قيّم عضو مجلس الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، العزلة المفروضة في إمرالي، الموقف ضد العزلة هذه، هجمات دولة الاحتلال التركي على جنوب كردستان، تحركات قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في مناطق قوات الكريلا، وسير الحركة الدبلوماسية في بغداد، والهجمات الاحتلالية على مناطق شمال وشرق سوريا، والحرب النفسية والخاصة، الاجتماعات واللقاءات التي جرت لأجل الوحدة الوطنية الكردية، والمناقشات حول استقلالية منطقتي درعا والسويداء.
الجزء الأول من المقابلة مع صالح مسلم
هناك عزلة شديدة في سجن إمرالي، والشعب الكردي ينتفض في كل مكان ضدها، كيف تقيمون هذا الوضع؟
أن قضية القائد أوجلان أصبحت موضوعاً واضحاً، فالشعب الكردي أينما كان، بدون حرية القائد كأنه لم يحقق شيء، أو كما لو كانت المكاسب الحالية تعتبر مؤقتة، والعدو نفسه يعرف هذا الآمر، لأن العدو ومنذ البداية ومن خلال هذا المفهوم، كان يمارس التعذيب، الضغط والعزلة في إمرالي، ومن خلال سياسة المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد أرادوا قطع الرأس وثم تقطيع الجسد وفصلهما عن بعض، وأن هذه السياسة مازالت مستمرة.
انهم ينزعجون من كلمة واحدة يلقيها القائد، ولأنهم يعرفون ولاء ووفاء الشعب الكردي للقائد جيداً، ومن أجل إيقاف الشعب الكردي فهم يمارسون التعذيب والعزلة في إمرالي، والمسألة هنا، أن الكرد يناضل ويقاوم ضد هذا في كل مكان، وينتفض في السجون، الميادين، عموم أوروبا وكردستان ضد هذه السياسة وهذه المؤامرة، والآن يدرك الجميع هذا، ولأجل حل القصية الكردية لا يوجد سوى محاور واحد لحل القضية الكردية وهو القائد عبد الله أوجلان، لأنه وحده القادر على إقناع الشعب الكردي، وليس هناك حل آخر سواه، وتظهر هذه العزلة أنهم لا ينوون اتخاذ خطوة جادة نحو حل القضية الكردية، وهذا الضغط يوضح سوء نيتهم نحو الكرد، كما أن الشعب أيضاً يقاوم ضد هذا، وسيواصل مقاومته.
أي قوة كانت، إذا كانت تريد حقاً تشكيل الاستقرار في الشرق الأوسط، وإذا كانت تريد حل القضية الكردية فعليها بالتأكيد أن تبدأ من سجن إمرالي، فالشعب الكردي يستمع فقط لإمرالي، لا يوجد غير هذه الطريقة، لأن الجميع يعلم أنه لا يوجد حل بدون القائد أوجلان.
ولهذا السبب، يستمر الضغط والعزلة في إمرالي، أن عزلة إمرالي غير مدرجة في أي قانون، وهذه العزلة لا يتوافق مع القانون الدولي حتى، ولقد وصلت إلى نقطة حيث لم يعد لها جانب أخلاقي، لذلك فهي غير مقبولة، فإذا تم الحديث عن حقوق الإنسان والإنسانية حقاً سواء في أوروبا أو في أي مكان آخر، فيجب أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار.
الفاشية التركية تنتهك حقوق الكرد والقوانين والمعايير وتفعل ما تشاء، يجب أن يقف البعض ضد هذا، وهذه المهمة تقع على عاتق الشعب الكردي، الفاشية التركية لا ترى أمامها عائقاً سوى الشعب الكردي، لذلك يجب على أصدقاء الشعب الكردي، القوى الديمقراطية والجميع الوقوف في وجه هذا الاستبداد.
تستمر هجمات الدولة التركية على جنوب كردستان، أعلنت قوات الدفاع الشعبي أن 7 من مقاتليها استشهدوا خلال كمين نصبته قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني لا تكتفي بتسريب المعلومات للاستخبارات التركية (MIT)، بل تزيد من تحركاتها في مناطق قوات الكريلا، كيف يقيم شعب روج أفا هذا الوضع؟ وما هو موقفكم حيال هذه الممارسات؟
هناك حرب تجري رحاها، وهذه الحرب بين مقاتلو قوات الكريلا الكرد والدولة التركية، من هم المقاتلون الكرد...؟ المقاتلون الكرد ليسوا مجرد كرد من شمال كردستان، بل أنهم أبناء أجزاء كردستان الأربعة فهم مجتمعون ويدافعون عن كردستان وكرامتها، أي أنهم من جنوب، شمال، شرق، وغرب كردستان، كما استشهد الكثير من شبابنا منذ بداية هذه الحرب، حيث استشهد أبناء الكرد وهم كريلا من كوباني، حسكة، قامشلو، وأبناء أجزاء كردستان الأخرى، وفي ذلك الوقت، فأن هذه الحرب متعلق بجميع الكرد، فعندما تشن الدولة التركية هجماتها فأنها لا تشن ضد كرد جنوب كردستان أو حزب العمال الكردستاني (PKK)؛ بل أنها تحارب ضد الشعب الكردي بأكمله، وأن أولئك الذين يتعاونون ويتواطؤون مع الدولة التركية فأنهم يقاتلون ضد الكرد بأجمعه.
هناك بيئة متقلبة داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK؛ هل تخلى عن إرادته أو باعها حتى يقوم بتنفيذ خطط تركيا. بقدر ما نتابع الأحداث، أولئك الأشخاص الذين يتم إرسالهم إلى مناطق قوات الكريلا ليسوا مقاتلو البيشمركه، بل الغالب أنهم القوات الخاصة المرتبطة بالحزب الديمقراطي الكردستاني، من الواضح أنهم تحت إمرتهم، مثل كولان، زيرفاني...الجميع يعلم بأن هؤلاء تحت إمرة من، لذلك يتم لعب لعبة خطيرة جداً، وقبل كل شيء هناك لعبة خطيرة تحاك ضد الشعب الكردي، القوات الكردية، وضد الحزب الديمقراطي الكردستاني نفسه، وتم خلق قيم نتيجة مقاومة الشعب الكردي، وبهذه الحرب فإنه يقطع الغصن تحت قدمه.
إذا بدأت حرب من هذا القبيل حقاً، وإذا لم يتصرف بحكمة، فسيخسر حزب الديمقراطي الكردستاني أولاً وقبل الكل، وأن أولئك الموجودين بداخل الديمقراطي الكردستاني، لذلك - لأنهم إخواننا- أعتقد أنه سيكون من الرائع أن يعودوا من هذا الخطأ، أنت تقول ’أنا لا أقاتل‘ لكنك حاصرت أخوتك بكل قوتك، أنت لا تقدم أي مساعدة، أو لا تسمح للمقاتلين بالانتقال من مكان إلى مكان أخر، المقاتلون في جنوب كردستان يقعون في الكمين الذي نصبتموه عندما كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر، هذا شيء سيء و لعبة خطيرة جداً، الضرر سوف يلحق بجميع الكرد، في البداية سوف يخسر الحزب الديمقراطي الكردستاني بنفسه، لأنهم يقطعون الغصن الذي يقفون عليه ويجب ألا يفعل ذلك.
باسم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، سنفعل كل ما في وسعنا لوقف هذا، إذا كانت هناك وساطة سنفعلها أيضاً، ونحن مستعدون لفعل ما يريدون من قواتنا المتواجدة هنا، لأنها تبدو وكأنها كارثة كبيرة، سنفعل كل ما في وسعنا لمنع ذلك، لأن الضرر لن يلحق بجنوب كردستان فقط ، بل بكردستان بأكملها، لأن أبناء العائلات الكردية، يحاربون ضد الفاشية ويستشهدون هناك، وهذا مكان فخر لتلك العائلة، ولكن إذا تم طعن أبناء العائلات الكردية هناك من الخلف واستشهدوا، بماذا سيفكر هذه العائلات؟ أو إذا قتل على يد الكرد أو عندما كان يقاتل العدو تم طعنه غدراً من الخلف ماذا سيقولون بعد ذلك؟ لذا دعونا لا نقول أن هذا سيبقى هناك فقط، سيؤثر على جميع أنحاء كردستان، إنها لعبة خطيرة للغاية، آمل أن تتصرف القوى هناك بحكمة وتتخلى عن هذا الموقف، لأن هذه كارثة كبيرة سيتعرض لها جميع الكرد.
دائما ما تحدث أحداث جديدة في جنوب كردستان والعراق، عقد مؤتمر العراق في بغداد بمشاركة العديد من الدول، كما زار إيمانويل ماكرون كردستان، هناك نقاشات حول وضع الكرد والمرحلة الجديدة، كيف تقيم هذا؟
أعتقد أن الاجتماع أو المؤتمر في بغداد كان بالأساس حول العراق، في رأيي، تمت مناقشة موضوع الأعمال التي يجب أن يقوم بها دول جوار العراق للحيلولة دون التدخل في شؤون العراق، بالطبع، ونيابة عن الناتو حضر الرئيس الفرنسي الاجتماع أيضاً، أعتقد أن مثل هذه الزيارات ستستمر، سيكون هناك بالتأكيد اجتماعات مختلفة، وهذا بالطبع يشمل القضية الكردية، ذهب ماكرون إلى كردستان وحاول أيضاً الذهاب إلى شنكال، بعض القوات منعنه من هذه الزيارة، لكن خطته شملت أيضاً القضية الكردية.
أعتقد أنه تم تحديد نهج جديد في هذا الاجتماع، إنها بنفس هذه الطريقة، قبل الآن كان هناك مشروع يسمى "دمشق الجديدة". العراق -دمشق -مصر. وهي تتوسع الآن لتشمل دول الخليج، هذا له علاقة بسياسة الشرق الأوسط.
نحن في مرحلة حساسة للغاية، حتى سنوات قليلة ماضية، لم يتوقع أحد أن يجد الكرد مكاناً في الساحة الدولية أو في الشرق الأوسط، لكننا نرى أن كلاً من القوى المهيمنة وغيرها، المهتمين بالشرق الأوسط، يفهمون أنه لا يمكن أن يكون هناك حل بدون الكرد، الحرب هنا هي أيضاً لإخراج الكرد من هذا الميزان، يجب أن يدرك الكرد ذلك، لم نعد في ميزان الشرق الأوسط، لن يكون هناك حل بدون القضية الكردية، لذلك دعونا نشكل وحدتنا الكردية، ليكون كلماتنا وموقفنا موحدة، نحن نعرف أعداءنا وأصدقائنا الذين يمكنهم لعب دور إيجابي في هذا التوازن لكل من شعبنا وشعوب المنطقة.