أحمد شيخو: "العثمانية الجديدة" ‏‏(الصهيو تركياتية) ...الفوضى، ‏الإرهاب، الاحتلال والتواطؤ

في مقال له، تحدث الكاتب والباحث السياسي أحمد ‏شيخو عن التهديدات التركية على الأمن والسلام في داخلها وفي المنطقة والعالم من خلال دعمها ومساندتها للتنظيمات الإرهابية وارتكابها المجازر بحق شعوب ميزوبوتاميا والأناضول.

ماتزال الدولة و السلطات التركية ‏تهدد الاستقرار والأمن والسلام في ‏داخلها و محيطها في المنطقة ‏والعالم، نتيجة ممارستها الإبادات ‏الجماعية بحق شعوب مزوبوتاميا ‏والأناضول و الاستمرار في دعم ‏داعش وجبهة النصرة وحركات ‏الإخوان والقاعدة وغيرهم من ‏حركات وتنظيمات الإسلام السياسي ‏في المنطقة والعالم وكذلك لدوام ‏تدخلها في شؤون شعوب ودول ‏المنطقة وخاصة الشعوب العربية ‏والكردية والأرمنية وغيرهم وفي ‏معظم الدول العربية واليونان ‏وقبرص وكذلك تدخلها في العديد من ‏المناطق والدول كما في دول ‏وشعوب البلقان في القارة الأوربية ‏وفي القوقاز وأوسط آسيا في الدول ‏التي تسميها تركيا "منظمة الدول ‏التركية" ، إضافة إلى محاولاتها ‏للتواجد والتأثير والاحتلال والنهب ‏في دول القارة الأفريقية مع ضعف ‏النفوذ الفرنسي والأوربي فيها مع ‏سعي الصين وروسيا للتواجد فيها، ‏وذلك رغم الاستعراضات الكلامية ‏والاستدارات التكتيكية للسلطة ‏التركية ومحاولات إعطاء ‏الانطباعات الزائفة عن حقيقية ‏التغيرات في السياسة والاستراتيجية ‏التركية لزوم رفع شعبية أردوغان ‏المنهارة والمتدنية وحزبي السلطة ‏الحاكمة(حزب العدالة والتنمية(AKP)‏ ‏وحزب الحركة القومية ‏التركية(MHP)‏) مع قرب موعد ‏الانتخابات التركية في حزيران القادم ‏و الذي يقول عنه الكثير من ‏المراقبين أنها ‏ ستكون مفصلية و لن ‏تكون سهلة ومريحة لأردوغان إن تم ‏إجرائها وفق الحد الأدنى من الشروط ‏والمعايير المعقولة والمقبولة ‏ديمقراطياً.‏

من المهم فهم ومعرفة بنية وماهية ‏الدولة والسلطة التركية الأداتية ‏الوظيفية و التي تجسد في حقيقتها ‏صهيونية أناضولية تركياتية قوموية ‏فاشية قامت على إبادة الشعوب التي ‏تشارك الاتراك معهم العيش لمئات ‏السنين عندما أتى الأتراك والأنساب ‏التركية الأخرى من أواسط آسيا من ‏مناطق جبال أورال آلتاي على حدود ‏الصين ودخلوا الإسلام بغرض ‏السرقة والنهب تحت اسم الغنيمة ‏والحكم الإسلامي،  بالإضافة إلى ‏توافق الدولة التركية الحديثة أو ‏‏"الجمهورية التركية" وتشكيلها ‏كامتداد للصهيونية الإسرائيلية، ‏فتركيا تشكلت بعد تخليها عن كل ‏القيم التشاركية والتقاليد الديمقراطية ‏والعلاقات التاريخية و التي سادت ‏بينها وبين شعوب المنطقة وعلى ‏رأسهم الشعب الكردي في مراحل ‏تشاركهم ومحطاتهم التاريخية وفي ‏فتحهم للأناضول معاً في معركة ‏ملازكرد عام ١٠٧١م إلى خوضهم ‏حرب الاستقلال والبدء في بناء تركيا ‏الحديثة، لكن الأتراك والنخبة التركية ‏وخاصة جماعة وتنظيم الاتحاد ‏والترقي، خانت التشارك والتعهدات ‏و نضال حرب الاستقلال(١٩١٩-‏‏١٩٢٢) والميثاق المشترك والاتفاق ‏الذي كان قبل وعند الحرب وتواطئ ‏مع النفوذ اليهودي المؤثر وذهبت ‏معها ومع علاقاتها الدولية الواسعة ‏ومع الماسونية وفي سياقها في تشكيل ‏الدولة التركياتية الفاشية ذات القومية ‏الدولتية التركية الواحدة فقط، وهكذا ‏تشكلت تركيا الجمهورية كدولة ‏يهودية بدئية من رحم الإمبراطورية ‏العثمانية وبيروقراطيتها العثمانية ‏المتضخمة والتي تسللت وتوغلت ‏فيها عدد كبير من اليهود القادمين من ‏أسبانيا نتيجة توافق تاريخي مخفي ‏حتى اليوم بين ملوك وأباطرة أسبانيا ‏والسلاطين العثمانيين في القرن ‏الخامس عشر، بأن يتم سقوط أندلس ‏وخروج المسلمين واليهود و صمت ‏وعدم مساعدة العثمانيين لهم مقابل ‏أن تسقط القسطنطينية ويدخل ما ‏يسمى السلطان العثماني محمد الثاني ‏إليها والذي تم تسميته بعدها بالفاتح ‏كذباً ونفاقاً، فالعملية كانت إسطنبول ‏مقابل الأندلس ولو بعض حين ورغم ‏وجود سنوات بين الحادثتين، مع ‏إشارة بعض المؤرخين إلى زيادة ‏القدس وفلسطين للاتفاقية والتبادل ‏بين أسطنبول والأندلس فيما بعد مع ‏ضعف العثمانيين وخوفهم من خسارة ‏أسطنبول مقابل الأوربيين والعالم ‏المسيحي الصاعد والمتوحد مع النفوذ ‏اليهودي المؤثر فيه، في أنهم تخلوا ‏عن القدس وفلسطين زيادة على ‏الاندلس مقابل الحفاظ على أسطنبول.‏

ليبيا:‏

وكأنها تزور أحد ولاياتها ‏ومحافظاتها، قامت السلطات التركية ‏ومع زيارة وفدها الرفيع والضخم إلى ‏العاصمة الليبية في مشهد دعائي ‏واستفزازي وفي حالة تجاوز و ‏اعتداء سافر على السيادة ووحدة ‏الأراضي الليبية واستقرارها الداخلي ‏والتحكم بموارد شعبها وتهديد ‏جيرانها، بتوقيع عدة اتفاقيات مع ‏حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها ‏وصلاحيتها في غرب ليبيا في ‏العاصمة طرابلس٫ رغم جملة ‏الاعتراضات والرفض الذي ظهر ‏من الشعب والداخل الليبي نفسه، ‏كموقف مجلس النواب الليبي ورئيسه ‏عقيلة صالح في مدينة طبرق ‏الموجودة في شرق ليبيا وموقف ‏حكومة باشاغا الموازية لحكومة ‏الدبيبة في الشرق والتي نالت موافقة ‏مجلس النواب سابقاً، علاوة على ‏رفض قسم من مجلس الدولة وحتى ‏من جزء من المجلس الرئاسي الليبي ‏المتواجدين في غرب ليبيا، إضافة ‏للمواقف الرافضة والمنددة ‏والمستفسرة عن مزيد من الوضوح و ‏التي ظهرت من اليونان ومصر ‏والعديد من المواقف الدولية ‏كالخارجية الأمريكية والألمانية ‏والاتحاد الأوربي وغيرهم. ومن ‏الهام الإشارة إلى أن ذهاب جميع ‏الأطراف الليبية إلى تركيا بما فيها ‏المحسوبة على الدولة العربية من ‏شرق ليبيا أعطى لتركيا المبادرة لهذه ‏الاتفاقيات، ويقال أنه في ذهاب ‏باشاغا الأخير إلى تركيا تم تهديده ‏من قبل نائب مستشار المخابرات ‏التركية وتحذيره من دخول العاصمة ‏مرة أخرى في الوقت الذي تم فيه ‏التنسيق مع الدبيبة وبناء علاقة السيد ‏بتابعه وبعبده وتأجير ليبيا وبيعها ‏لتركيا وخاصة قبل الانتخابات ‏التركية لمساعدة حزب العدالة ‏والتنمية وأردوغان مقابل مساعدة ‏الدبيبة في الوجود على سدة الحكم في ‏طرابلس.‏

إن دلالة هذه الاتفاقيات المبرمة ‏والمستكملة للاتفاقيات التي تمت في ‏عام ٢٠١٩ ، هي تأكيد على ‏استمرار الأزمة الليبية وخلق مزيد ‏من التناحر الليبي الداخلي وفرض ‏التقسيم و تعزيز ودوام وتثبيت ‏الاحتلال التركي وتواجد جيشها ‏ومرقزقتها وإرهابييها في غرب ليبيا ‏الذين بدأت تركيا بزيادتهم و بجلبهم ‏مرة أخرى بعد الاتفاقيات المشوومة. ‏وللاتفاقية أيضاً دلالة لووضع تركيا ‏يدها على الثروات والموارد الليبية و ‏التحكم بقرار الحكومة الليبية في ‏طرابلس ومنع أية تسوية سياسية في ‏ليبيا أو أية استحقاقات انتخابية لا ‏تلبي مصالحها واحتلالها، رغم كل ‏الاعتراضات والمواقف العربية ‏والدولية الرافضة، حيث تتخذ تركيا ‏من غرب ليبيا كقاعدة أساسية للتدخل ‏في شمال أفريقيا ومعظم الدول ‏الإفريقية والضغط على الدول ‏العربية المحورية وكذلك تتخذ تركيا ‏من غرب ليبيا قواعد عسكرية ‏لتدريب مجموعات إرهابية من عدة ‏دول عربية وإفريقية ومنها داعش ‏تحت اسم تدريب قوات الأمن ‏والجيش الليبي مثلما أشار  إليه وزير ‏الدفاع التركي بوجود خمسة قواعد ‏تدريب تركية في غرب ليبيا، ‏والملاحظ أن توقيت الزيارة ‏والاتفاقيات هي بعد فشل فتحي ‏باشاغا رئيس "حكومة الوحدة ‏الوطنية" أو الحكومة الموازية ‏والمحسوبة على الدول العربية في ‏الدخول والسيطرة على العاصمة ‏طرابلس بسبب مساندة الطائرات ‏المسيرة التركية للقوات والمجموعات ‏والمليشيات المحسوبة على حكومة ‏الدبيبة، على رغم أن فتحي باشا من ‏مدينة مصراتة في غرب ليبيا وهو ‏أيضاً له علاقات مع تركيا والسلطة ‏التركية وكان وزير الداخلية في ‏حكومة السراج التي جلبت تركيا ‏بجيشها ومرتزقتها إلى ليبيا وهو كان ‏منسق التوافقات التركية الليبية حينها، ‏لكن ربما تواصله مع شرق ليبيا ‏والدول العربية أفقده الحظوة لدى ‏أردوغان وتركيا. وكما أن الاتفاقات ‏المبرمة حديثاً هـذه آتت بعد أيام على ‏خروج وزير الخارجية المصرية من ‏أخر اجتماع لوزراء الخارجية ‏للجامعة العربية عندما اعتلت وزيرة ‏خارجية حكومة الدبيبة نجلاء ‏المنقوش رئاسة الجلسة، لكون ‏حكومة الدبيبة فاقدة للشرعية بعد ‏انتهاء مدتها الممنوحة لها عندما ‏تشكلت كحكومة مؤقتة ونالت ‏الشرعية الأممية لإجراء انتخابات لم ‏تقم بعملها رغم انقضاء المدة وفق ‏التصور والكلام المصري واليوناني ‏والليبي المعارض لحكومة الدبيبة.‏

ومن خطورة هذه الاتفاقيات ‏ومجالاتها في الطاقة والأمن ‏والأعلام أنها تشكل تهديد وخطورة ‏مباشرة على مصالح الدول العربية ‏في شمال أفريقيا والبحر الأبيض ‏المتوسط، كما أنها تشكل خطورة ‏وتهديد مزدوج وهي ضد مصالح ‏اليونان وقبرص وتجاوز لسيادتهما ‏ومياههما الإقليمية وكما أنها اعتداء ‏وخرق  وتجاوز على الاتفاق ‏والترسيم البحري اليوناني والمصري ‏والمصدق من برلماني البلدين ‏والمسجل في الأمم المتحدة وكذلك ‏يشكل تهديد على استراتيجية منتدى ‏غاز الشرق المتوسط الذي مقره في ‏القاهرة، و الذي يشكل معادلة إقليمية ‏ودولية لأهميته و يشترك فيه إسرائيل ‏ومصر مع عدة دول منها فرنسا ‏وإيطاليا والأردن والإمارات والسلطة ‏الفلسطينية وقبرص واليونان ‏بالإضافة إلى أمريكا والاتحاد ‏الأوربي كمراقبين بالإضافة إلى ‏كونه أهم مصدر للغاز بعد الحرب ‏والأزمة الأوكرانية.‏

‏ المفارقة أنه ورغم العلاقة الجزائرية ‏مع تركيا ووقوف الجزائر مع قوات ‏وسلطات غرب ليبيا، إلا أن هذه ‏الاتفاقيات وخاصة في مجال الطاقة ‏تضر بمصالحها ومواردها ‏واستراتيجيتها في مجال الطاقة ‏فتركيا تعمل على مد الأنبوب الغازي ‏النيجيري وغيره من غاز الدول ‏الإفريقية وأنابيبها إلى أوربا عبر ‏ليبيا وعبر مناطق حكومة الدبيبة ‏وليس كما كان يريده الجزائر عبر ‏الأراضي الجزائرية أو حتى عبر ‏بعض الأراضي المغربية، فالسلطة ‏والدولة التركية لا تلتزم بأية ‏إلتزامات أو تعهدات أو اتفاقيات إلا ‏ما يتوافق معها ومع عثمانيتها ‏الجديدة في المنطقة العربية، مع ‏استمرار خداع البعض بها مع ‏استغلالها واستعمالها الدين الإسلامي ‏والقضية الفلسطينية لتحقيق مصالحها ‏وزيادة نفوذها وتأثيرها في المنطقة ‏والإقليم وبين الشعوب العربية ‏والمسلمة، ولكن اختلاف الأولويات ‏لدى الدول العربية في ليبيا وتواطؤ ‏بعضهم مع تركيا وسكوتهم عليها ‏وعلى احتلالها في سوريا وليبيا، ‏أعطى لها المجال الواسع للتدخل ‏دون اكتراث لمواقف الدولة العربية ‏والجامعة العربية الرافضة شكلاً ‏ونظرياً وليس واقعاً وفعلاً. و لقد ‏تعمد الاتراك إلى توقيع هذه ‏الاتفاقيات مع ذكرى الـ١٠٠ لاتفاقية ‏‏"أوشي" بين العثماني البائدة وإيطاليا ‏والتي بموجبها تخلت العثمانية عن ‏ليبيا لإيطاليا وفي هذه رسالة لمن ‏يريد فهم العثمانية الجديدة وعقلية ‏السلطة التركية في رغبتها في إعادة ‏أمجادها البائدة.‏

سوريا:‏

وفي سوريا، ومع استمرار مسار ‏آستانة المحقق لمصالح تركيا وإيران ‏وروسيا على حساب الشعب السوري ‏وحريته ووحدة أر اضيه وسيادته، ‏ورغم الضغط الروسي والموافقة ‏الإيرانية المشروطة والتصريحات ‏الغزلية الصادرة عن أردوغان ‏والسلطات التركية لبشار الأسد ‏والمضادة للتواجد الأمريكي ‏والتحالف الدولي لمحاربة داعش في ‏شمال وغرب سوريا وبالإضافة إلى ‏اللقاءات المستمرة بين الاستخبارات ‏التركية واستخبارات السلطة أو ‏النظام في دمشق، إلا أن الاحتلال ‏وإجراءات التغيير الديموغرافي ‏والتتريك وتمهيد التقسيم وضم ‏الأراضي السورية لتركيا، بالإضافة ‏إلى حالات الاعتداء والقصف ‏بالمسيرات والمدافع والطائرات ‏الحربية التركية وقتل المدنيين و ‏تصفية كل عوامل الاستقرار في ‏شمالي سوريا مستمرة وبكثافة وبل ‏زادت وتيرتها وزخمها مع الكلام عن ‏الاستدارة التركية والمصالحة بين ‏السلطات في تركيا والنظام السوري، ‏مع حالة من الخوف والقلق ‏والارتباك والهروب الذي ظهر بين ‏الأدوات التركية من ما تسمى ‏المعارضة السورية من الإئتلاف ‏والمجموعات الإرهابية من ما يسمى ‏بـ"الجيش الوطني السوري" ‏الإنكشاري المرتزق لتركيا ‏واستخباراتها ولحزب العدالة ‏والتنمية. وكما زادت العنصرية في ‏تركيا تجاه السوريين حتى أصبح ‏الكثير من اللاجئين السوريين ‏والعرب يخافون ويتجنبون الكلام ‏باللغة العربية مع قيام السلطات ‏التركية بإرجاع عدد من اللاجئين ‏السوريين والمتواجدين في تركيا ‏قسراً وبالإكراه إلى سوريا بدون ‏عائلاتهم.‏

ومن المفيد الإشارة أن تركيا عينها ‏على حلب وكامل الشمال السوري ‏كخطوة أولى ثم التمدد والوصول ‏لدمشق وذلك حسب الظروف ‏والشروط المتاحة، ولكي لا يتأثر ‏التفاعل التركي الأردوغاني مع ‏الأزمة السورية سلباً على أردوغان ‏في الانتخابات، يسعى أردوغان إلى ‏الكثير من الحيل ومحاولة إخراج ‏ورقة اللاجئين السوريين من يد ‏المعارضة والإيهام للداخل التركي ‏أنه يحاول فعل كل ما هو متاح ‏وممكن لإخراج السوريين وتقليل ‏تأثيرهم السلبي على الاقتصاد ‏التركي، علماً آن السلطات التركية ‏استفادت من الأزمة السورية ‏اقتصادياً بشكل كبير ولقد جعلت من ‏اللاجئين السوريين مادة وساحة ‏للكسب و للضغط على الأوربيين ‏ودول العالم والحصول على المال ‏والتنازلات السياسية منهم لصالح ‏السلطات التركية.‏

من الممكن أن يتجار أردوغان ‏ببعض رؤوس الإخوان لديه وببعض ‏مرتزقته  ومسلحيه من ما يسمى ‏‏"الجيش الوطني السوري" وبوسائل ‏الإعلام الإخوانية المتواجدة لديه، ‏فمن تخلى عن رفاقه كعبدالله غول ‏وأحمد داؤود أوغلو وفتح الله غولن، ‏لا يستبعد أن يتخلى عن بعض ‏الأشخاص من المعارضة السورية ‏المرتهنة لتركيا ويزيد تنسيقه ‏الاستخباراتي مع نظام دمشق لضرب ‏أي عدو مشترك محتمل وفق ‏تصورهم السلطوي الدولتي  وخوفهم ‏من أي مشروع وطني ديمقراطي ‏سوري كمشروع الإدارة الذاتية ‏وقوات سوريا الديمقراطية وهو ‏المشروع الوطني الوحيد الباقي ‏للشعب السوري و هو الأمل لتحقيق ‏تسوية وطنية وديمقراطية داخلية ‏وذاتية سورية وفق نظام لامركزي ‏تعددي ومجتمع سوري ديمقراطي ‏بريادة المرأة الحرة والشباب المنظم ‏والواعي، لكن مادامت تركيا تحتل ‏أراضي سورية فكل خزعبلات ‏وتصاريح أردوغان وقادة حزبه  ‏وغزله لبشار وأسماء وحتى زياراته ‏لبعض الدول العربية هي لأجل ‏استمرار الاحتلال وتحسين الاقتصاد ‏والمرور بسلاسة من الانتخابات ‏وعودته مجدداً للحكم وبعدها سيرجع ‏إلى توغلاته واحتلالاته وكل ‏سياساتها السابقة والسلبية تجاه سوريا ‏والمنطقة، ومن يثق بأردوغان بعد ‏كل هـذه السنين والتدخلات ودعمه ‏للإرهاب وعلى رأسها داعش ‏والنصرة وتدخله واحتلاله فهو ‏يستحق أي يفعله به أردوغان أي ‏شيء.‏

العراق:‏

‏ أما في العراق، فتركيا تتفاعل على ‏المستوي الأمني والاقتصادي بشكل ‏كبير، فالدولة والسلطات التركية ‏تعتبر العراق وخاصة الشمال بما ‏فيها مدينة الموصل وكركوك و إقليم ‏كردستان العراق جزء منها وفق ‏التصور التركي ومشروعها الميثاق ‏الملي الذي يعتبر شمالي العراق مع ‏شمالي سوريا أراضي تركيا أخذ ‏منها وعليها العمل إرجاعها، وتركيا ‏فعلياً وعبر أدواتها من حزب ‏الديمقراطي الكردستاني والجبهة ‏التركمانية وبعض السنة وخاصة ‏التيار الإخواني٫ تعمل على تمكين ‏نفوذها السياسي والاستخباراتي ‏والاقتصادي في بغداد بشكل كبير ‏وفي كل شبر من باشور ‏كردستان(إقليم كردستان العراق) ‏وحتى وصلت لحد قتل أي ناشط أو ‏سياسي أو أكاديمي كردي أو عراقي ‏يخالف ويعترض على الاحتلال ‏والسياسات التركية كما حصل قبل ‏أيام مع الكاتبة والباحثة والمناضلة ‏ناكهان أكارسال وقبلها مع الكثيرين ‏علماً  آن كل القتلة يهربون إلى ‏هولير(أربيل) بعد تنفيذهم لعمليات ‏الاغتيال و التي تحولت  إلى قبلة ‏للقتلة و ولاية عثمانية على يد بيت ‏البرزاني المحسوبين على تركيا ‏والذين يسهلون ويشاركون الاحتلال ‏التركي ويساعدونها في حربها وقتلها ‏وإبادتها للشعب الكردي و لحركة ‏حرية الشعب الكري ولقوات الدفاع ‏الشعبي(الكريلا). ومن الصحيح ‏القول أن تركيا وإيران يتفقون في ‏العراق على إفشال أي تواجد ونفوذ ‏عربي في أي مجال كالاقتصاد ‏والطاقة والتجارة والسياسة ويعملون ‏على تقسيم العراق وسوريا بينهم ‏وبالتالي القضاء على أي علاقة ‏عربية-كردية تكون مقاومة ورافضة ‏لهما ولاحتلالهما وحافظة لاستقلالية ‏القرار والإرادة العراقية الوطنية ‏والسورية الوطنية.‏

‏ وكما تتدخل تركيا في العديد من ‏الدول العربية وبوسائل وأدوات ‏مختلفة وتحت اسم المنظمات ‏الإنسانية والإغاثية  مثل (تيكا و ‏ IHH‏) وغيرها ومؤسسة ديانت ‏التركية والأئمة التي تبعثها تركيا إلى ‏دول العالم وبدعة الملحق الديني في ‏سفارات تركيا،  ومن يرصد التدخل ‏و التوغل التركي سيلاحظة بسهولة ‏وبشكل متزايد، كما في لبنان ‏والصومال وقطر وجيبوتي وتونس ‏والجزائر والمغرب واليمن و ‏موريتانيا وغيرهم بالإضافة إلى ‏العديد من الدول حول لعالم. والجدير ‏بالذكر أن هناك أربعة دولة عربية ‏تحفظت على قرار إدانة الجامعة ‏العربية للتدخل التركي في ليبيا ‏وسوريا والعراق بتاريخ ٦ أيلول ‏وهم قطر، ليبيا-حكومة الدبيبة، ‏الصومال وجيبوتي.‏

اليونان وقبرص:‏

وفي قبرص واليونان، احتلت تركيا ‏شمالي قبرص منذ ١٩٧٤ أمام أنظار ‏الناتو والاتحاد الأوربي، وهي تعمل ‏الآن على طرح نموذج الدولتين ‏وتقسيم قبرص وضم القسم الشمالي ‏لتركيا، وبل تزايدت حالة العداء ‏والفاشية التركية ورغبتها في احتلال ‏الجزر اليونانية مع قرب الاستحقاق ‏الانتخابي في تركيا في شهر حزيران ‏القادم وزادت تركيا من وجودها ‏العسكري في شمالي قبرص وفي ‏مناطق التماس مع الجانب اليوناني، ‏وذلك لرفع منسوب الفاشية ومستوى ‏العنصرية لرفع ورفد شعبية ‏أردوغان المتدهورة والمتدنية مع ‏فشل سياسات السلطة التركية في ‏الداخل والخارج في كل المجالات ‏الاقتصادية والمالية والسياسية ‏والخارجية، إضافة لحروب الحكومة ‏التركية المستمرة ضد شعوب ودول ‏المنطقة لأجل البقاء في السلطة ‏والحكم. و ما زاد من هوس وخوف ‏أردوغان هو: ‏

‏-‏ ظهور وتواجد الناتو وأمريكا ‏في الجزر اليونانية و الاتفاقات ‏العسكرية الجديدة بين اليونان ‏وأمريكا بشكل ملحوظ.‏

‏-‏ الحديث عن بناء قواعد ‏عسكرية جديدة، تكون بديلة ‏لقاعدة أنجرليك الاستراتيجية ‏لحلف الناتو في حال حدوث أي ‏طارئ في تركيا وعلاقتها مع ‏الغرب من جهة ومع روسيا ‏والصين وإيران من الجهة ‏الثانية. ‏

‏-‏ حادثة اعتراض منظومة ‏صواريخ ‏S-300 ‏ اليونانية ‏لطائراتF-16 ‏ التركية فوق ‏جزيرة رودس اليونانية ‏واستعراضات السفن الحربية ‏وانتهاكات المجال الجوي ‏المتبادلة.‏

‏-‏ الموافقة الأمريكية لبيع ‏طائراتF-16‏ الأمريكية لليونان ‏ووضع شروط كثيرة أمام تركيا ‏في المقابل.‏

‏-‏ عمل اليونان وقبرص في ‏تشكيل تكتلات إقليمية مع معظم ‏الدول المنزعجة من سياسات ‏السلطة التركية. ‏

‏ القوقاز وأواسط آسيا:‏

وأما في جنوب القوقاز وشماله ‏وآوسط آسيا والنفوذ والتواجد التركي ‏وتشكليها عامل عدم الاستقرار ‏وفوضي وحروب مستمرة كما في ‏آرتساخ(ناغورني قره باخ) بين ‏أزربيجان وأرمينيا وكذلك في ‏الاشتباكات بين قرغيزستان ‏وطاجكستان وكذلك في  معظم دول ‏الاتحاد السوفيتي السابقة، فتركيا ‏ومن منظور الأصول واللغات ‏والأنساب المتشابهة والميراث ‏والعثمانية الجديدة، تحاول وعبر ‏مجموعة دول ما تسمى "منظمة ‏الدول التركية" المكونة من ‏أزربيجان، كازاخستان، ‏قيرغيزستان، أوزبكستان و ‏طاجكستان  وتركيا وشمالي قبرص ‏من بنائها كإمبراطورية عثمانية ‏جديدة وحالة تشكيل مسار خادم ‏وتحت اشرف وهيمنة النظام العالمي ‏المهيمن وحلف الناتو بقيادة أمريكا ‏وإسرائيل لضرب وإضعاف روسيا ‏والصين وإيران في حال موافقة ‏النظام العالمي على الأهداف ‏التركياتية القومية الفاشية ورغبتها ‏في الاعتماد على تركيا في تقسيم ‏روسيا الاتحادية وتهديد الصين ‏ومساعدة الأيغور وتدريبهم، ‏ومساعدة إسرائيل وأمريكا في ‏ضرب إيران وتأمين مواقع ‏للإسرائليين ولراداراتهم في ‏أزربيجان وأفغانستان وعلى الحدود ‏الإيرانية مباشرة.‏

لكن هذه الساحة و التي تشكل العمق ‏الاستراتيجي لروسيا الاتحادية لن ‏تقبل روسيا بهذه الأعمال التركية ‏وخاصة مع وجود مجموعة دول ‏‏"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" ‏بقيادة روسيا كناتو مصغر بقيادة ‏روسيا في أواسط أسيا والقوقاز، ‏ولعل التدخل السريع لمنظمة معاهدة ‏الأمن الجماعي في كازاخستان سد ‏الطريق أمام التدخل التركي  وبعث ‏برسالة لمن وراء تركيا أن أمن هذه ‏الساحة من أمن روسيا مباشرة كما ‏هي شرق أوكرانيا وأكثر.‏‏ ‏

البلقان:‏

وفي البلقان مثل ألبانيا، كوسوفو، ‏البوسنة والهرسك، صربيا، سلوفينيا، ‏كرواتيا والجبل الأسود، فإن ‏الاشتباكات الأخيرة والتي حصلت ‏بين صربيا وكوسوفو وغيرها العديد ‏من المشاكل والتدخلات التركية ‏وعبر استعمال الدين الإسلامي ‏والمسلمين في هـذه الدول هي ربما ‏لإرضاء روسيا وأمريكا معاً ‏ولإرسال رسائل للطرفين بأن لتركيا ‏نفوذ وتأثير قوي في دول البلقان ‏والتي كانت تركيا العثمانية تحتلها ‏لقرون والتي تم طردها منها على يد ‏السلالات والإمبراطوريات النمساوية ‏وسلالات هابسبورغ وبدعم من ‏الإمبراطورية الرومانية المقدسة ‏ومملكة المجر وهابسبورغ أسبانيا، ‏إلى أن وصلنا للحرب وهروب ‏العثمانيين من البوسنة في١٨٧٨ ‏وكذلك طرد العثمانيين من جزيرة ‏القرم والقوقاز أمام روسيا القيصرية ‏واستسلام العثمانيون للتقسيم تحت ‏معاهدة سيفر وانتهاء الحرب العالمية ‏الأولى وكذلك استسلام الإمبراطورية ‏النمساوية المجرية للتقسيم تحت ‏معاهدة سان جرمان عام  ١٩١٨.‏

لكن تركيا وخاصة السلطة ‏الأردوغانية الإسلاموية تريد ‏الاستثمار في هذه الساحة وخلق ‏أذرع دينية سياسية ونقاط توتر ‏للضغط على هذه الدول كما هي ‏بعض الدول الأوربية للابتعاد عن ‏مساندة النضال الكردي الحر ‏والديمقراطي وعدم استفادة الكرد من ‏مساحة الحرية في الديمقراطية في ‏هذه البلدان التي تحمل ذاكرة سلبية ‏عن العثمانية والتي تتعرض ‏لاستفزازات أردوغان بسبب ‏موضوع اللاجئين بشكل مستمر.‏

كيفية التدخل والاحتلال التركي:‏

لكن من الذي سمح لتركيا بهذه ‏التدخلات في كل هذه الشعوب ‏والبلدان والمناطق في المنطقة وحول ‏العالم، لاشك أن وجودها في حلف ‏الناتو ودورها الوظيفي فيه ولبوسها ‏السني الإسلامي وتوافقها مع ‏المشروع الإيراني الصفوي ‏الكيروسي(ولاية الفقيه-الشيعة ‏القومية) والمشروع الإسرائيلي ‏وأيضاً عدم وجود علاقات وتحالفات ‏قوية وكافية و مضادة ورادعة ‏للتدخلات التركية بين المتضررين ‏والمستهدفين من السياسات ‏والممارسات التركية على المستويات ‏الشعبية والمجتمعية والرسمية، وكما ‏أن عدم فهم الكثيرين لماهية الدولة ‏والسلطة التركية وذهنيتها العثمانوية ‏أيضاً ساهم في إضعاف الجبهة ‏المضادة لتركيا وفتح المجال أمامها. ‏

ومن المفيد القول أنه لو تم وقف ‏تركيا عن إبادة الأرمن والسريان ‏ومحاسبتها لما استطاع بعدها ومن ‏عام 1925 البدء بإبادة الكرد ولو تم ‏ردع تركيا ومحاسبتها عن جرائمها ‏بحق الكرد، لما تدخلت تركيا في ‏شوون الدول العربية مع أحداث ‏الربيع العربي وهكذا تتوالى. فالعقلية ‏والذهنية التركية الدولتية القومية ‏الفاشية  وسلوكها المنحرف والشاذ ‏والمسبب لحالات الإبادة الجماعية ‏مازالت كما هي وهي عقلية الاتحاد ‏والترقي التي أعدمت العشرات من ‏المفكرين والمثقفين والسياسيين ‏العرب في دمشق وبيروت في ٦ آيار ‏عام ١٩١٦ وهي التي قتلت الأرمن ‏وأبادتهم وهي التي قتلت وتقتل إلى ‏اليوم كل ما يمت للكردياتية بصلة ‏وهو السلوك المنحرف والمجرم الذي ‏قام بأول عمليات التغيير ‏الديموغرافي بطرد اليونانيين والروم ‏والأرمن والكرد من آرضهم وثم ‏طرد  كافة الشعوب الأخرى ومحاولة ‏تتريك مناطقهم، كما تفعل الآن في ‏شمال سوريا وشمالي العراق ‏وستفعلها في الدول الأخرى إن لم يتم ‏ردعها وإيقافها عن حدها بالطرق ‏الصلبة التي تفهمها.‏

‏ النتيجة:‏

مهما حاولنا شرح التدخلات ‏الخارجية التركية وسياسات السلطة ‏الحالية ومشروعها العثمانية الجديدة ‏وأدواتها الإرهابية وألياتها المتجاوزة ‏للقانون الدولي، يبقى النقطة الهامة ‏والجوهرية في كل سياسات ‏واستراتيجيات الدولة والسلطات ‏التركية هي القضية الكردية وكيفية ‏توظيف كل العلاقات والتدخلات ‏الخارجية لضرب نضال حرية الكرد ‏والسياق الديمقراطي والمجتمعي ‏الحر الذي بناه القائد والمفكر عبدالله ‏أوجلان والمستند للتعايش المشترك ‏بين الشعوب وللحلول الديمقراطية ‏للقضايا الوطنية وللمجتمع ‏الديمقراطي بريادة المرأة الحرة ‏والشباب الواعي والمنظم والثورة ‏البيئية وليس البحث والدخول في ‏أنفاق الدولتية المظلمة وزيادة ‏أجهزتها السلطوية القمعية وتقاسمهم. ‏

وعليه من يفكر ويبحث في طرق ‏وسبل إيقاف مشروع العثمانية ‏الجديدة واستهدافاتها وتدخلاتها ‏وتشكليها التهديد على الأمن القومي ‏لشعوب ودول المنطقة والعالم، عليه ‏أن يفهم أولاً مركزية التحرك ‏والتدخلات التركية الخارجية ‏والمتعلقة أساساً بالشأن الداخلي ‏التركي بالقضية الكردية وحقوق ‏الشعب الكردي في حماية و إدارة ‏نفسه وأرضه وثرواته، والقفز  من ‏فوقها والعمل لتصفيتها، كما يظهر ‏من كل مطالبات تركيا وأردوغان من ‏أمريكا والاتحاد الأوربي وروسيا ‏وكل دول العالم بأن يقفوا معه ومع ‏تركيا في استهدافهم للشعب الكردي ‏ونضال حريتهم وأن ينظروا من ‏العدسة التركية للشعب الكردي ‏ولشعوب المنطقة، كما ظهر مع ‏توسع حلف الناتو شرقاً ومحاولة ‏انضمام فنلندا والسويد، ومع الأحداث ‏في سوريا والعراق.‏

‏ وهكذا يتبين أن أحد المعوقات ‏والسدود المانعة أمام توسع وانتشار ‏العثمانية بشكل كامل وتام هو النضال ‏الذي يخوضه الشعب الكردي ‏ومنظومته المجتمعية الكردستانية ‏الديمقراطية بريادة القائد أوجلان ‏وحزب العمال الكردستاني في ‏كردستان وبأجزائها الأربعة رغم ‏الصمت والتواطؤ الدولي والإقليمي ‏والمحلي على الهجمات والعمليات ‏العسكرية التركية في باكور ‏كردستان( جنوب شرق تركيا) ‏وباشور(إقليم كرستان العراق) و ‏روج أفا (شمالي سوريا) وعلى قوى ‏روج هلات (شرق كردستان-غرب ‏إيران)  المتواجدة في باشور، بما ‏فيها الهجمات باستخدام الأسلحة ‏المحظورة كالنووية التكتيكية ‏والأسلحة الكيميائية ضد مقاتلي ‏الحرية الكريلا والمدنيين الكرد في ‏إقليم كردستان العراق.‏

حاولت بعض دول المنطقة والعالم ‏والمستهدفة من تركيا من تجنب ‏التصعيد مع تركيا ومسايرتها ‏والسكوت على تدخلاتها وبل قدم ‏البعض عدد من التنازلات لها عسى ‏أن تكف بلائها وبلطجتها وزعرنتها ‏عنهم، ولكن دون فائدة وهناك من ‏حاول البحث في القوانيين الدولية ‏والأمم المتحدة لتحذير وتنبيه ‏السلطات والدولة التركية من ‏تدخلاتها ودعمها للإرهاب لكنها ‏أيضاً كانت دون فائدة، و تحاول ‏السلطات التركية دوماً إفشال أية ‏تكتلات دولية أو شعبية ضد تدخلاتها ‏عبر بث الفتن والفرقة وعبر عدد من ‏التنازلات الشكلية والاستدارات ‏التكتيكية المؤقتة لبعض الأطراف ‏كما تحاول أن تفعلها مع عدد من ‏دول المنطقة والعالم، لكن الثابت ‏والظاهو أن لا أحد يثق بالسلطة ‏التركية بعد تدخلاتها ودعمها ‏للإرهاب وسقوط القناع عن وجهها ‏العثماني الإرهابي القذر مع أحداث ‏المنطقة والعالم في السنوات العشرة ‏الأخيرة وعدم التزامها بأية تعهدات ‏أو التزامات.‏

كما تطلَّب هزيمة النازية من وجود ‏تحالف دولي قوي وكبير لردعها و ‏لمكافحتها وهزيمتها وثم محاكمتها، ‏وكما تطلَّب هزيمة داعش وجود ‏تحالف دولي لمحاربتها وهزيمتها ‏وكان الفضل الأول فيها للشعب ‏الكردي والمقاتليين الكرد الذين  ‏حرروا وأسقطوا عاصمة خلافة ‏داعش المزعومة مدينة الرقة ‏السورية، فكذلك يحتاج ردع تركيا ‏وأردوغان ووقف تدخلاتها واحتلالها ‏ودعمها لداعش والقاعدة والإخوان ‏ومشروع العثمانية الجديدة والوطن ‏الأزرق الاستعماريين إلى تحالف ‏دولي وإقليمي مع الشعب الكردي ‏ومقاتلي الكريلا وقوات سوريا ‏الديمقراطية وقوات تحرير عفرين، ‏الـذين يدافعون حالياً عن كل سوريا ‏والعراق و المنطقة والعالم وشعوبها ‏ومجتمعاتها في وجه المشروع ‏الاستعماري الاحتلالي "العثمانية ‏الجديدة"(الصهيوتركياتية) الذي ‏يستهدف كل المنطقة والعالم وشعوبها ‏ومجتمعاتها ويدعم داعش والقاعدة ‏والإخوان كأدوات ومرتكزات لها في ‏كل مكان من العالم وتحت حجج ‏واسماء مختلفة ومتعددة و الذي يشكل ‏جزء من مشروع نظام الهيمنة ‏العالمي الرأسمالي الاحتكاري.‏