مدير المركز العربي للدراسات: تركيا قد تدفع بورقة داعش لإحداث القلاقل

قال دكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية إن تركيا قد تدفع بتحريك خلايا داعشية من أجل إحداث مزيد من القلاقل على الساحة السورية.

عبر الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية عن خشيته فيما يتعلق بتركيا وتحريكها لخلايا داعشية في سوريا، لافتا إلى أن تركيا قد تستخدم ورقة داعش لإحداث مزيد من القلاقل في المسألة السورية.

وحول عودة ظهور الخلايا الداعشية في كل من سوريا والعراق قال إسماعيل في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء ANF: "أنا أعتقد أن عودة بعض خلايا داعش وإن كانت خلايا ضعيفة نسبيا وليست مثل داعش، التي كنا نتحدث عنها في ظهور داعش الأول، داعش مُني بخسائر عديدة في العراق لعل العراق له تجربة ناجحة في مكافحة داعش وفي القضاء عليه". 

وأضاف "كما هو واضح فإنه بعد 2019 كان أشبه بالفراغ الداعشي في العراق بمعنى أن العراق استطاع القضاء على كل جيوب داعش الموجودة فيه وطبعا الجيش الوطني العراقي استطاع دك معاقل داعش في مناطق مختلفة داخل العراق". 

وفيما يتعلق بسوريا قال: "معروف أن سوريا الوضع فيها مختلف تماما. فيما يتعلق بالوضع الأمني نتحدث عن العراق في دولة موحدة حاليا غير محتلة. نتحدث الآن عن سوريا كدولة يتواجد بها العديد من الجيوب الإقليمية مثل إيران، تركيا التي تحتل مناطق في شمال سوريا مثل عفرين ومناطق أخرى. موجود فيها أيضا روسيا باعتبارها منطقة نفوذ باعتبارها أيضا دولة ذات نفوذ في الجانب السوري. إضافة إلى وجود العديد من القوات التي تسمي نفسها بالمعارضة سواء معارضة معتدلة أو معارضة غير معتدلة. وإن كنّا طبعا نتحفظ عن تسمية معتدلة وغير معتدلة". 

وتابع: أعتقد وكما تحدثت سابقا أن الأمور مختلفة في الجانب السوري، فظهور بعض هذه الخلايا مرة أخرى واستهدافها لبعض المناطق وبعض الشخصيات سواء هنا أو هناك هو محاولة منها للبعث مرة أخرى وإثبات أنها موجودة مرة أخرى وإثبات أنها قادرة على الحراك وقادرة على التأثير وإن كان تأثير ليس بالكبير مثل ما كنا نشهده. 

وأردف: كنا نشهد في السابق عملية لداعش كبيرة جدا، حتى أن داعش بعد أن مني بخسائر لجأ إلى مسألة الذئاب المنفردة واستهداف بعض الشخصيات. من أجل فقط أن يُثبت وجوده. إذا أنا أعتقد أن هذا السيناريو هو الذي يتكرر مرة أخرى في العراق وسوريا. وإن كان غير مرشح للتصعيد. بمعنى أن داعش حاليا فقد قواه سواء القوى اللوجستية أو القوى التنظيمية أو حتى الإمداد والتمويل وما إلى ذلك. 

وأوضح: الوقت برأيي ليس وقت داعش وبالتالي فأنا أتخيل أن جزء من وجود داعش هو محاولة لإثبات وجوده ومحاولة عودة تنظيم صفوفه مرة اخرى لكن لن يوجد ما يسمح له بالظهور مرة أخرى. سواء ما يتعلق منها بمسألة الفكر نفسه وإن كان داعش بلا فكر الآن، لكنه يُحاول إثبات مسألة الخلافة ومسألة إعادة الدولة الإسلامية مرة أخرى. وأنا أعتقد طبعا أن الإسلام بريء من كل هذه الأمور وبرئ من كل هذه التصورات الداعشية التكفيرية. 

وأشار إلى أن "الأمر في العلاقات مختلف، وأنه ربما يستطيع العراق القضاء على بعض هذه الجيوب الداعشية، إنما في سوريا أنا اتخيل أن هناك تعاون مشترك مع روسيا في مسألة القضاء على الجيوب الداعشية. لكن كل ما اخشاه طبعا هو من الجانب التركي. بمعنى أنها لو أرادت إحداث قلاقل في المسألة السورية ربما تستخدم ورقة داعش واستخدمتها كثيرا من قبل، سواء ما يتعلق منها باكتشاف بعض المناطق التي تم تدريب الداعشيين فيها في جنوب تركيا وما إلى ذلك ثم إرسالهم إلى سوريا حتى أنها استخدمت السوريين أنفسهم باعتبارهم عرائس، أو دمى، كما يقال عندما أرسلتهم إلى ليبيا محاولة منها طبعا للتاثير في الأمن الوطني الليبي". 

وعبر عن اعتقاده بأن "الأمور مرشحة لعدم التصعيد من جانب داعش شريطة طبعا أن يكون هناك مواجهة حاسمة في القضاء على ما تبقى من الجيوب الداعشية"، مُضيفًا "لكن طبعا يبقى التأثير ضعيفا كما اشرت لأنها تستخدم عملية الذئاب المنفردة. وطبعا هذه العمليات قادرة على إحداث نوع من الشوط العالي لكن التأثير سيكون التأثير ضعيف وليس تأثير القوي كما كنا نشهد داعش من قبل".