ممثلة مسد لدى مصر: الاحتفال بعيد نوروز رغم الأجواء التي يمر بها العالم تؤكد أن هناك دائمًا بارقة أمل

قالت ليلى موسى ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية لدى مصر إن الاحتفال بعيد نوروز رغم الأجواء التي يمر بها العالم تؤكد أنه مهما ساد الظلم والحروب والأزمات وثقافة الكراهية والعدوان، يبقى هناك بارقة أمل وتجدد وعهد يرفض كل تلك أشكال الخنوع.

قالت ليلى موسى ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية لدى مصر إن الاحتفال الأخير الذي أقيم بعيد نوروز في القاهرة مع الأخوة المصريين وبقية الجالية العربية من أقطار عربية أخرى في مصر يأتي في سياق تقوية روابط العيش المشترك ونشر المحبة والتآخي والتضامن وتقوية الأواصر بين الشعوب.

وأضافت موسى في مقابلة خاصة مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الاحتفال يأتي "في وقت نحن بأمس الحاجة إلى ذلك، حيث تعيش المنطقة صراعات وحروب وأزمات مستعصية، ليأتي الاحتفال بهذا لعيد ليؤكد مرة أخرى أنه مهما ساد الظلم والحروب والأزمات وثقافة الكراهية والعدوان، يبقى هناك بارقة أمل وتجدد وعهد يرفض كل تلك أشكال الخنوع ويجدد العهد بالمضي قدماً في مقاومته ومناهضته ورفض جميع الصور المجتمعي".

وأجابت ممثلة مجلس سوريا الديموقراطية خلال المقابلة على عدد من التساؤلات الهامة حول الواقع السوري وإعلان المبعوث الأممي إلى سوريا الأخير عن عقد الدورة السابعة للجنة الدستورية السورية، وكذلك الرؤية حول زيارة رأس النظام السوري إلى الإمارات، والرؤية المصرية الشعبية والرسمية للحالة السورية، كذلك الموقف المصري والإقليمي من النظام التركي الحالي وسياساته تجاه الإقليم وغيرها من الأمور، أبرزها رؤيتها للحالة المصرية مع مرور عام على توليها مهام منصبها في القاهرة، فإلى نص الحوار: 

احتفلتم في القاهرة بأعياد نوروز هذا العام على ضفاف نهر النيل.. ما الرمزية التي تُمثلها الاحتفالية.. والى أي درجة حققت تأثير على الساحة المصرية؟ 

نوروز وبكل ما يحمله من معاني وقدسية ومكانة رفيعة لدى الشعب الكردي الذي يحتفل به في كل عام في هذا التوقيت من السنة، هذا العيد الذي يحمل في طياته الدعوة إلى الوحدة والتأقلم والانسجام مع الطبيعة الأم بكل تقلباتها إلى جانب كونه دعوة إلى التجدد والنشاط والعمل، بالإضافة إلى نشر السلام والتسامح والمحبة ومناهضة جميع أشكال العبودية والظلم ونشر ثقافة الأخوة والعيش المشترك بين شعوب العالم عامة.

وعلى هذا الأساس احتفالنا مع أخوتنا المصريين وبقية الجالية العربية من أقطار عربية أخرى في مصر يأتي في سياق تقوية روابط العيش المشترك ونشر المحبة والتآخي والتضامن وتقوية الأواصر بين الشعوب، في وقت نحن بأمس الحاجة إلى ذلك. حيث تعيش المنطقة صراعات وحروب وأزمات مستعصية، ليأتي الاحتفال بهذا لعيد ليؤكد مرة أخرى أنه مهما ساد الظلم والحروب والأزمات وثقافة الكراهية والعدوان، يبقى هناك بارقة أمل وتجدد وعهد يرفض كل تلك أشكال الخنوع ويجدد العهد بالمضي قدماً في مقاومته ومناهضته ورفض جميع الصور المجتمعية النمطية المفروضة على الشعوب وأن الشعوب مهما طالت الأزمنة على الظلم والأزمات إلا أنها تأبى أن تعيش على خلافة طبيعتها الحرة.

والاحتفال كان وسيلة مهمة لمشاركة الشعوب أفراح ومناسبات بعضهم البعض كما أنها فرصة لتبادل الثقافات والتعريف بعضها ببعض.

تتقارب ذكرى احتفالات نوروز بعيد شم النسيم المصري.. فإلى أي مدى تنظرون إلى حالة التلاقح الثقافي بين الشعبين المصري والكردي، وإلى أي درجة يُلقي ذلك بظلاله على الحالة السياسية الراهنة؟

بكل بد احتفال الشعبين الكردي بعيد نوروز والمصري بشم النسيم الذي يحتفل به في شهر نيسان بمسميين مختلفين و طقوس متشابهة إلى حدٍ كبير دليل على عمق وتأصل العلاقة بين الشعبين يعود تأريخه إلى آلاف السنين، كما أنه يؤكد لنا تمازج الثقافة بأن الشعبين أخذا من المنبع الحضاري نفسه، كما أنه دليل على أن الشعبين وجدا في تلك الثقافة خير تمثيل لتطلعاتهم وقناعاتهم، ودليل على تقارب في وجهات نظر الشعبين وتأكيداً على وجود قواسم مشتركة بين الشعبين وأن وجد اختلاف في الجزئيات. تلك القواسم تشكل أرضية في غاية الأهمية يمكن البناء عليها كثيراً لتطوير علاقات استراتيجيات بين الشعبين على كافة الأصعدة.

أكملت خلال الأيام الماضية عامك الأول في مصر ممثلة لمجلس سوريا الديمقراطية.. كيف تقيمين تلك الفترة وإلى أي درجة كان تأثيرها على صعيد العلاقات المصرية السورية عامة.. وما يخص الإدارة الذاتية خاصة؟

في ظل الهجمة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية سواء من قبل سلطة دمشق أو المعارضة المرتهنة لدولة الاحتلال التركي إلى جانب بعض القوى والدول في مسعى منها تشويه وتحريف حقيقة مشروعهما والمكتسبات التي حققها الشعب السوري في مناطق شمالي وشرقي سوريا بصفات ونعوت بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، بتواجدنا على الساحة المصرية ولقاءاتنا مع الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية والدبلوماسية ومؤسسات المجتمع المدني والجاليات العربية الأخرى الموجود بمصر وحتى السفارات الأجنبية، كان له تأثير إيجابي ومؤثر بتعرفهم على حقيقة مشروع مجلس سوريا الديمقراطية. لذا نجد هناك انفتاح وقبول كبير للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية.

الدولة المصرية أكدت في أكثر من مضمار على حرصها على الدفع بالعملية السياسية في سوريا.. كيف لمست تلك الخطوة وما المنتظر من مصر أيضًا في هذا السياق؟

مصر من الدول التي لعبت دوراً إيجابياً منذ بداية الأزمة السورية وكانت من بين الدول التي تتمتع برؤية استراتيجية واضحة وثابتة. تلك الرؤية المتوافقة مع تطلعات الشعب السوري في انتهاج الحل السلمي وتبني نهج الحوار والدبلوماسية والسبل السياسية بعيداً عن العسكرة والحفاظ على السيادة السورية شعباً وأرضاً وهي بنفس الوقت من الثوابت التي تتبناه مجلس سوريا الديمقراطية، ووقفت بنفس المسافة بين جميع أطياف المجتمع السوري، ووفق القرارات الدولية.

لذا، مصر من الدول الأكثر قبولاً لدى جميع أطياف المجتمع السوري، ويأمل الشعب السوري من مصر الشقيقة الحضور بشكل أكبر في الأزمة السورية.

المبعوث الأممي جير بيدرسون أعلن الأحد انطلاق الدورة السابعة للجنة الدستورية السورية خلال الأسبوع الجاري.. ما تقييمك لهذه الخطوة واين الإدارة الذاتية من ذلك؟

بحسب المعطيات الموجودة والتي تؤكد لنا بأن اللجنة الدستورية في نسختها السابعة لن تأتِ بجديد ولن تكون مختلفة عن سابقاتها، كون الأسباب التي أدت إلى فشل الجولات السابقة مازالت موجودة وبقوة، وبل الأوضاع أكثر تأزماً. باعتقادي إصرار المجتمع الدولي على عقد هذه الجولات عديمة الجدوى يأتي في سياق مساعيه عبر الاحتفاظ بهذا الجسم السياسي حياً لإدارة الأزمة ليس أكثر. وحتى تتمكن هذه اللجنة من تحقيق تقدم ملموس لا بد من إعادة النظر بكافة المكونات والشعوب ويجب أن تكون شاملة لجميع أطياف المجتمع السوري والتخلي عن الذهنية الاقصائية.

بخصوص الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أثبتت على مدار عقد من الأزمة السورية على أنها الأفضل والأنسب لتطلعات الشعب السوري الذي انتفض من أجلها، وأن الإدارة باتت رقماً صعباً في المعادلة السورية، وأي حل من دون إشراك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سيكون ناقص وغير مقبول، والمجتمع الدولي يدرك ذلك، وحتى اللجنة الدستورية لن تنجح في إحراز تقدم ما لم تشرك الإدارة الذاتية فيها.

كيف تنظرون للزيارة التي قام بها رأس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات.. ثم الزيارة الأخيرة للشيخ محمد بن زايد إلى مصر.. يبدو أن هناك شيء ما يحدث؟

ربما تأتي هذه الزيارات في سياق المساعي الهادفة لعودة سوريا إلى محورها العربي، وتفعيل الدور العربي في الأزمة السورية وتحريك الملف السوري، ولكن ظروف العودة مازالت غير متاحة على المدى المنظور على الأقل. كما أنها تأتي ربما في سياق التحالفات الجديدة التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية.

أيضا العالم يترقب القمة العربية التي ستقام في الجزائر.. ما الذي قد يتغير في هذا السياق؟ وهل الإدارة الذاتية تتواصل مع الجامعة العربية لإيصال صوت الجماهير في جغرافية شمال شرقي سوريا؟

بخصوص انعقاد القمة الذي كان من المفترض انعقادها خلال شهر مارس الجاري وتم تأجيلها إلى الربع الأخير من العام الجاري لعدم تهيئة الظروف وشروط انعقاده.

أما فيما يخص الشطر الثاني من سؤالك فيما يخص الإدارة الذاتية فأنها ستحل ضمن القضية السورية وهي جزء من هذه القضية. وعلى اعتبار شهدت الأزمة السورية حالة من الجمود وعدم احتلالها أولويات الدول الفاعلة في الأزمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لانشغالها بقضايا على تماس مباشر بأمنها القومي، أثر بشكل سلبي على إطالة عمر الأزمة السورية إلى جانب عوامل أخرى. وكما تعلمون أن أي تحريك للملف السوري يتطلب توافقات محلية وإقليمية ودولية وجميعها إلى هذه اللحظة غير متوفرة، و بقناعتي تحركات جامعة الدول العربية ستكون منسجمة مع التحركات الإقليمية والدولية.

على صعيد تواصلك مع المحيط الشعبي المصري من ساسة وسفراء ومثقفين ما الرؤية التي يحملها هؤلاء تجاه الإدارة الذاتية.. وهل غيرت مسألة وجود ممثلية لمجلس سوريا الديمقراطية من المسألة؟

بكل بد تواجد الممثلية في مصر أسهمت بشكل كبير بخلق بيئة تواصل واحتكاك مباشر مع شرائح وفئات المجتمع المصري وبنت علاقات متينة وقوية وعملت على تقريب وجهات النظر وتبادل للأفكار والرؤى والخبرات، وكانت فرصة مناسبة لإيصال حقيقة مشروع مجلس سوريا الديمقراطية إلى الأخوة المصريين وتعريفهم به. بشكل عام نجد هناك تفاعل كبير من قبلهم وإعجابهم للدور الذي قامت به قوات سوريا الديمقراطية في مكافحة الإرهاب والتطرف ودور هذه القوات في تحقيق السلم والأمن الدوليين.

ما أهم الأسئلة التي تُلقى على مسامعك في القاهرة مع أوائل اللقاءات وهل تتغير بتغير الدوائر؟

سوريا ذات أهمية كبرى لدى الشعب والحكومة المصرية وعلى هذا الأساس نجد متابعة حثيثة لدى الجميع لما يحدث في سوريا، وفي جميع لقاءاتهم معنا تطرح استفسارات عن الوضع السوري عموماً، وملامحها المستقبلية، وكيفية الخروج من هذه الأزمة.

تبقى حالة تركيا ونظامها المسألة الإشكالية في كل المنطقة، ما الذي يمكن فعله في ظل هذا المشترك الصعب لمواجهة مساعي تركيا للهيمنة على محيطها الإقليمي.. وكيف تقيّمين سياسات التحرك المصري تجاه ذلك الملف؟

مصر تميزت بحنكتها السياسية ونظرتها الاستراتيجية في التعامل مع الملف التركي، بناءً على قراءتها الصحيحة للسياسة و الاستراتيجية التركية حيال المنطقة، لذا تريثها بالانفتاح على تركيا وتسمية الحوارات التركية المصرية بـ "الجولات الاستكشافية"، كانت في غاية الأهمية؛ وباعتقادي أن الجانب التركي فهم ذلك وبأنه لن تكون هناك عمليات تطبيع مجانية مع مصر من دون الالتزام بوعودها وترجمتها على أرض الواقع. وأنها لن تتمكن من التدخل في الشؤون المصرية والعربية كما يحلو لها وأن مصر تشكل رادعاً قوياً في وجه مشاريعها الاحتلالية التوسعية في المنطقة. 

جميعنا يعلم الأطماع التركية التوسعية التي لا تتوقف عند حد معين. فهي تسعى إلى استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية سواء عبر احتلالات مباشرة أو عبر أدواتها من الجماعات الإسلاموية المتطرفة. لذا يتطلب من جميع الشعوب والحكومات من أجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة بأن تعمل معاً بالوقوف في وجه هذا المشروع الاحتلالي التوسعي. 

ما أهم الملامح التي تعجبك في مصر بعد مرور عام على تواجدك فيها؟

بكل بد تسمية مصر بأم الدنيا لم يأتِ من فراغ. وأود هنا حتى لا أطيل بالحديث، بالتركيز على نقطة في غاية الأهمية والكثير من المجتمعات تفتقد إليها، وهي عدم وجود أزمة للهوية في مصر وقدرتها على احتوائها لجميع الشعوب دون تمييز ومعاملتهم على أنهم مصريين. بساطة والروح الاجتماعية لدى الشعب المصري لقبول الجميع يتيح الفرصة للجميع على سرعة الانسجام والتأقلم في المجتمع المصري والشعور بالراحة والطمأنينة.

أيام قلائل وتستقبل الأمة الإسلامية شهر رمضان الكريم.. كيف رأيت رمضان الماضي.. وما أهم الطقوس الرمضانية التي أعجبتك لدى الشعب المصري؟

بهذه المناسبة نبارك لجميع الشعوب والإنسانية بقدوم شهر رمضان الكريم وأن يعم الخير والسلام على الجميع.

كما تعلمون تبقى الطقوس الاحتفالية بشهر رمضان الفضيل في العالم الإسلامي متشابهة إلى درجة كبيرة، أما في مصر فلها نكهة خاصة، حيث يبدأ الأخوة المصريين بالاستعداد لاستقبال هذا الشهر الفضيل على أنه شهر الاجتماع بالعائلة والأصدقاء وشهر التقارب ونشر الرحمة والمحبة. واللافت هو مظاهر الاستقبال من خلال طقوس ومراسيم خاصة جداً وذلك عبر تزيين جميع الأماكن العامة والخاصة وخلق أجواء خاصة بهذا الشهر، إلى جانب خلق أجواء خاصة جداً للإفطار والسحور والذي يضفي جواً يسوده عالم الروحيات والعبادة.