ماذا يحدث عند بوابة سيمالكا الحدودية؟

تُعتبر بوابة سيمالكا الحدودية بين روج آفا وجنوب كردستان، مشكلة منذ عام 2013 ، حيث تقوم الاستخبارات التركية بالاتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني هذه المرة باتخاذ بعض الإجراءات التعجيزية الإضافية.

تتخذ إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) خطوات تعجيزية إضافية عند بوابة سيمالكا الحدودية المغلقة في أكثر الأحيان بين روج آفا وجنوب كردستان، والتي تعتبر مشكلة منذ عام 2013، وتؤكد هذه الخطوة التي تم اتخاذها بعد قيام دولة الاحتلال بتهديد المنطقة، مدى التحالف بين دولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني.

تُعتبر بوابة سيمالكا إحدى أهم بوابات شمال شرق سوريا، الواقعة على حدود جنوب غرب كردستان، وقد افتتحت لأغراض إنسانية كما تنشط التجارة فيها بشكل محدود، وكذلك عبور الأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء.

كما يعبر منها المرضى الذين بحاجة إلى علاج في إقليم جنوب كردستان، وهو السبب الذي يجعل أهميته حيوية، كما يتوجه من خلاله جرحى الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي إلى جنوب كردستان لتلقي العلاج.

ماذا يحدث للأشخاص عند الذهاب من روج آفا إلى جنوب كردستان؟

تعمل إدارة معبر سيمالكا الحدودي على إرسال ثبوتيات وأوراق الأشخاص المتوجهين إلى إقليم كردستان، وينتظر الأشخاص في المعبر إلى حين تلقي الرد من جانب إدارة فيشخابور، وبعد وصول الرد بالقبول، يتوجه الأشخاص إلى الجانب الآخر للمعبر (فيشخابور) وملء استمارة معلومات معِدّة مسبقاً.

وبعد ملء الاستمارات وتقديمها للجهات المعنية، تقوم سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني بتوجيه أسئلة غير موجودة في الاستمارة إلى الوافدين من طرف روج آفا، ويتوجه الوافدون من معبر سيمالكا إلى غرفة هي بمثابة غرفة استجواب وتحقيق حيث ينتظرهم شخصان يوجهان عشرات الأسئلة التي هي أقرب أن تكون تعجيزية واستفزازية؛ ومن الجدير بالذكر أنه في حال لم يجيب المواطن الوافد من روج آفا على أحد الأسئلة، يتعرض للإهانة ويكون مهدداً بالعودة من حيث أتى.

وتشير بعض المعلومات إلى أن الشخصان القائمان على هذا التحقيق هما من الاستخبارات التركية!.

يتعرض الوافد من روج آفا إلى إقليم كردستان للتوقيف عدة ساعات وأحياناً عدة أيام في المعبر، بحجة التحقق من المعلومات المدونة في الاستمارة، كما تطلب سلطات الإقليم من البعض، العودة إلى روج آفا ومراجعة معبر فيشخابور في وقت لاحق.

وتتضمن الاستمارة أسئلة عديدة، منها: اسم الجد، اسم والد و والدة الزوجة، اسم العشيرة، الاثنية، العنوان، عنوان الشخص التي تنوي زيارته....إلخ، إلى جانب عشرات الأسئلة الأخرى الأقرب إلى أسئلة استخباراتية.

ويعبر المواطنون عن غضبهم من هذه الإجراءات والأساليب المتبعة من قبل إدارة معبر فيشخابور، ولكنهم مجبرون على اتباعها!، ويقولون: "نحن كرد، وهم أيضاً كرد! لا نتفهم كل هذه الإجراءات التعجيزية والأمنية التي يتخذونه بحقنا من أجل العبور إلى من جزء من كردستان إلى جزء آخر من الوطن نفسه، ليس هناك إجراءات مماثلة في أي مكان من العالم، حتى في الكثير من الدول ليست هناك تأشيرات عبور أيضاً".

يتعرض الشباب والنساء لمعاملة قاسية من إدارة معبر فيشخابور، حيث تعرض أحد الشباب للضرب من قبل القوات الأمنية في الطرف الآخر من المعبر، لمجرد أنه نطق كلمة "هفال"!!

أولئك الذين يعارضون النهج السلبي لـ الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) يستنكرون هذه المعاملة ويريدون حل المشكلة على الفور.

تمنع آسايش الحزب الديمقراطي الكردستاني، جرحى الحرب ضد داعش الإرهابي من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية و وحدات حماية الشعب و وحدات حماية المرأة من التوجه إلى جنوب كردستان تلقي العلاج؛ كما يقوم  الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بتهديد مواطني إقليم كردستان الذين يقدمون المساعدة لجرحى الحرب من قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة.

تعاني مناطق شمال شرق سوريا من حظر متفاقم نتيجة إغلاق معبر تل كوجر الحدودي، وإذا تم إغلاق معبر سيمالكا أيضاً، حينها سوف تزداد الصعوبات على روج آفا؛ رغم ذلك ورداً على الإجراءات الاستفزازية التي قامت بها سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني في معبر فيشخابور، قررت إدارة شمال وشرق سوريا إغلاق معبر سيمالكا إلى إشعارٍ آخر.

ومما يدعو للأسف أن بعض الذين يتجاهلون الموقف السلبي للحزب الديمقراطي الكردستاني والإجراءات الاستخباراتية والاستفزازية المهينة لكرامة المواطن الوافد من روج آفا، يوجهون إصبع الاتهام إلى إدارة شمال وشرق سوريا، بأنها هي المسببة لإغلاق المعبر، ولكن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أوضحت موقفها، وقالت: "نريد لمواطنينا أن يعبروا دون أن تُمس كرامتهم".

وأوضحت إدارة سيمالكا سبب إغلاق البوابة الحدودية على النحو التالي:

اولاً: مطالبة بأرسال فورما ( استمارة ) تحتوي على جميع معلومات المسافرين و التي تعتبر فورما استخباراتية بحتة و انتظار المسافرين من المرضى و العرائس ثمانية و اربعين ساعة من اجل الحصول على الموافقة للدخول الى اقليم كردستان و بالحقيقة الموافقة تستغرق اكثر من اربعة ايام و الكثير من المسافرين لهم حالات خاصة للدخول بشكل سريع كمرضى السرطان الذين يتلقون علاجهم في الاقليم و العرائس اللواتي لديهم مقابلات في السفارات الاجنبية و المسافرين القادمين من مناطق بعيدة كمناطق كوباني و الشهباء و الذين يضطرون للبقاء في قامشلو بانتظار موافقة دخولهم الى الاقليم.

ثانياً: التعامل الغير اخلاقي مع المسافرين و خضوعهم للتحقيق و الانتظار لساعات طويلة في معبر فيشخابور.

ثالثاً: التعامل الغير الانساني للجرحى الذين يتلقون العلاج في اقليم كردستان و سوء المعاملة التي يتلقونه من اجهزة الاستخبارت.

رابعاً: رفض قبول الحالات الاسعافية التي كانت تدخل سابقا الى الاقليم ما لم يقوموا بتقديم فورما كاملة عن معلوماتهم الى فيشخابور.

و نتيجة هذه التصرفات و القرارات الغير مقبولة بحق المسافرين و الجرحى و الوفود نستنكر هذه القرارات مطالبين سلطات معبر فيشخابور التراجع عن هذه القرارات التعسفية.

وطالبت إدارة معبر سيمالكا من المسؤولين في اقليم كردستان بالتدخل للوقف هذه التصرفات و القرارات التعجيزية بحق المواطنين و التي تعتبر قرارات غير انسانية و غير مسؤولة.