مقاتلة بوحدات مقاومة المرأة: سننتقم لشهداء مقاومة حفتانين

استذكرت المقاتلة في وحدات مقاومة المرأة الحرة ـ ستار جودي جكدار رفاقها الذين استشهدوا في مقاومة حفتانين وقالت: "سنسير على خطى شهداء مقاومة حفتانين حتى آخر نقطة من دمائنا، سنقاوم وسننتقم لرفاقنا".

تستمر هجمات دولة الاحتلال التركي على جنوب كردستان، وفي السياق تحدثت المقاتلة في وحدات المرأة الحرة ـ ستار جودي جكدار عن رفاقها الذين استشهدوا في مقاومة حفتانين، وأوضحت أنها عرفت آلاف الأبطال في مقاومة حفتانين الذين سطروا ملاحم بطولية، وتحدثت عن ذكرياتها مع رفاقها ورفيقاتها الشهداء. 

وقالت: "مثلما قالت الشهيدة تولهلدان، إن تراب حفتانين ثمين وغالي ولأجل ذلك تم تقديم الكثير من التضحيات لأجلها، فذكرياتنا مخبأة على قمة تلك التلال، ورفاقنا الشهداء أحياء في قلوبنا، وأينما كنا وإلى أين ذهبنا وأين اسقرينا فسيكونون معنا وفي قلوبنا".

وأضافت "الرفيقة زلال كانت قائدتنا في الجبهة، وكانت كاسمها، شفافة بروحها وعقلها، وكانت قائدة تستحق منّا أن نتحدث عن قيادتها، الرفيقة زلال كانت قوية وقيّمة في رفاقيتها وقيادتها، وكان رفاقيتها مؤثرة وأصبحت من خلال رفاقيتها رفيقة الرفاقية والتضحية، كانت تسعى إلى مساعدة جميع رفاقها، كانت تستمع إلى مشاكلهم وتحلها، وتوضح الطريق السليم في الحياة وفي الحرب للإنسان".

وتابعت: كانت قائدة رائعة، جرت المقاومة العظيمة التي حدثت في ششدارا تحت قيادتها، كنا نستمد الشجاعة والقوة والمعنويات منها، كانت الرفيقة كانت قائدة، أعطت الأدوار والمهام لمقاتليها في المقاومة، عندما كنا نشاهدها كنا نقول "دع الموت يأتي من حيث ما يأتي" وهذا ليس موتاً، لأن شجاعة الرفيقة زلال تمنح أحدنا الجسارة بحيث يعرف ما سيفعل وأين يفعل.

واستطردت: كانت الرفيقة زلال تقول في الحياة والحرب "لا تخافوا الموت، عندما يأتي سوف تضيعون"، لم يكن هناك موت بالنسبة للرفيقة زلال، الموت كان بالنسبة للرفيقة زلال هو الحياة من والولادة من جديد، كانت متأثرة جداً بالرفيقة جيجك، وتقول: "في هذه الحرب ستولد جيجك جديدة"، وكانت تسير على هذا الإيمان. 

وأردفت: كان استشهاد الرفيقة زلال ثقيلاً في مقاومة حفتانين، لا ينبغي أن ننساها أبداً، وبعد استشهادها لا يمكننا القول بأننا لا نستطيع أن نفعل شيء، ربما استشهدت الرفيقة زلال لكن العشرات من زلال ستولدن يوماً في حفتانين، ولن يبقى دمها على الأرض.

وأضافت "أريد أن اتحدث عن الرفيق مظلوم جودي، يستطيع المرء الذي يعيش ضمن صفوف الكريلا أن ينقش اسمه في صفحات التاريخ، والرفيق مظلوم كان أحد هؤلاء، حين كان أحد الرفاق يمر بمأزق، يجري الرفيق مظلوم مسرعاً لمساعدته/ها، وعندما كان يخطئ أحد الرفاق يسعى الرفيق مظلوم إلى تصحيحه، كان معروفاً برفاقيته وروابطه الرفاقية، كان يحتل مكانه في كل عملية ويساعد جميع الرفاق، ويقودهم".

وأوضحت: كان بطل حفتانين، كل رفيق أثناء وقوعه في مأزق ينتظر الرفيق مظلوم، وهو بالمقابل يذهب لمساعدته وخلاصه، كان الرفيق مظلوم يُعرَف بموقفه هذا، وعندما استشهد أيضاً كان يقول "لن استشهد برصاص وتكنيك العدو"، ويجب أن لا تتأثر أنت أيضاً بها، فعندما كان حياً كان الجميع مرتبطاً به، الجميع كان يعلم بأنه شجاع ومضحي.

ولفتت إلى أن "الرفيق مظلوم ولكيلا يقع في أيدي العدو قتل نفسه برصاصه، فالإنسان الذي يكون مضحياً في حياته سيكون كذلك في شهادته أيضاً".

وحول زميلها الرفيق فرمان آمد، تقول: "كان رفيقاً مخلصاً، كان معروفاً باجتهاده وعملياته في استخدام مدافع الهاون، وكان مرتبطاً كثيراً بوظيفته، كان رفيقاً مجدّاً، كنا مرتاحين حين كان يذهب للعملية، لأننا كنا نعلم بأنها ستنجح، وأنه سيعود منتصراً، كان الرفيق فرمان آمد رفيقاً نظيفاً ونقياً وطبيعياً، كان يغني دائماً، وكان صوته أيضاً جميل جداً، عندما كان يغني، كان ينظر إلى عيون رفاقه، ويريد أن يسكنهم في قلبه، كان لدى الرفيق فرمان حس قوي، كان رفيقاً قيماً للغاية".

وأشارت إلى أنه كان "من الرفاق الذين قاوموا مقاومة عظيمة في ششدارا كانت الرفيقة أسمر قائدة في هذه المقاومة، وكانت قائدة وحدتنا في بداية عمليات جيش الاحتلال التركي، عندما كنت ترى الرفيقة أسمر كنت تقول في نفسك، سأذهب وسأقضي على العدو، كانت تقاتل ضد طائرات الكوبرا رغم كل تلك التقنية، كنا نتعجب من القوة والشجاعة التي كانت تتحلى بها، بالطبع القوة التي أبدتها المرأة هي مستمدة من القيادة، التي لا نستطيع أن نقول ولو كلمة واحدة عن تلك القوة، والرفيقة أسمر من خلال تلك القوة تمنح جميعنا القوة". 

وواصلت: "أيضاً كان هناك الرفيق آرارات وهو من سرحد، وعاشق لسرحد، كان قلبه عظيماً مثل جبال آرارات، كان رفيقاً نظيف القلب، قبل أن يستشهد كان جريحاً، ورغم جراحه كان يضحك، كان المرء يفهم أنه يملك روح حزب العمال الكردستاني، وأيضاً كان يضحك ويقول: لا تكفي تقنية العدو لموتي". 

ووصفت علاقتها مع الرفيقة بيريفان كوجر قائلة: "بقينا أيضاً معاً لفترة، حين كان يأتي العدو، الرفيقة بيريفان لا تدعه يدخل ضمن مناطقنا، كانت تواجه العدو بسلاحها دوماً، وتحارب دون أن تتراجع، ببطولتها وشجاعتها سطرت ملاحم وأساطير". 

وأضافت " أما الرفيقة زريا ورغم أنها كانت جديدة ولم يبلغ وجودها ضمن صفوف قوات الكريلا غير شهرين، كانت تحارب بسلاحين، روح المقاومة التي أبدتها الرفيقة زريا في تل الشهيد ديرسم، يجب التحدث عنه".   

ولفتت إلى أن الرفيقة نوجان هي "قلب ششدارا النابض الذي لا يتوقف أبداً، والتي يتُعرَف بكدها وعملها". 

وشددت على "أننا ومهما تحدثنا عن شهداء حفتانين، لا يمكن التعبير عن وصفهم بالكلمات، يجب أن نعيش معهم، لا يمكن وصف مقاومة حفتانين لا بالكلمات ولا بالكتابات، يجب حب حفتانين من القلب، فشهداء حفتانين معنا دوماً، ربما نكون قد ضحينا بالعديد من الأشخاص الجميلين من أجل تلك الأرض، ولكن جميعهم فدائيو تلك الأرض، أصدقائنا الشهداء معنا في أوقات الضحك والدموع وكل لحظات الحياة والحرب، ولن ننساهم أبداً".

واختتمت حديثها قائلة: حملة مقاومة حفتانين ستكون لأجلهم، سنقاوم حتى آخر نقطة من دماءنا، وسننتقم لرفاقنا الشهداء، لن يبرد حماسنا وغضبنا ضد العدو أبداً، وسوف نجعله أعظم، كل طلقة تُطلَق ستزيد من حماسنا وغضبنا، وسوف نظهر ممارستها بالعيش والانتقام لجميع رفاقنا الشهداء، ستُكتَب أسماء جميع رفاقنا الشهداء على أرض حفتانين، ولن ننساهم ابداً.