مجزرة هولير جرح عميق لا يندمل منذ 25 عاماً

تعتبر مجزرة هولير جريمة في المجتمع الكردي ورغم مرور أكثر من 25 عاما إلا أن مصير الضحايا مازال مجهولاً في حين تقف حكومة جنوب كردستان والبرلمان صامتتين حيال هذه الجريمة .

أصبحت المكانة التي حصلت عليها جنوب كردستان بعد جمهورية كردستان أملا كبيرا لوحدة الصف الكردي حيث كان يأمل الشعب الكردي أن تكون هذه المكانة سبباً لتصعيد النضال ضد الاحتلال .

كانت الدولة التركية المحتلة تهاجم جنوب كردستان منذ عام 1983 وتحاول احتلال المنطقة بذريعة الحرب ضد حزب العمال الكردستاني حيث تحاول إعادة أحلامها في الميثاق الملي،  وقع الهجوم في 14 أيار 1997 بمشاركة أكثر من 200 ألف جندي وحارس. وصفتها الدولة التركية حينها "عملية المطرقة" حيث كانت ذريعتها آنذاك بأن الهدف من هجماتها كان القضاء على القاعدة المركزية لحزب العمال الكردستاني في زاب.

الحق مقاتلو حركة الحرية ، خسائر فادحة بجيش الاحتلال التركي حيث قتل العديد من الجنود والحراس في هذه العملية وبحسب المعلومات التي أفادت بها  تقارير في الجيش التركي المحتل أن الحزب الديمقراطي الكردستاني طلب من  تركيا شن هجوم على مناطق تواجد حزب العمال الكردستاني في جنوب كردستان وعندما بدأ الهجوم  كانت البيشمركة ضمن صفوف الجيش التركي.

ووقعت مجزرة في 16 أيارعام  1997 بمشفى في هولير حين كان المشفى يعالج جرحى حزب العمال الكردستاني إثر بدء عملية الاحتلال وأسفر الهجوم  الذي نفذته قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني عن استشهاد  83 من الجرحى الوطنيين ومقاتلي حزب العمال الكردستاني .

هاجمت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني  في توقيت واحد المشفى وكذلك مركز الاتحاد الوطني  الكردستاني (YNDK) ، ومكتب المركز الثقافي لموزوبوتاميا  في هولير وجمعية الاتحاد النسائي الكردستاني الحر (YAJK) كما هاجمت ايضا الصحيفتين Welat û Welatê Roj   وقصفتها بالأسلحة الثقيلة وقد فقد العديد من الناس العزل ارواحهم في هذه الهجمات وبعدها بدأت عمليات الاعتقال والسجن بعد الهجوم واستمرت لشهور .

حيث تم استشهاد 83 من قوات الكريلا لحزب العمال الكردستاني الذين كانوا جرحى يتلقون العلاج في المشفى والعاملين في المشفى والصحفيين والوطنيين نتيجة ذلك الهجوم .

احد مؤسسي الصحيفة وشاهد على المجزرة التي حصلت في الهجوم على صحيفة Welat نياز حامد  استذكر جميع الذين استشهدوا في المجزرة من صحفيين مقاتلي الكريلا والوطنيين الشرفاء وموظفي المؤسسات الاخرى

وأشار حامد الى انه تلقى الكثير من المعلومات حول المجزرة من الاشخاص الذين كانواقريبين من موقع الصحيفة  في ذلك الوقت وقال :" كانت صحيفة  Welat لها قراء كثيرون لم يتحمل الحزب الديمقراطي الكردستاني والاستخبارات التركية ذلك لذلك هاجمت مركز الصحيفة و قتلوا مجموعة من الصحفيين هناك كما لاتوجد  اية معلومات عن الجثامين حتى الان وعن مكان وجود أماكن دفنهم  ".

وتحدث حامد بشأن الهجوم على المشفى الذي كان مقاتلو الكريلا آنذاك جرحى فيها قال: "وقع هجوم وحشي  على المشفى الذي كان الجرحى فيه حيث تسببوا باستشهاد المقاتلين الجرحى بشكل لا إنساني يهز كيان الإنسانية  كما هاجموا أيضا مركز الفنون والثقافة مرة أخرى والمؤسسات الخدمية في المجتمع في جنوب كردستان والتي كانت تحت إدارة حزب العمال الكردستاني .

وأشار  نياز حامد أن المراكز  والعاملين والمكاتب التابعة لصحيفة welat  تعرضت للهجوم قبل الان عدة مرات وقال :" تعرضت صحيفة welat  للهجوم بعدة اشكال في مدينتي هولير والسليمانية  قبل المجزرة  التي حصلت في هولير كما  قتل انذاك الدكتور صلاح هورامي في 13 أذار عام  1995 من قبل الاستخبارات التركية وبالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث كان أحد المساهمين في صحيفة welat  وحاولو في الكثير من الاحيان من خلال الهجمات على الصحيفة ان يقفوا عقبة امام سير وعمل الصحيفة لمنعها واغلاقها وبالرغم من كل ذلك الصعوبات التي واجهتها الا ان الصحيفة واصلت عملها  ".

وتحدث حامد عن الحادثة التي حصلت في الصحيفة باثبات شهادة الشهود الذين شاهدو الهجوم الذي حصل وقتها حيث اضاف :" لقد تحدث لي مواطنون كانوا يسكنون بالقرب من الصحيفة بان الاستخبارات التركية وعصابات الحزب الديمقراطي الكردستاني قامت بمهاجمة مركز صحيفة  Welat في عينكاوا حيث اطلقت قذيفة من عيار 106 ملم على الصحيفة من امام قلعة هولير في الساعة الرابعة والنصف من مساء ذلك اليوم باستثناء الاسلحة المتوسطة والفردية واستهدف حينها بعض الصحفيين الذين كانوا يعملون وقتها حيث استمر الهجوم على مركز الصحيفة حتى الساعة السابعة والنصف من مساء ذلك اليوم وبعد انتهاء الهجوم على الصحيفة قتل جميع الصحفيين ثم بدأت عصابات الحزب الديمقراطي الكردستاني بعمليات النهب كما ولفت حامد الانتباه الى المعلومات التي ادلى بها الشهود وقال :" راى احد الشهود عند ذهابه الى القاعة المركزية للصحيفة استشهاد الرفيقة روزا كما انه راى بان الرفيق روني استشهد ايضا  وبسبب انهيار المبنى لم يستطيع معرفة وضع جميع الرفاق هناك بشكل كامل وقد بقي اشلاء الكثير من اجساد الصحفيين تحت الدمار ولم يتحمل ذلك الموقف الصعب لانه كان يعرف جميع الصحفيين هناك  فهرع الى البيت واصبح يتحدث عن تلك المجزرة لعائلته .

ولفت  نياز حامد في نهاية حديثه الى أن عصابات الحزب الديمقراطي الكردستاني  بالتعاون مع الاستخبارات التركية  هاجمت بوحشية مركز الصحيفة قائلا: " كان المبنى الوحيد الذي تعرض للهجوم بالأسلحة الثقيلة حيث دمر بالكامل واستشهد جميع الرفاق هناك في اليوم السابق ، يجب محاسبة مرتكبي هذه المجزرة والمتعاونيين معهم والمسؤولين عنها ومحاكمتهم وانزال اشد العقوبات اللازمة للانتقام للشهداء .

هاجمت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الجيش التركي والذين يعملون في المنطقة  باسم قوات السلام  عددًا من المنظمات  بما في ذلك الهلال الأحمر الكردستاني و أسفر الهجوم عن مقتل العشرات من الأشخاص العزل وعلى الرغم من مرور 25 عامًا على مجزرة هولير إلا أنه لم يتم تسليم  جثامين الشهداء إلى عائلاتهم  حتى المكان الذي دفنت فيه جنازات الشهداء لم تعرف اماكنهم .

بالرغم من أنتهاء المجزرة إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يعيد  جنازات قوات الكريلا والعاملين في المشفى الى عائلاتهم  ويقال ان جنازات بعض الاشخاص الذين قتلوا دفنوا بالقرب من مطار هولير وبحسب ما ورد في العدد 56 من جريدة Çetir الصادرة عام 2011 بان جنازات بعض الشهداء دفنت في مكان قريب على طريق هولير ومخمور ويعرف هذا المكان باسم محمل قير  .

ويقال إن بعض جنازات شهداء مقاتلي الكريلا دفنوا الى جانب الطريق البري هولير – دهوك على طريق مطار هولير .

وحول ذلك قال أحد  البشمركة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه : "كنت موظفا في تلك المنطقة عندما تم إحضار الجنازات بالشاحنات وتم ارسالنا الى هناك كمجموعة من البيشمركة لحفظ الامن حيث كانت الشاحنات مغطاة عند احضار الجنازات لم نكن في المنطقة التي كانو يحفرون فيها لكننا كنا نرى كل ما يجري حيث كانت الجثامين ملفوفة في بطانيات وأغطية ولم أرى وجوههم ولكنهم دفنوابملابسهم و بالبطانيات والاغطية واحدا تلو الآخر في المقابر التي حفرت لهم هناك وأثناء دفن  الجنازات قيل لنا علينا مغادرة المنطقة فغادرناها  حيث تم حفر مقابر جديدة لكنني لم اعرف حينها لمن تكون ولكن بعد ان تواصلت مع البيشمركة الاخرين علمت انها كانت لاعضاء حزب العمال الكردستاني  .

واضاف " في ذلك اليوم الذي كنت في المنطقة تلك دفن اكثر من 20 جنازة ، المكان الذي دفنت فيه الجنازات كانت في الزاوية الاخيرة على طريق دهوك لمطار دهوك.

  وتابع  " كان هناك العديد من القبور لكنها لم تكن تلك المنطقة مكان مقبرة في ذلك الوقت لكن بعد ان سمع بان الذين دفنوا فيها اعضاء من الحزب العمال الكردستاني جعلوها مقبرة منذ ذلك الوقت لكن كم عدد الأشخاص الذين دفنوا هناك و ما هو اسمائهم؟ لا أعرف لكن لديهم سجل ومن ثم تم بناء المطارواصبحت المقبرة الان بجانب حاجز المطار في الطريق الى دهوك .

تقدم أقارب المفقودين والشهداء في مجزرة هولير وجمعية الأمل لمساندة ضحايا الحرب بطلب إلى لجنة حقوق الإنسان في برلمان إقليم كوردستان وجمعيات حقوق الإنسان والبرلمان العراقي لزيارة مقابراولادهم الشهداء لكن لم يصلوا الى اية نتيجة حتى الان .

تزايدت المحاولات  للكشف عن مصير الضحايا بعد عام 2000 وما بعده حيث تدخل أقارب الشهداء في تلك المحاولات لمعرفة اماكن قبور اولادهم لهذا تم تاسيس  جمعية دعم الحرب في عام 2010 ويتم العمل فيه بشكل مكثف .

في عام 2011 ، بدأت لجنة حقوق الإنسان في برلمان إقليم كردستان العمل على هذه القضية في عام 2011 حيث تم تقديم طلب إلى وزارة الداخلية حيث طالبت فيه  بتوضيح مصير المفقودين في تلك المجزرة .

في عام 2012 ، أصدرت وزارة الداخلية في إقليم كوردستان بيانًا أعترفت  فيه بأنه لم يتم إنقاذ وتحرير أحد من تلك المجزرة وأن الجميع قد قتلوا و لكن لم يتم الكشف عن مكان قبورهم ولم يتم الكشف ايضا عن  منفذي هذه الجريمة .

وأعلنت وزارة الداخلية أنها مستعدة للاعتراف بمن استشهدوا في مجزرة هولير بانهم شهداء ولكنها حتى الان لم تفي بوعدها .