الكرد الأردنيين.. تاريخ طويل من الوجود السياسي والثقافي

تاريخ طويل للكرد في الأردن منذ جاءوا مع صلاح الدين الايوبي إلى المنطقة، حتى تأسيس الأردن الحديث وساهموا في شتى المجالات وبرز منهم أسماء لمعت في المجال السياسي وتسلمت مراكز من الوزراء ورؤساء الوزراء منهم سعد جمعة.

منذ قدومهم مع صلاح الدين الايوبي إلى الأردن ومع تأسيس اللبنات اللأولى للأردن الحديث والثورة العربية الكبرى كان للكرد حضور مهم في الساحة الأردنية، ولا زال وجودهم حتى الآن يُمثل حالة إنسانية فارقة.

وحول الكرد الأردنيين وحضورهم في المشهد الأردني، نظم بازار الخضر في السلط أمسية ثقافية، بحضور جمهور من أهالي السلط والكرد الأردنيين.

ونظمت الأمسية السيدة نجود الزعبي، وتحدثت فيها الكاتبة والباحثة الأردنية أمل محي الدين الكردي، مُمثلة عن جمعية صلاح الدين الأيوبي الخيرية الكردية، وأدار الحوار السيد سيف الجغبير.

واستهلت أمل محي الدين الكردي حديثها عن وجود الكرد منذ بدايات الدولة الأيوبية، التي أسسها القائد صلاح الدين الأيوبي والذي شكل الكرد عِماد جيشه الذين قدموا من كردستان إلى الشام ومصر بدافع الجهاد.

وأوضحت الكردي أن شرقي الأردن، كان مسرحاً للصراع الأيوبي والصليبي، وأن الأيوبيين الذين حاصروا قلاع الإفرنجة في الكرك والشوبك وكما انطلق بقواته من الأرض الأردنية لمهاجمة قلاع الإفرنجة في فلسطين ووسطها في مواقع كوكب الهوى ونابلس والقدس، لتبقى القلاع الشاهدة على الدولة الأيوبية في الأردن منها عجلون والكرك. 

كما تحدثت عن وادي الأكراد في السلط وسبب تسميته كان لوجود الجيش من الكرد الهكاريين في مدينة السلط والتي سكنوا بها بين عام 1177\1189م وسميت بمحلة الأكراد والتي لا تزال إلى اليوم تحتفظ بهذا الاسم بوادي الأكراد.

وتحدثت الكردي أن الأردن والتي كانت قبلة الحركة الثقافية والعلمية فبنيت المدارس وكانت الكرك قبلة الفقهاء.

وتحدثت عن وجود الكرد في العهد العثماني في الأردن ومنهم من غادر إلى القدس، ولكن بعد نكبة 1948م عادوا إليها. وهناك من الكرد الذين بدأو يتوافدون بشكل لافت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي والذين قدموا من حي الأكراد، دمشق وحلب ومنطقة الجزيرة وماردين وديار بكر وكان غالبية الجند والدرك وجباة الأموال المرابطين في المدن والمخافر الأردنية من الكرد.

كما تطرقت إلى تأسيس الأردن الحديث ومساهمة الكرد الأردنيين في شتى المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وتركوا بصمات واضحة، ومنهم من كان في استقبال الأمير عبد الله بن الحسين يوم قدومه إلى معان الضابطان الكرديان خليل بكر ظاظا ونور الدين البرزنجي، وعندما تم وصوله الى عمان كان الوجيه سيدو الكردي وعلي الكردي في استقباله وكان الزعيم الكردي العراقي رشيد المدفعي وهو من كبار قادة الثورة العربية الكبرى وعندما أسس الأمير عبد الله الجيش العربي كان من بين مؤسسيه الكثير من الأسماء البارزة بينهم وهناك الكثير من الأسماء التي لمعت في المجال السياسي وتسلمت مراكز من الوزراء ورؤساء الوزراء منهم سعد جمعة ومنهم من عمل في السلك الدبلوماسي والمجال الطبي والإعلامي والثقافي والمجال الاقتصادي الذي كان لهم دور بارز والمجال الديني أما في المجال الاجتماعي كان هناك مصاهرات بين الجانب الأردني والكردي ومع العائلة المالكة.

وأثنت الكاتبة على دور جمعية صلاح الدين الأيوبي الخيرية الكردية بيت الكرد الأردنيين من الجانب الاجتماعي والثقافي وتحدثت عن العادات والتقاليد، التي أصبحت مماثلة للأردنيين بسبب التعايش الكردي منذ 800 عام بينهم وعن وجود 50 ألف نسمة من الكرد في الأردن باحصائيات غير رسمية متوزعين على المدن الأردنية.

وفي نهاية اللقاء تم عرض الملابس الكردية والحلويات التي يشتهر بها التراث الكردي العريق.