مظلوم عبدي: العام 2021 سيحمل معه بوادر الحلّ الديمقراطي
قال القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطيّة، مظلوم عبدي إنّ العام 2021 المقبل سيحمل معه بوادر حلّ ديمقراطيّ للأزمة في سوريا، مشيراً إلى أهمّية حلّ الخلافات عن طريق الحوار.
قال القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطيّة، مظلوم عبدي إنّ العام 2021 المقبل سيحمل معه بوادر حلّ ديمقراطيّ للأزمة في سوريا، مشيراً إلى أهمّية حلّ الخلافات عن طريق الحوار.
جاء ذلك في لقاء أجرته فضائيّة روناهي مع القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطيّة، مظلوم عبدي، وجاء على النحو التالي:
هناك العديد من الأسباب التي تعمق الأزمة السورية، داعش أحد الأسباب الرئيسة. الهجوم لا يزال مستمرّاً، برأيكم، إلى أي مستوى يرقى خطر داعش؟
داعش لا يزال خطراً كبيراً على المنطقة. يبحث عن الظروف الملائمة للظهور بحجم خطره السابق. إذا ضعفت محاربة داعش، سيظهر مرة أخرى. مثال، ليس لدى داعش مشكلة تمويل. لدى داعش معسكرات في بعض مناطق البادية الخاضعة لحكومة دمشق والحكومة العراقية. يدربون المرتزقة في تلك المناطق ويهاجموننا، يقتلون المدنيين. لذا، داعش لا يزال خطراً كبيراً. نذكّر التحالف الدولي بشكل مستمر بضرورة عدم ارتكاب أخطاء في هذا المضمار. لأن ضعف مكافحة داعش، سيجعله خطراً كبيراً على العالم أجمع.
منذ مدّة طويلة تستمرّ المحادثات بين الأطراف الكردية، البعض يدّعي أنّ تلك المحادثات توقّفت، والبعض يزعم أنها أعيقت من قبل بعض الأوساط المحيطة. ماذا تقولون بخصوص تلك المزاعم، هل لا تزال تلك المحادثات مستمرّة؟
المحادثات لا تزال مستمرّة، لكن منحنا فاصلاً لتلك المحادثات. وفد المجلس الوطني الكردي ذهب إلى الخارج منذ مدة، ممثل الولايات المتحدة الامريكية الذي كان يحضر المحادثات لم يكن حاضراً، لذا منحنا فاصلاً لتلك المحادثات، نحن على أمل أن تتواصل تلك المحادثات عندما تحضر تلك الأطراف.
أعتقد أنّ بعض الأعمال الجيدة قد أنجزت. كانت هناك مشاكل بخصوص وحدة الكرد في روج آفا، تم تجاوز القليل منها. ما استنتجناه من تلك المحادثات أنّ الكرد لديهم القدرة على حل مشاكلهم وتحقيق وحدتهم في حال أرادوا ذلك بالفعل.
كانت هناك بعض المشاكل، وبعض الموضوعات السياسية الخلافية، تم تجاوز تلك الخلافات. بخصوص مقاربتنا للنظام السوري، ومقاربتنا لبعض القوى خارج مناطق سيطرة النظام، توصلنا إلى رؤية مشتركة.
بخصوص إدارة روج آفا، توصّلنا إلى اتفاق. بالرغم من أنّ الاتفاق لم يطبّق فيما يتعلّق بكيفية اندماج المجلس الوطني الكردي ضمن الإدارة الذاتية، إلّا أنّنا توصّلنا إلى رؤية مشتركة. من وجهة نظري، القضايا العالقة ليست أساسية، يمكن حلها عبر الحوار. عندما يحضر الطرفان ستتواصل المحادثات.
لا بد من التوصّل إلى اتفاق في روج آفا. هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها محادثات على أرض روج آفا. هذا تطوّر في إطار محادثات قامشلو. برأيي، الجميع مطالب ببذل المزيد من الجهود من أجل إنجاح هذه المرحلة.
ظهر أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني يستعدّ لشنّ هجوم على قوات الدفاع الشعبي. الكرد رفضوا هذا الشيء. المؤتمر الوطني الكردستاني أجرى لقاءات مكّوكيّة لسدّ الطريق أمام صراع محتمل، أنتم كنتم حاضرين في تلك اللقاءات. كيف تقيّمون جهود المؤتمر الوطني الكردستاني في هذا الإطار؟
شاركت في الاجتماع الذي عقده المؤتمر الوطني الكردي مع اتحاد البرلمانيين الكردستانيين. كردستان لم تعد تلك التي كانت قبل 20 عاماً. فقبل العام 2000 الحروب كانت تندلع بين القوى الكردية، وقوى باشور كانت تتحارب فيما بينها، كانت تندلع مواجهات بين حزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، لكن تلك المرحلة أصبحت من الماضي. القوى تغيّرت، تشكل رأي عام كردي، صار لدينا أصدقاء. لذا، لن تجد أية قوة تريد الحرب.
خلال هذه المدّة الوجيزة التي شهدت ظهور الأزمة، لم يبد أي فرد أو تنظيم كردي تأييده للحرب. على العكس تماماً الكلّ رفض هذا الشيء. القوى والأحزاب عارضت ذلك. العراق والكثير من الأصدقاء الدوليين والإقليميين أبدوا قلقهم حيال ذلك. لم يعد هناك من يدعم حرباً من هذا النوع.
وضع من هذا القبيل سيلحق الضرر بمكتسبات الكرد. لن يتسامح الكرد مع أية قوة تدخل حرباً من هذا النوع. نحن نناضل لمنع حدوث هكذا حرب. كقوى روج آفا محاولاتنا ومواقفنا تصب في هذا الاتجاه. دعواتنا هي لحل القضايا الخلافية عبر الحوار. فمثلما تمكّن حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني من حل خلافتهما عبر الحوار على مدى 20 عاماً عليهم اتباع ذات السبيل من الآن فصاعداً. لأنّ الوضع لم يتغير. لكن إذا حاولت أية قوة بدء الحرب، كقوى روج آفا سنقف في وجهها. لن نقبل بذلك على الإطلاق. موقفنا واضح للغاية في هذا الإطار.
لن نقبل أن يفرض أي طرف أمراً واقعاً. لأنّ ذلك سيضرّ بثورة روج آفا. سيؤثّر على المكتسبات التي تحققت بدماء 11 ألف شهيد. على سبيل المثال ذكرتم المباحثات بين الكرد، هذه المباحثات ستتأثر أيضاً. من غير الممكن حصول محادثات في مكان يشهد حرباً. كلا الطرفين لديهما علاقات وستتأثر بذلك. على سبيل المثال هناك شبان كرد في صفوف حزب العمال الكردستاني، هل يعقل ألّا يتأثّر هؤلاء. لذا، على الذين يعرفون أنفسهم كقوى وطنية منع حدوث الحرب. بالأخص عليهم الوقوف في وجه الطرف الذي يفرض الحرب ويتّخذوا مواقف واضحة.
بعض وسائل الإعلام تتحدّث عن علاقاتكم ببعض الأحزاب الكردية، نريد أن نعلم حقيقة تلك المزاعم منكم، ماذا تقولون؟
روج آفا بحاجة إلى جميع القوى الكردية. لدينا علاقات مع الكثير من القوى الدولية. لدينا اتفاقات معهم ونضال مشترك. لكن قوّتنا الأساسية هي قوة الكرد. قبل قدوم القوى الدولية، كانت القوى الكردية بجانبنا. قبل كوباني وأثناء معركة كوباني وبعدها، الوضع كذلك.
في عام 2014 تم توقيع اتفاق في دهوك. كان هناك موضوع هام. وقعت حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي على اتفاقية بخصوص الوحدة الكردية. الطرفان وجّها نداء لحزب العمال الكردستاني وباشور لتقديم العون. هذا كان قراراً صائباً، وكان موقفاً طبيعياً أيضاً. لأنّ تلك القوى ليست حليفتنا فقط، هم أخوتنا، هذا شأن داخلي، نحن متحدون. القوى الكردية ساندتنا في معركة كوباني، أكثر القوى التي شاركت في معركة كوباني كان حزب العمال الكردستاني. الآلاف من مقاتلي الكريلا استشهدوا هناك.
حاربوا بجانبنا لسنوات. استشهد منهم 4 آلاف مقاتل وكانوا بجانبنا حتى النهاية. قبل ظهور داعش حاربوا جبهة النصرة والقاعدة وحموا شعب روج آفا. نحن كشعب روج آفا وكقواتها لا يمكننا إلّا أن نثني على الجهود التي قدمها حزب العمال الكردستاني.
هذا الوضع يظهر حقيقة الشعب الكردي. إذا اندلعت حرب في المستقبل وتعرّضنا لهجوم من قبل أية قوة، سنطلب المساندة من القوى الكردية. وهذا أمر طبيعي للغاية. ولكن إدارة روج آفا موضوع آخر. البعض يخلط بين الموضوعين. نحن كقوى روج آفا نسعى لتطوير العلاقات مع القوى الكردية الأخرى. لأنّنا كرد وجميعاً بحاجة لبعضنا البعض. ولكن إدارة روج آفا موضوع آخر تماماً.
هذا الموضوع يخصّ شعب روج آفا وإدارتها. ساحتنا مترامية الأطراف، تعادل مساحة لبنان خمسة أضعاف. يعيش ملايين الناس هنا. هناك سبع إدارات ذاتية. نصفها يتشكّل من العرب والمكونات الأخرى. لدينا إدارات وقوات الدفاع. من المؤكّد أنّ شعب روج آفا سيدير نفسه. هناك الكثير من المكونات في المنطقة. ستتّخذ قرارها بنفسها. تلقي الدعم والمساندة أمر مختلف، ولكن الإدارة الذاتية أمر مغاير.
نحن الآن نبحث في كيفية تطوير الإدارة. نحاول كإدارة أن نكون أصحاب قرارات كبرى. لذا، علينا عدم الخلط بين الموضوعين الذين تحدّثنا عنهما. نتلقى الدعم من القوى الكردية، ولكن إدارة روج آفا أمر آخر.
عندما هاجمت داعش شنكال، قدّم مقاتلو قوّات الدفاع الشعبي ووحدات حماية الشعب والمرأة المساعدة، وكما تعلمون فقد تمّ توقيع اتفاق بخصوص شنكال، ممّا أثار ردود فعل رافضة. ما هو تقييمكم لهذا الاتفاق؟
الحقيقة أنّ هناك علاقة خاصة بين شنكال وروج آفا. بيننا علاقات تاريخية. في عام 2014 عندما ذهنبا لمساعدة الشعب الإيزيدي قدّمنا هناك قرابة 300 شهيد. لقد أنشأنا ممّراً إنسانياً وتمكّنّا من إيصال الشعب الإيزيدي إلى المناطق الآمنة. وعليه فإنّ مستقبل الشعب الإيزيدي يعنينا أيضاً، وقد عبرنا عن رأينا حيال الموضوع للأطراف المعنية. لقد شرحنا وجهة نظرنا وموقفنا بشأن الموضوع للحكومة العراقية وكذلك للتحالف الدولي. وسوف نلتزم بهذا الموقف. لقد قلنا للجميع إنّ الشعب الإيزيدي ليس لوحده وأكّدنا ذلك للجميع. نعم شنكال هي جزء من العراق، ولكنّها تعنينا أيضاً. فقبل كل شيء من حق أهالي شنكال إدارة شؤونهم بأنفسهم. لقد تعرض شعب شنكال للجديد من المجازر، لذلك فقد فقدوا الثقة بالقوى الخارجية، وعليه فإن الصواب هو أنّ أخذ إرادة أهالي شنكال بعين الاعتبار في أي اتفاقية تخص عملية الحل في شنكال. بهذا الشكل فقط يمكن أن تحل المسألة، الأمر الذي اعترضنا عليه وعبرنا عن موقفنا بشأنه هو تهميش إرادة أهالي شنكال في هذه الاتفاقية.
من المؤكّد أن الحل ممكن عبر التوافق، لكن يجب أخذ إرادة شعب شنكال بعين الاعتبار. لديهم قوات حماية، ولديهم قوى سياسية، هذه القوات تدافع عن شنكال منذ سنوات. قاتلوا ضد داعش وقدموا الشهداء، لذلك يجب الاعتراف بهم بشكل رسمي.
يجب أن يكونوا جزءاً من هذه الاتفاقية. يجب أن يواصلوا الدفاع عن شعبهم. وأهالي شنكال بحاجة إلى ذلك. إذا تمّ تشكيل إدارة فيجب أن يكون أولئك الذين دافعوا عن شعب شنكال حتى الآن وساهموا في تنظيمه، شركاء في تلك الإدارة. وحتى في موضوع تعيين قائمقام لشنكال يجب أخذ إرادة أهالي شنكال بعين الاعتبار. في هذا الموضوع سنكون إلى جانب أهالي شنكال حتى النهاية. كما سنكون على الدوام إلى جانب وحدات مقاومة شنكال وإلى جانب باقي قوات الحماية.
لننتقل إلى موضوع آخر، خلال الأسبوع الفائت عقد مجلس سوريا الديمقراطية مؤتمراً لأبناء الجزيرة والفرات. وتم انتخاب لجنة خلال المؤتمر وأنتم أحد أعضاء اللجنة. برأيكم كيف سيساهم المؤتمر من الآن فصاعداً في تطوير وتقدّم الإدارة؟
عقد هذا المؤتمر بعد سلسلة تحضيرات طويلة عمل عليها مجلس سوريا الديمقراطية. وشارك في المؤتمر العديد من الأشخاص والأوساط، وتمخض عنه قرارات مهمة. لقد تأسست الإدارة الذاتية في مرحلة الحرب، ولم يكن تأسيسها أمراً سهلاً. لقد تأسست في ظروف صعبة جداً. لذلك فإن هناك العديد المناحي الناقصة التي يجب أن تستكمل. كما ظهرت مطالب الشعب خلال هذه الفترة. وممّا لا شك فيه أنّ الإدارة أنجزت أعمالاً مهمة جداً، ولكن لا تزال هناك العديد من النواقص. ولكن حان الوقت للدخول إلى مرحلة جديدة. وأن نحل المشاكل التي يطالب الشعب بحلها، يجب أن نعمل على حلها بأسرع وقت. القرارات التي تمخضت عن المؤتمر هي بمثابة برنامج عملنا للعام 2021. وعليه فإنّ القضايا التي تناولها المؤتمر واتخذت القرارات بشأنها، يجب أن يتم تنفيذها، وهذا يتطلب المزيد من العمل.
ما هو النهج الذي ستتبعونه فيما يخصّ حل المشاكل الاقتصادية؟
إدارتنا تتبع النهج الذاتي. وعليه قبل كل شيء يجب أن نكون مستقلين اقتصادياً، يجب أن نحقق الاكتفاء الذاتي. ولذلك فإننا سنسعى خلال العام القادم أن نصل إلى مستوى الاكتفاء الذاتي اقتصادياً في مناطق الإدارات السبعة في الإدارة الذاتية. فربما يفرض علينا الحصار الاقتصادي مستقبلاً أو ألّا نتمكن من بيع البترول، في مثل هذه الحالة، يجب أن تكون كل مناطقنا مكتفية ذاتياً وتتمكن من تأمين مستلزمات الأهالي، وتأمين مستلزمات موظفيها. لدينا الإمكانيات لتحقيق ذلك. وقد أعددنا بعض المشاريع من أجل ذلك. يمكننا تحقيق ذلك إذا بذلنا المزيد من العمل والجهد. يمكن تجاوز وإزالة جميع العقبات. سوف يشارك أشخاص مختصون في مستويات عالية في هذه الأعمال، ولكني تكون الإدارة الذاتية ذاتية فعلاً، يجب أن نصل إلى هذا المستوى على الصعيد الاقتصادي.
من الموضوعات المهمة الأخرى هو موضوع القضاء. وقد اتّخذ المؤتمر قراراً بشأن الموضوع. هل هناك أية عراقيل تحول دون أن يعمل القضاء بشكل مستقل؟
هناك بعض المشاكل في هذا الموضوع، والأهالي لديهم بعض الشكاوى. وفي الاجتماعات التي عقدناها مع بعض الوجهاء الاجتماعين برزت بعض الشكاوى. توجد شكاوى فيما يتعلق بالتوقيف والمحاكمة. بسبب قلة الإمكانيات ربما يجب بعض التأخير أحياناً في المحاكمات. وهذا الأمر يولد انطباعاً بأن المحاكم غير نزيهة. كما يجري الحديث عن حالات فساد. وهذه كلها قضايا مهمة، في ظروف الحرب لم نتمكن من معالجة هذه القضايا كما ينبغي. ولكن الأوضاع الآن مختلفة. لدينا الآن الإمكانيات وسوف نعمل مع الإدارة الذاتية من أجل معالجة هذه القضايا. يجب أن تطبّق القوانين. يجب أن تتم المحاكمات في وقتها، يجب ألّا تتأخّر، ويجب أن تأخذ العدالة مجراها. سوف نتخذ إجراءات خاصة في هذا المجال ونعمل على تجاوز هذه المشاكل.
العمل الإداري أيضاً موضوع مهمّ، ماذا تقولون في هذا الموضوع؟
خلال الأعوام السبعة الفائتة، تم إنجاز أعمال مهمة في هذا المجال. توجد حالياً الإدارات القديمة في الجزيرة وكوباني، إضافة إلى إدارات مدنية جديدة كما في دير الزور. هذه الإدارات تأسست في فترة الحرب، ليس فهي ليست بالمستوى المطلوب، يجب أن تجري فيها بعض التغييرات، هذه الإدارات اكتسبت الخبرة والتجارب. فعندما تم تحرير بعض المناطق من داعش، بقي الأهالي بدون إدارة. والآن هم يريدون الانضمام إلى الإدارات الذاتية. وهذا أمر إيجابي. في بعض المناطق بدأنا ببعض الأعمال بهدف تحسين الإدارة الذاتية. في بعض المناطق يجب إعادة النظر في بعض المؤسسات. بعض المؤسسات بقيت خارج الإدارة، يجب أن يتم ضمها أيضاً إلى الإدارة العامة. يجب بسط سلطة الإدارة الذاتية في كل مكان. ولذلك لا بد من إعادة بناء وتأسيس العديد من المؤسسات وإجراء بعض التغييرات فيها. ومن إحدى المهام الرئيسة للجنة إطلاق هذه المسيرة مع الإدارة الذاتية ومتابعتها. يجب أن يتم إنجاز هذا العمل خلال مدة محددة.
هل لديكم أية مشاريع فيما يتعلّق بالعملية التعليمية؟
في هذا الموضوع تواجهنا مشكلتان أساسيّتان، الأولى تتعلق بالمناهج. وهذه المناهج تم إعدادها في ظروف الحرب، وفي ظروف عصيبة. تفتقر إلى العلمية، يجب تعزيز وتقوية الناحية العلمية في المناهج.
المشكلة الثانية، وأعتقد أنها تخص جميع عوائلنا وجميع الطلاب، وهو ضرورة الاعتراف الرسمي بالنظام التعليمي. لدينا بعض اللجان الخاصة التي تعمل على هذا الموضوع. ولدينا تواصل مع المؤسسات المعنية التابعة للأمم المتحدة، كما أننا نتواصل مع الحكومة السورية حول الموضوع.
خلال فترة الحرب هاجر العديد من الأشخاص من روج آفا، من بين من هاجروا أناس ميسورو الحال، ما هي رسالتكم لهؤلاء؟
نحن ندخل الآن في مرحلة جديدة، الدفاع عن هذه المنطقة لا تتم عبر الحرب فقط. فكما أننا نسعى إلى حماية وجودنا عبر تأسيس إدارة قوية وقوات حماية قوية، فإن علينا أيضاً أن نطور اقتصادنا أيضاً.
خلال الحرب هاجر العديد من الأشخاص، كما أن العديد من أصحاب رؤوس الأموال أيضاً هاجروا إلى الخارج. والمهمة الملقاة على عاتقهم الآن هو أن يساهموا هم أيضاً في هذا المشروع. ندعو جميع الكرد الذين هاجروا إلى الخارج بالعودة. وبشكل خاص أولئك الذين هاجروا على جنوب وشمال كردستان وإلى تركيا، يجب عليهم أن يعودوا ويشاركوا في هذا المشروع. وأصحاب رؤوس الأموال أيضاً يجب عليهم أن يعودوا ويشاركونا هذه المساعي وخدمة شعبهم، هذا الأمر مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع.
هناك مظاهر فساد في المنطقة. ما تقولون حول هذا الموضوع؟
في السنوات الماضية كنا في حالة حرب، العديد من الأشخاص استغلوا الفراغ الناجم عن حالة الحرب لأجل مصالحهم الشخصية. وأساؤوا استخدام مناصبهم ومسؤولياتهم. وقد ظهرت حالات فساد ورشوة. وقد تناولنا هذا الموضوع باهتمام كبير خلال مؤتمرنا، والأهالي أيضاً يشتكون من هذا الموضوع. وسنعمل من أجل تلافي هذه الظاهرة، سوف نقوم بتكليف الخبراء المختصين من أجل هذا الموضوع، لن نقبل أبداً أن يستغل أي أحد منصبه من مصالحه.
هل ستجرى انتخابات في المنطقة؟
نعم، الوقت ملائم لمثل للقيام بمثل هذا الأمر في مناطقنا. خلال السنوات المنصرمة أجريت الانتخابات في بعض المناطق. إلّا أنّ العديد من المناطق تم تحريرها لاحقاً، لقد حان الوقت لإجراء الانتخابات في تلك المناطق أيضاً. حالياً لا توجد حرب في كل مكان، وأعتقد أن الفرصة ستكون متاحة لنا لإجراء الانتخابات. هذه الانتخابات من أجل أن يلتف الشعب حول الإدارات الذاتية في المناطق. الإدارة الذاتية سوف تقوم بهذا الأمر ونحن كلجنة سوف ندعم هذا العمل.
كلمتكم الأخيرة؟
نحن مقبلون على عام جديد. إلا أنّ المخاطر لا زالت قائمة. أعداؤنا يسعون إلى شن هجمات جديدة، ويسعون إلى القضاء على الإدارة الذاتية. يجب على شعبنا أن يكون مستعداً لمثل هذه الأوضاع. نحن في القوات العسكرية نحافظ على جاهزيتنا. ومستعدون للتصدي ودحر أي هجوم.
يجب أن يكون العام الجديد عام مرحلة جديدة في روج آفا. وما نتمناه من شعبنا هو الدفاع عن ثورته وعن مكتسباته. يجب المشاركة بشكل أكثر فعالية في الإدارة الذاتية. يجب أن نكون واثقين من مستقبلنا. فرصنا أقوى من فرص العدو. ولهذا يتطلّب منّا أن نواصل النضال بعزم كبير ونحمي مكتسبات ثورتنا.