قال الكاتب الصحفي المصري محمود الشناوي، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط،: إن فائض القوة العسكرية لدى أردوغان يمثل تهديداً كبيراً له في الداخل بعد انهيار شعبيته وفشله الذريع اقتصادياً وسياسياً، لذلك يحاول استغلال هذا الفائض في القوة وتوريط قواته المسلحة في صراعات خارجية محسومة النتائج وإنها لن تفضي إلى أي إنتصار حقيقي، خوفاً من انقلاب قادته العسكريين عليه مدعومين بالغضب الشعبي.
وأضاف الشناوي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء أنه "ونظراً لتدخل قوى إقليمة عظمى تحمي مصالحها مثل مصر ارتد أردوغان إلى المناطق القريبة خاصة سوريا والعراق في محاولة لتحقيق أي إنتصار وهمي، مع استمرار محاولاته الفاشلة لمد ذراعه العسكري في المناطق البعيدة مثل ليبيا والقرن الإفريقي".
وأكد أن "الأعمال العسكرية التركية في العراق وسوريا تهدف إلى فرض أمر واقع جديد في تلك المناطق ومحاولة استعادة ما يعتبره أردوغان حقاً تركياً مسلوباً من الإمبراطورية العثمانية بعد اتفاقية لوزان خاصة وأن مدتها القانونية التي تنتهي بعد مائة عام تصل نهايتها العام ٢٠٢٣ ،كما أن أردوغان يخطط لإقامة قواعد عسكرية ثابتة في كردستان العراق وشمال شرق سوريا خصمها من رصيد الكرد الذين يحكمون تلك المناطق".
وفيما يتعلق بالقصف التركي الأخير على مخيم مخمور، قال الشناوي: إن "قصف مخيم مخمور بهذا الشكل الإجرامي ليس جديداً، أردوغان يمارس أعمالاً انتقامية، بهدف بث الرعب في النفوس والظهور بمظهر القائد القوي، رغم كل الإدانات الدولية، فهو يريد أن يُفرّغ تلك المناطق من ساكنها ويجعلهم في شتات دائم ورعب مستمر، وسبق لقواته ارتكاب مجازر بشعة في كردستان العراق وشمال شرق سوريا، فالإجرام ليس بجديد على أردوغان لأنه يمارس إرهابية الدولة بسبب عدم امتلاك رؤية واضحة تفسر مغامراته العسكرية".
ولفت إلى أن "الجميع يدين جرائم أردوغان خاصة ضد الكرد، لكن مطلوب موقف عربي أشد قوة ضد كل هذه الممارسات اللاخلاقية، فالمواقف الدولية الخاصة بممارسات أردوغان الأخلاقية خاصة ضد الكرد تسبق المواقف العربية بخطوات باستثناء الموقف المصري الرافض بوضوح لتلك الممارسات خاصة ما يتعلق باختراق العراق".