حمدان العبد: الاتفاقيات التي تبرم بين الدول الضامنة لا تخدم الشعب السوري

قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، حمدان العبد، أن العدوان التركي يسعى للسيطرة على الشرق الأوسط من بوابة سوريا، والاتفاقيات التي تبرمها الدول الضامنة لا تخدم الشعب السوري، وعليها أن تضع حداً لهجمات دولة الاحتلال التركي.

تستمر الدول الخارجية وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي على ابرام الاتفاقيات لإنهاء الأزمة السورية وحماية السوريين، ولكن الاتفاقيات تتنافى تماماً مع الإنسانية، ولا تصب في مصلحة الشعب السوري، من خلال الهجمات المستمرة على المنطقة، وبناء مستوطنات في المناطق المحتلة لإحداث تغيير ديموغرافي، ناهيك عن استهداف المناطق الآمنة والمستقرة لإفراغها من سكانها الأصليين، كل تلك الانتهاكات ولا يزال العدوان التركي والدول الضامنة يتحدثون ويتفقون على مساعدة الشعب السوري وتخليصهم من الإرهاب.

وفي ذات السياق، اجرت وكالة فرات للأنباء ANF، لقاءً مع نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، حمدان العبد، والذي أكد بأن التقاربات بين الدول لا تخدم الشعب السوري، بل تنهي آفاق الحل للأزمة السورية.

واستهل حمدان العبد حديثه بالقول: "تسعى دولة الاحتلال التركي منذ بداية الأزمة السورية إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، حيث حاولت أن تجعل مصير سوريا بيدها، لتستطيع السيطرة على الشرق الاوسط من خلالها".

وأوضح العبد أن دولة الاحتلال التركي من خلال الهجمات المتكررة على المنطقة تسعى لجعل المعارضة الخارجية رهينة، وورقة ضغط، مثلما استخدمتها في إدلب واذربيجان وليبيا، وكذلك استخدام ورقة اللاجئين، ووصفت نفسها بأنها المخلص الوحيد للشعب السوري، وذلك للضغط على أوروبا لتسنح لها الفرصة للدخول إلى الاتحاد الأوروبي لكسب المزيد من المال، نظراً لتدهور وضعها الاقتصادي ناهيك عن أزمتها الداخلية".

وأشار العبد إلى ان هناك عدة دول تضغط على تركيا، وتطلب منها تفكيك الشرق الاوسط والسيطرة عليها تحت اسم الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى حماية اسرائيل، والعمل على تفكيك المجموعات الراديكالية والإسلاموية لإبعادها عن إيران وروسيا".

وأضاف، هناك تنظيمات إرهابية تعمل ضمن اجندات دولة الاحتلال التركي المتمثلة بإخوان المسلمين وتنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة، وذلك لجعل تركيا لاعب دولي وإقليمي في المنطقة".

ونوه العبد أن روسيا تلعب على ورقة تركيا، والورقة السورية مع إيران، كلاهما مختلفين عقائدياً، ولكن تتقاطع مصالحهم في هذه الرؤية، وذلك ليكون لها موطئ قدم في سوريا، وإيران تحاول أن تمرر مشروعها الشيعي عبر العراق وسوريا ولبنان، وحالياً في اليمن وكل الأماكن التي تتواجد فيها".

اتفاقيات لا تخدم الشعب السوري

وقال حمدان العبد:" أن الدولة العثمانية الجديدة تحاول السيطرة على كامل الشرق الاوسط، وإعادة اتفاقية أضنة، وتقول بأن اتفاقية أضنة تحقق أمنها القومي، ولكن هذه كلها ادعاءات كاذبة، وكذلك معاهدة لوزان التي خرجت منها الدولة العثمانية في النهاية، فلن تكون الدولة العثمانية الحديثة راضية على اتفاقية لوزان، وتسعى تركيا على توسيع مناطقها قُبيل انتهاء اتفاقية لوزان".

مضيفاً "تركيا لم توقف حربها على سوريا، حيث عملت على احتلال عفرين وتل ابيض ورأس العين بحجة محاربة الإرهاب، واحتلت جرابلس والباب، وكل تلك الاحتلالات تهدف للضغط على الشرق الاوسط، وعلى سوريا عموماً".

ولفت العبد "هناك بعض المنظمات التي ادعت الإنسانية المدعومة من قطر والكويت، عملت على بناء مستوطنات في المناطق المحتلة بهدف التغيير الديموغرافي، وعلى المنظمات التي تهتم بشؤون الإنسانية أن تقف أمام مسؤولياتها تجاه ما يحصل في المناطق المحتلة من تغيير ديموغرافي وبناء المستوطنات".

وحول الاتفاقيات التي أبرمت بين الدول الضامنة، قال حمدان العبد: "الاتفاق الذي أبرم بين تركيا وروسيا، وبين أمريكا وتركيا بعد العام 2019 لوقف إطلاق النار، كان عبارة عن حبر على ورق، ولم تقف تركيا ساكنة، بل كثفت من هجماتها على المنطقة، وعملت على استهداف المدنيين العزل، والمدن والقرى الآمنة والمستقرة، وقطع المياه، وذلك لزعزعة استقرار مناطق الإدارة الذاتية، وعلى الدول الضامنة أن تضع حداً لهجمات دولة الاحتلال التركي التي ضربت كل قوانين الأمم المتحدة بعرض الحائط".

ولفت العبد الانتباه إلى ان هناك لقاءات أمنية مستمرة أقر بها الرئيس السوري بشار الأسد بأن هناك اتفاقيات أمنية تجري بين الجانب التركي والجانب السوري"، وفي العراق والأردن، وهذه اللقاءات لا تصب في مصلحة الشعب السوري، إنما تصب في مصلحة الرؤساء الذي يسعون لاستعباد الشعوب، وتقسيم المنطقة، والتغيير الديموغرافي التي تسعى إليه تركيا لكسب المصالح في المنطقة".

وأضاف حمدان العبد أن تركيا لا تهدف لاحتلال مناطق في الداخل السوري فقط، إنما تريد أن تقطع جزء من البحر الأبيض المتوسط مررواً بحلب وصولاً إلى الموصل وكركوك، وهي تدعي بأن تلك المناطق بحسب اتفاقية لوزان تابعة للدولة التركية".

التقارب الروسي التركي

 قال حمدان العبد: " أن روسيا تريد أن تحصل على شيئين، من جهة، تسعى للسيطرة على خيرات سوريا، ومن جهة أخرى، استخدم تركيا كأداة لتقديم تسهيلات لتصدير الحبوب، كونها أقرب إلى الحدود الروسية، وعدم وجود قوات الناتو بالقرب من الحدود الروسية".