجل أن تتخلص من هذا الوضع تستمر في تهديداتها وتقول " سأدخل سوريا وسأفعل كذا وكذا" حسناً، العالم كله يتحدث عن السلام وترغب في الاستقرار والحل في سوريا، ومن أجل الحل السياسي تعمل بكل مافي وسعها، ولكنها تفعل عكس ذلك، فبالتأكيد هذا لن يكون في مصلحة تركيا".
وذكّر مسلم الأزمات المتعددة الجوانب في تركيا وقال:" لقد تدهور الاقتصاد في تركيا، الشعب جائع
وتذكر مسلم مرارًا وتكرارًا الأزمة متعددة الأوجه للدولة التركية وقال: `` الاقتصاد التركي منهار، لم يبق لديهم شيء، الناس يتضورون جوعاً، التضخم وصل الى اعلى مستوى، الليرة التركية تفقد قيمتها يوماً بعد يوم، الدولار أصبح يعادل 9.25 ليرة تركية، ماذا يعني كل هذا؟ لقد أفلس الاقتصاد التركي، ومن أجل التخلص من الازمات الداخلية، ومن الإفلاس السياسي والدبلوماسي، عليها أن تشغل اهتمام الرأي العام في تركيا بشيء آخر، ألا وهي الحرب.
وبخصوص نتائج حرب محتملة، قال مسلم:" إذا حاولت القيام بشيء كهذا، فستكون هذه تجربتها الأخيرة، وستقع في وضع بحيث ستنهار تركيا بالكامل، الفاشية هناك ستنهار، و ستؤدي هذه الحرب الى الإفلاس الاقتصادي، بسبب السياسات الخاطئة".
وتحدث صالح مسلم حول نهج الدولة التركية بخلق الذرائع للقيام بالهجمات الاحتلالية والتدخل في سوريا، وأشار بأن هاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركية قال وقتها أنه علينا أن نرمي بعض القذائف من سوريا نحو الأراضي التركية لتمهيد الأرضية للتدخل في سوريا، وأضاف مسلم:" الآن لا حاجة لهاكان فيدان للقيام بذلك، فمرتزقتهم هنا ويمكنهم القيام بذلك وقتما يشاؤون، ولذلك فخلق الذرائع والحجج سهلة جداً، ومتى ما أرادوا يستطيعون خلقها، وقوات سوريا الديمقراطية قالت ايضاً" حسب الاتفاقية الموقعة سوف ينسحبون لمسافة 30 كيلومتر، كما انهم انسحبوا، ولن يرموا القذائف نحو الجانب الآخر، قضيتهم هنا وليست في الجانب الآخر، وليس لديهم سبب في رمي القذائف على الجانب الآخر، قوات سوريا الديمقراطية تقول بكل وضوح أنهم لم يرموا القذائف نحو الجانب التركي ولن تفعل".
وتابع مسلم حديثه بالقول" الآن وطنك وديارك وقراك قد تم احتلالها، وللشعب حق شرعي في الحماية والدفاع عن نفسه، وكل قوانين العالم تعطيك الحق في الدفاع عن نفسك، و تناهض الاحتلال، وإنك ستقوم بأشياء لحماية نفسك".
وحول مقتل جنديين تركيين في اعزاز، قال صالح مسلم:" الجنديين اللذين قتلا في اعزاز، قتلا على الأراضي السورية، ولا يعرف من قام بذلك، لأنه توجد العديد من القوات، هنالك قوات تحرير عفرين وهناك قوات روسية وإيرانية والجيش السوري، فهناك أحد ما قد القى بقذيفة وأسفر عن مقتل هذان الجنديان، وهذا حق شرعي في المقاومة، وإذا قلت شيئاً بهذا الخصوص، فماذا يفعل جنودك هناك...؟ ما هو عمل جنودك على أراضي الغير...؟ فلينسحب من هذه الأرض، أنت سوف ترتاح، وسيرتاح الشعب الموجود هنا ايضاً، ما اريد قوله، إذا كان هناك حق مشروع للدفاع عن النفس، فهذا هو بذاته.
كما تقول أمريكا وروسيا أن هناك حق سيادة لسوريا، فلو قامت القوات السورية بهذا العمل، فقد قامت به لحماية سيادة سوريا، وإذا قامن به وحدات حماية الشعب (YPG) بهذا العمل، فقد قامت به من أجل حماية شعبه، مع العلم ان المقاومة مستمرة منذ 2019 في سري كانييه (رأس العين) وكري سبي (تل ابيض)، الشعب هناك لا يتوقف ويقاوم على الدوام ويدافع عن نفسه حسب استطاعته".
وفي الختام، تحدث عضو مجلس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم عن الهجمات المحتملة لدولة الاحتلال التركي، وذكّر بمقاومة كوباني وعفرين وسري كانييه وقال:" هذه المرة ستكون المقاومة مختلفة، وعنيفة، الشعب أصبح ذو تجربة، وقد رأى الفرق، وعانى من الظلم والهجرة، ولذلك لا يريد أن يقع في نفس الوضع، الشعب الآن أكثر تنظيماً، ومقاومته متصاعدة أكثر، واًصبح ذو خبرة في المقاومة، فإذا حاولت تركيا القيام بشيء كهذا ـ يمكنها أن تقوم بأفعال صغيرة أو لا تقوم بها ـ فإذا قامت بشيء كبير وواسع، فسوف تفشل فشلاً ذريعاً، وعلى الأكثر سوف تُهزَم الفاشية التركية ويمكن أن تنهار بشكل كامل، فهي تعلم ذلك جيداً".