رامي زهدي: العلاقات العربية الكردية متداخلة عبر التاريخ والكرد لهم دور مهم في تاريخ مصر

عبر الباحث والسياسي المصري رامي زهدي عن سعادته بالمشاركة في احتفالات نوروز 2022 في مدينة آمد، مؤكدًا أن العلاقات العربية الكردية كانت متداخلة عبر التاريخ وأن الكرد ساهموا في بناء الأوطان، مشيراً إلى دورهم في التاريخ المصري.

قال رامي زهدي، سياسي مصري وباحث متخصص في الشؤون الإفريقية، إن عيد نوروز يحمل جملة من المعاني الإنسانية المهمة المضادة للقهر والظلم، معبرًا عن سعادته للمشاركة في احتفالات نوروز التي أقيمت في مدينة آمد الكردية ليرى بعينه التجربة مباشرة دون أي وسيط.

وأوضح زهدي: كان حظي سعيداً هذا العام، فقبل أيام، حضرت احتفالات عيد نوروز في آمد (دياربكر)، والتي تقام في الحادي والعشرين من مارس، رأيت احتفالات مبهجة عبرت عن الفرحة والحرية والأمل والتطلع إلى حياة أفضل.

وأضاف "حملت الاحتفالية أيضًا معان من التحدي لكل العوائق أو محاولات إحباط القومية الكردية، رأيت أطفالًا، رجالًا، نساءً يستشرقون الآمال ويحلمون بإتاحة المجال لهم ليتشاركوا بناء الأوطان مع كافة القوميات والأجناس والأديان أيما كانت".

وتابع: كان وجودي في الاحتفال وبهذا القدر من التقارب، تغير مفهومي بالقدر المباشر مع اهلنا واشقائنا وجيراننا وشركاء الأوطان من الكرد، علمت حقًا أن ليس من يسمع كمن يرى، فنوروز كعيد يحمل معانٍ إنسانية مضادة للقهر والظلم ومضمون قوي للتصدي لكافة أشكال الإقصاء، سواء الديني أو العرقي أو المجتمعي، وهو أيضًا عيد إنساني جميل يدعو للتعايش السلمي، الآمن، وشراكة الوطن والمواطنة الحقيقية.

وأردف: بالحديث عن العلاقات العربية الكردية عبر التاريخ، نجد أنها علاقات متداخلة جدًا ولم نعرف قديما الفرق على أساس العرق أبدًا ما بين عربي أو كردي أو شركسي أو ما دون ذلك، ساهم الكرد في بناء الأوطان، وعندما أتحدث عن مصر تحديدًا فقد كان لهم دور في التاريخ المصري ودوما كانت هناك تحديات مشتركة وما زالت تواجه الجميع، ولم يكن أو يعد ما يسمى بمفهوم القومية العربية مناسبًا الآن، إنما أفترض أن قومية الجغرافيا والتعايش هي الأساس والشراكة العادلة بيننا جميعاً طالما أننا نتشارك نفس الحدود الجغرافية.

واستطرد قائلاً: المثقفون والسياسيون وحتى الطبقات العادية من الشعوب العربية والكردية وغير ذلك من قوميات أخرى عليها دور كبير، بما أننا نتشارك جميعاً بناء الأوطان فعليهم جميعاً أن يبذلوا دوراً في تقريب وجهات النظر وإيجاد سبل ومجالات بناء التعاون المسبق بيننا وبرغم تشابك معظم مشكلات القوميات على مستوى العالم.

وقال: لعل أبرز مشكلة هذه القوميات هي مشكلة الكرد بحكم أنهم عدد كبير في أربعة دول إلا أن هناك ميزة معينة تنفرد بها القضية الكردية وهي إمكانية الحل، وأنها ليست معقدة، طلبات الكرد شرعية منطقية مقبولة جدًا من الجانب الإنساني، ونحن نرى قوميات تتعايش بأديان وأجناس وألوان مختلفة في الهند، جنوب إفريقيا، كندا، وفي دول مختلفة. نرى أن بناء الوطن يحتاج تكاتف جميع المكونات والأعراق والقوميات، وأن معيار الإنسان والكفاءة والأخلاق هو الأهم.

وأشار إلى أن الجميع يتبادلون الأدوار السياسية والاقتصادية في بناء الوطن بغض النظر عن الأجناس والأعراق والقوميات وأنه هو المعيار الحقيقي لبناء الأوطان.