منذ بداية الأزمة السورية، بدأ العدوان التركي بتشكيل فصائل مسلحة تحت مسميات عثمانية جديدة واستغل الفوضى في المدن السورية ليجتاح الحدود السورية تحت ذريعة حماية "آمنه القومي".
وبعد احتلال عدة مناطق على الشريط الحدودي، استخدمت المرتزقة اساليب إجرامية تجاه تلك المناطق المحتلة، من جرائم وانتهاكات وعمليات خطف وفرض الإتاوات، وصولاً إلى جريمة التغيير الديمغرافي والعرقي وسط سكوت دولي مخزي تجاه الجرائم والمؤامرات التي تحاك على المناطق المحتلة.
ويعتبر مشروع الادارة الذاتية مشروع رائد، حيث تسعى بعض المدن في الداخل السوري الاقتداء بهذا المشروع، وسط استياء القوى الخارجية وعلى رأسها تركيا.
أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاءً مع الناطق الرسمي باسم لواء الشمال الديمقراطي، محمود حبيب، والذي أكد بأن القوى الخارجية تحاول افشال مشروع الإدارة الذاتية بعد المكتسبات التي حققتها في المنطقة.
واستهل محمود حبيب حديثه قائلاً: "منذ السنوات العشر الماضية، وتركيا تحاول قضم الأراضي السورية، بدءاً من عملية احتلال جرابلس وعفرين ومن بعدها احتلال تل أبيض وراس العين، وسبقتها احتلال مدينة ادلب وريفها، وبعد احتلال هذه المناطق، حاول العدوان التركي بشتى الوسائل إخضاع الشعب السوري من خلال قطع المياه على مناطق شمال وشرق سوريا، وبناء سور عازل لعزل المناطق المحتلة، وارتكاب الجرائم ونهب الخيرات وسط سكوت دولي".
و أشار الحبيب إلى أن عضوية تركيا في حلف الناتو، تفرض على دول إقليمية وكذلك قوى دولية عظمى، السكوت، بسبب المصالح المشتركة الدولية.
تهديد بين الحين والآخر
ونوه محمود حبيب" الهدف من التهديدات المتكررة على مناطق شمال وشرق سوريا، والهجمات المتقطعة على حدود المنطقة، بهدف احتلال أجزاء جديدة من الجغرافية السورية من خلال التموضع العسكري والاعتداءات المتكررة، والمناخ الدولي لا يشرعن لتركيا احتلال مناطق في الداخل، حيث تتجه تركيا صوب الجانب العسكري، من خلال عمليات القصف الممنهج لإرهاب السكان، وتفريغ المنطقة من سكانها، وإشغال قوات سوريا الديمقراطية بالهجمات التركية، بهدف تسهل عملية الاحتلال، وتعتبر طريقة الاستنزاف من أنواع الاعتداءات العسكرية التي تستخدمها تركيا اتجاه مناطق شمال وشرق سوريا.
الإدارة الذاتية مشروع رائد
وقال محمود حبيب "النواة الديمقراطية المنشأة في مناطق شمال وشرق سوريا تشكل قفزة لمشروع مشرق لشعوب المنطقة، وتعتبر الديمقراطية المكان الغصب لإنشاء المشاريع المستدامة بشرياً واقتصادياً وسياسياً، والكيانات المحيطة بالمنطقة وعلى رأسها تركيا كيانات دكتاتوريه سلطوية قمعية عنصرية، وكل الأنظمة بدءاً من النظام السوري وانتهاءً بتركيا وايران تعادي فكر الأمة الديمقراطية، لأنه مشروع سيقضي على جميع الأفكار القائمة على العنصرية والتي تعتبر خارج اللعبة السياسية.
المشروع الأمثل لإنهاء الأزمة
وأكد محمود حبيب "مقارنة مع باقي المناطق السورية، نؤكد بأن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطي مشروع رائد، انتظره الشعب السوري طويلاً، وهناك بعض المناطق السورية طالبت بتشكل إدارة ذاتية بما فيها السويداء ، وفي الآونة الأخيرة أصدر شيوخ ووجهاء حوران في درعا بيان طالبوا من خلاله انشاء حكم ذاتي، وبدأ الشعب السوري بإدراك أن مشروع الإدارة الذاتية هو الحل الأمثل ،وعلى مدى عشر سنوات من مقاومة النظام، ولكن دون امتلاك مشروع سياسي حقيقي مستدام لشعب السوري، ومكتسبات الإدارة الذاتية السياسية والعسكرية، بينَ لشعب السوري بأنه مشروع رائد، مما شجع بأخذه بعين الاعتبار.
العلاقات مع الدول العربية
وأكد الناطق الرسمي للواء الشمال الديمقراطي أنّ" هناك علاقات قوية مع الدول العربية، ولكن لاتصل لمرحلة الاعتراف، بسبب التقاطعات السياسية الخطرة في المنطقة ما بين الحلفين الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الصين، والدول العربية تخطو خطى حذرة في هذه المرحلة لعدم نشوب معركة جديدة، ونؤكد بأن العلاقات مع مصر والسعودية والامارات جيدة وعلى مستوى تنسق عالي.
وناشد محمود حبيب في ختام حديثه "نناشد المجتمع الدولي بأن يسارع في إنشاء مشروع يعطي للإدارة الذاتية حرية الحركة وأخذ القرار ضمن الحدود السورية".