وتحدث الناطق باسم وحدات حماية الشعب (YPG)، نوري محمود، لوكالة فرات للانباء ANF عن الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي ضد العديد من مناطق جنوب كردستان، شنكال ومناطق الشهباء والتي ازدادت في الآونة الاخيرة.
بناء مشروع ديمقراطي في المنطقة بقيادة الشعب الكردي
وأشار نوري محمود إلى أنه تم اتخاذ خطوة في شمال وشرق سوريا روج افا بقيادة الشعب الكردي، وقال: "بهذه القيادة ارتقى كل من أبناء المنطقة والشعب الكردي إلى دورهم، ورسخوا مشروع ديمقراطيا والذي يعد شيء جديد في المنطقة. لطالما نظرت الدولة التركية، التي تأسست على مبادئ الشوفينية والعنصرية، إلى هوية ووجود وثقافة جميع الأمم، وخاصة الأمة الكردية، على أنها تهديد لها، لهذا تشن هجماتها الوحشية ضد عفرين، مناطق الشهباء، تل تمر، عين عيسى وشنكال التي اتخذت من النهج الديمقراطي في روج افا اساسا لها. حيث اندمجت العقلية الإسلامية السياسية التي رسخها حزب العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة مع فاشية حزب الحركة القومية واتبع سياسات لا تصب في مصلحة شعوب المنطقة وتركيا والقوى الدولية. هذه السلطة ليست ملزمة بأي معايير أو تحالفات أو قوانين، حيث يسعى كل من أردوغان وبهجلي لإقامة نظام دكتاتوري يهيمن على البلاد".
تركيا تؤسس جيش من العصابات الارهابية بالفرص التي تقدمها حلف الناتو
وفيما يخص الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركية قال نوري محمود: "إن الجيش التركي يتلقى دعماً من الاتحاد الأوروبي ومن الناتو، ويستغل هذه الفرص ضد شعوب المنطقة الذين يريدون العيش بكرامة وحرية وديمقراطية. فالدولة التركية تستغل الفجوة بين القوى الدولية لمصالحها".
وتابع: "الدولة التركية تنتهج سياسة المصلحة الذاتية، ولكي تقوم بذلك اقدمت على بناء جيش مختلف، هذا الجيش هو جيش العصابات الذي بني بدعم من حلف "الناتو"، وهو بدوره يدعم جبهة النصرة والقاعدة والإخوان المسلمين مستغلاً هذا الدعم. كما انه يجلب أشخاصاً من أفغانستان. وبهذه السياسة، تفرض دولة الاحتلال التركي سياسة التغيير الديمغرافي ليس فقط في تركيا، وانما في المنطقة كاملاً".
وفيما يتعلق بالصمت الدولي حيال السياسة التي تتبعها دولة الاحتلال التركي قال الناطق باسم وحدات حماية الشعب (YPG)، نوري محمود:
سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية تهاجم قوات سوريا الديمقراطية بدعم من حلف الناتو
لروسيا والولايات المتحدة الامريكية دور في تعزيز نفوذ السلطة الحاكمة في تركيا، رغم إن كلا القوتين كانتا بمثابة الضامن والراعي لخفض التصعيد ما بين قوات سوريا الديمقراطية والدولة التركية؛ فقد لاحظنا بأن دولة الاحتلال التركي تستفيد من عضويتها في حلف الناتو الذي يتألف اساساً من معظم الدول المشاركة في التحالف الدولي، وتهاجم قوات سوريا الديمقراطية على الرغم من التصريحات المتكررة للولايات المتحدة الامريكية بأن هذه القوات هي قوات حليفة وشريكة في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي. إن الولايات المتحدة الامريكية ورسيا المنضمتان للتحالف الدولي، وكذلك حلف الناتو، لا يبدون اية ردود فعل حيال الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي.
وتابع: حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية AKP-MHP قد رسخا استراتيجية جهادية في تركيا وتستفز بها الدول الاوروبية، كما أدى ضعف الحكومات في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا إلى غض الطرف عن السلطة التركية وسياساتها الفاشية، لا ينفذون قراراتهم وقوانينهم ولا يتخذون اجراءات ضد تركيا.
إن تركيا تسخر جيش العضو في حلف الناتو لخدمة داعش والاخوان المسلمين والقاعدة وتهديد مصالح الناتو من خلال زعزعة الامن والاستقرار في مناطقنا وفسح المجال امام ظهور جديد لداعش. ووجود الولايات المتحدة الامريكية وروسيا في المنطقة يخدم مصالح تركيا. على روسيا والولايات المتحدة ، بالرغم من كونهما تحالفاً دولياً، العمل وفقاً للنقاط 1 و 2 و 3 كونهما ضامنان في المنطقة، لكننا نرى أن تركيا تستخدم المجال الجوي في روج افا وشمال وشرق سوريا، وتشن هجمات بالطائرات المسيرة. ومن المعروف أن الطائرات والتكنولوجيا في تركيا من أكثر التقنيات تقدماً في حلف الناتو، كما ان تركيا تنظم عصابات القاعدة وتنظيم داعش الارهابي والتي وصفها أردوغان أنها "جيش محمد". ليس لتلك العصابات الارهابية اية صلة بـ "جيش محمد". جميعنا يرى بأن أردوغان يستخدم هذه الجماعات الارهابية على ارض الواقع وعلانية، لكن الفرص التي يتم توفيرها لهذه الجماعات هي من قبل حلف الناتو والدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية. يقوم أردوغان ببناء مثل هذا الجيش باسم الدولة التركية، وذلك من خلال ترديد شعارات الإسلام ، ويستخدم الإسلام السياسي الذي يبعد كل البعد عن الإسلام الحقيقي، ويشكل مجموعات ارهابية ويأمرها بشن هجمات وحشية في المنطقة. هناك صمت دولي مقيت حيال ذلك، وفي المقابل هناك وعود من اصدقاء ومعارضين من امريكا وروسيا يؤيدون قوات سوريا الديمقراطية والقوى الموجودة في شمال وشرق سوريا، الا انهم لم يحددوا موقفا صارما حيال الجرائم والانتهاكات التي تمارسها تركيا في المنطقة.
وأضاف:باسم وحدات حماية الشعب (YPG)، نقول دائماً إن على الولايات المتحدة وروسيا التركيز على "النقاط المحددة بين قوات سوريا الديمقراطية (QSD) وتركيا. يجب على الأطراف مناقشة الهجمات التي تشنها الدولة التركية ضد المنطقة كل يوم أمام أعين العالم أجمع. لا تلتزم الولايات المتحدة وروسيا بشروط الضمان ولا تعلقان على ذلك".
وأفاد نوري محمود أن الدولتين الضامنتين روسيا والولايات المتحدة تفقدان هيبتهما بهذا الموقف، وقال: "استشهاد ثلاث نساء في كوباني واستشهاد قياداتنا في تل تمر والهجمات في شنكال وعلى طريق علي فرو، تظهر أن هذا نهج عسكري لا يختلف عن الآخر، كل هذا يتم باسم الناتو، فالدولة التركية تفعل ذلك باسم الناتو، وهذا مخالف لمعايير الناتو، أولئك الذين فقدوا حياتهم في كوباني، كانوا ثلاثة نساء مدنيات، كما استشهد أطفال في عين عيسى، وتعرض مدنيون في زركان وتل تمر للهجمات".
وذكر المتحدث باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود أنه بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، كان يجب أن يكون هناك حل سياسي في سوريا وتابع بالقول:" بالرغم من لقاءات جنيف وآستانا وسوتشي، إلا أنه لم يتم التوصل الى حل، ولكننا نرى أن مسألة الحل قد خرج من أيدي السوريين في الآونة الأخيرة وأصبحت بيد حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، والمجموعات المرتزقة في المناطق المحتلة والذين يعملون مع أردوغان،والذين يقولون للرأي العام العالمي" نحن مستعدون للذهاب الى ليبيا وأرمينيا وأماكن أخرى لكي نحارب".
الأفعال التي تقوم بها تركيا تهدد عموم الشرق الأوسط
وأكمل:تسعى تركيا الى اعادة الخلافة العثمانية في المنطقة على مرأى من العالم، وبتأثيرها لا يوجد أي حل. تعيش كافة المكونات من كرد وعرب وتركمان وشركس وسريان والمعتقدات الأخرى من مسلمين ومسيحيين وايزيديين في روجافا وشمال وشرق سوريا مع بعضها بسلام وأمان.
كما يضم مزار الشهداء جثامين الشهداء من جميع الاطياف والأديان، هل هناك حل للأزمة السورية بدون اشراك الشعوب السورية...؟ دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها تحولان دون إيجاد هذا الحل، وعلى المجتمع الدولي أن يعلم ويرى ذلك"
وفي ختام حديثه شدد نوري محمود على أن هجمات الدولة التركية لا تؤثر على روجافا وشمال شرق سوريا فحسب، بل تؤثر على كافة تلك الدول التي تتجاهل هذا التهديد، وقال: "سوف يؤثر على شعوب هذه الدول، أفعال الدولة التركية ليست تهديداً على روجافا وشمال شرق سوريا فقط، بل تهديد على عموم الشرق الأوسط، وهذه ليست قضية شمال وشرق سوريا فقط، بل هي قضية عالمية".