نيويورك تايمز: الاقتصاد التركي المنهك يضع مستقبل أردوغان على المحك
حسب التحقيق المنشور بالصحيفة الأمريكية فإن هناك دلائل على أن جزءًا كبيرًا من السكان غارق في الديون وأنهم يعانون من الجوع بشكل متزايد.
حسب التحقيق المنشور بالصحيفة الأمريكية فإن هناك دلائل على أن جزءًا كبيرًا من السكان غارق في الديون وأنهم يعانون من الجوع بشكل متزايد.
قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها الإثنين، إن ذروة الموجة الثانية لفيروس كورونا في تركيا جعلت الكثيرين يتوقفون على العمل، كما فرضت قيود غير عادلة أثناء الوباء، ما كجعل البعض لا يجد قوت يومه، أو يوشك على الانتحار، بعد أن كان الأتراك يكافحون مع هبوط قيمة العملية المحلية وارتفاع التضخم، وتفاقم الركود العميق في البلاد.
وجدت استطلاعات MetroPoll Research، وهي منظمة استطلاعية مختصة، في استطلاع حديث أن 25 بالمائة من المشاركين، قالوا إنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية، ونقلت الصحيفة عن أحد التجار قوله "الناس على وشك الانفجار".
بالنسبة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الذي لفت الانتباه هذا العام في الداخل والخارج بسياسة خارجية عدوانية وتدخلات عسكرية، وصلت الأمور فجأة إلى ذروتها في تشرين الأول نوفمبر، يرى أن حكومته قللت انتشار الفيروس.
وتقول نيويورك تايمز "تأتي الأزمة في الوقت الذي يوشك فيه أردوغان على خسارة حليف قوي عندما يترك الرئيس ترامب منصبه الشهر المقبل. وتواجه تركيا بالفعل عقوبات من الولايات المتحدة لشرائها نظام دفاع صاروخي روسي ومن الاتحاد الأوروبي للتنقيب عن الغاز في المياه التي تطالب بها قبرص. كان لترامب دور فعال في تأجيل العقوبات من واشنطن حتى هذا الشهر."
وبينما كان أردوغان بطيئًا بشكل ملحوظ في تهنئة الرئيس الأمريكي المنتخب جوزيف بايدن على فوزه. يتوقع المحللون أن تكون إدارة بايدن أكثر صرامة فيما يتعلق بسجل أردوغان المتعثر في حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية.
وذكر التحقيق أن اجراءات أردوغان للتغلب على الأزمة الاقتصادية، تضمنت كبش فداء وهو صهره ووريثه المحتمل برات البيرق.حيث تحرك أردوغان مؤخرًا بقسوة مخفية في العادة عن الأنظار. عيّن رئيسًا جديدًا للبنك المركزي، وعندما استقال وزير المالية في عهد أردوغان، وهو أيضًا صهره ووريثه الظاهري، اعتراضًا، فاجأ الرئيس الكثيرين بقبوله الاستقالة واستبداله.
ربما كان وزير المالية السابق، بيرات البيرق، كبش فداء مناسبًا، ولا يُعرف الكثير عما حدث بالفعل داخل القصر الرئاسي، لكن سقوطه الدراماتيكي من السلطة والاختفاء التام عن الساحة العامة، تشير إلى محاولة تصحيح أكثر جدية للمسار، إذ يبدو أن الأزمة الاقتصادية وعواقبها على مصير أردوغان أصبحت مصدر قلق بالغ.
وأوضح التقرير وفقا لإحصائيات واستطلاعات الرأي العام أن فرص اعادة انتخاب أردوغان أصبحت تقل عن 50 بالمائة. ونقلت الصحيفة عن أسلي أيدينتاسباس الباحثة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "الانتخابات المقبلة ليست ضربة موفقة". "هناك فرصة جيدة أن يخسره ما لم يوسع ائتلافه أو ينجح في جذب الأشخاص الذين صوتوا للمعارضة." وقالت: "فرص إعادة انتخابه أقل من 50 بالمائة". وأضافت: "أخيرًا ، السؤال هو" هل هو ذكي بما فيه الكفاية؟ "
كما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن مكانة حزب رئيس النظام رجب طيب أردوغان قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 19 عامًا.