الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف قرى مقاطعة عفرين والشهباء

علي أكيوز: سأسير على درب ولديّ الشهيدين حتى النهاية

اعتُقِلَ أحمد أثناء قيامه بالعمل الشبابي، وبعد إطلاق سراحه أخبر أخاه دليل، بقرار انضمامه إلى الكريلا، إلا أن أحمد كان قد قرر الانضمام إليهم أيضاً، واتفقا على أن ينضم أحدهما في البداية إلا أنهما انضما سوياً.

يقيم علي أكيوز والد الشهيدين في مدينة درسدن الألمانية، يقول: "سنفعل كل ما بوسعنا هنا، وسأسير على درب نضال أولادي حتى النهاية، ولن اتراجع".

علي أكيوز هو والد الشهيدين دليل ( آكر آدار) وأحمد ( باور آكر) اللذين انضما معاً إلى صفوف المقاومة واستشهدا في أوقات مختلفة.

هاجر الخال علي إلى ألمانيا بسبب ضغط وقمع دولة الاحتلال التركي، إلا أننا التقينا فيه في مركز المجتمع الديمقراطي الكردي في درسدن.

سأسير على درب اولادي حتى النهاية

الخال علي، الذي نال محبة واحترام الوطنيين في مدينة درسدن، حكم عليه بسبب قيامه بنشاطات سياسية في البلاد، لذلك اضطر إلى القدوم إلى درسدن في نهاية عام 2021، كما امتهن العمل السياسي بالإضافة إلى عمله، وفعل كل ما بوسعه من أجل تطوير العمل السياسي.

ويقول: بدأت العمل السياسي في البداية بالمشاركة في الفعاليات، لكنهم اعتقلوني وألحقوا بي بعض التهم، وأعدوا اعترافاً ضدي وحكم علي لأنني قمت بحفر قبر ولدي الشهيد، لذا قررت مغادرة البلاد، لم تكن العقوبة قانونية وإنما سياسية، وأنا الآن هنا منذ شهرين، سوف أواصل من هنا عملي وسأبذل كل ما بوسعي وأدعم نضال أبنائي حتى النهاية، ولن أتراجع.

لا توجد ثورة بدون تضحيات

تم فتح قضية بحق الخال علي بسبب امتثاله لوصية ابنه الشهيد، حيث أعدت الدولة التركية اعترافاً ضده بسبب كتابته قصيدة أحبها ولده الشهيد على شاهدة قبره، يواصل الخال علي الحديث: استشهد ولدي عام 2016، بعد استشهاده بخمسة أو ستة أشهر، أنشأنا له قبراً وكتبنا عليه اسمه ونسبته واسمه الحركي، والقصيدة التي كان يقرأها دوماً، كانت وصيته أن نكتب تلك القصيدة على شاهدة قبره، وبسببها تمت مقاضاتي عام 2020، وحُكم على بالسجن لمدة عام وثلاثة أشهر.

كما أنهم ألفقوا لي تهمتين بسبب عملي السياسي، وكوني عضواً في حزب الشعوب الديمقراطي HDP، كما أن ابنتي شغلت منصب الرئيسة المشترك لحزب سياسي أيضاً، وكان ولدي صحفياً، بالنسبة لهم، إن لم يعمل الشخص لمصلحتهم فهو إرهابي، إذا كان الشخص معارضاً فهو إرهابي، فإما أن تعمل لصالحهم أو أنك إرهابي، الحرية ثمنها الثورة ولا توجد ثورة بدون تضحيات.

عُرِفَ أحمد (باور آكر) ودليل (آكر أدار) كطالبين وطنيين في أنقرة في عام 2010، على الرغم من أن أحمد كان متفوقاً جداً ونال درجات عالية تمكنه من إتمام دراسته في المدارس العليا، إلا أنه فضل كلية العلوم السياسية التي درس فيها القائد عبد الله أوجلان، وكثيرا ما كان يفحص صور الطلاب القدامى المعلقة على الحائط في ممر الكلية، وكانت تغمره السعادة عندما يرى صورة القائد أوجلان معلقة،  وفي الامتحان النهائي حصلت مشادة بين الطلاب وأحد الفصائل اليسارية المختلفة حول القائد أوجلان، لم يستطع أحمد النوم لأنه لم يستطع الرد، وفي الصباح توجه أحمد إلى الكلية وضرب الشخص الذي أساء إلى القائد وعندما سأله رفاقه لما فعلت هذا...؟ الا تعلم أنه يساري...؟ أجاب: لوكان ابن ابي لن اسمح لأحد ان يتطاول على القائد.

وفي أواخر 2011 وقعت مجزرة روبوسكي، عندما وصلت أنباء قصف روبوسكي، في الوقت الذي كان الجميع يستعد للاحتفال برأس السنة، كان أحمد ورفاقه ينظمون الفعاليات التي تدين مرتكبي المجزرة، حيث ارتدى الطلاب ملابس سوداء وساروا من الكلية إلى مدينة كزلاي، وقبض عليه في 10 كانون الثاني 2012 لإدانته لمجزرة روبوسكي.

وعندما تم القبض على أحمد، ترك شقيقه دليل المدرسة في آمد، وتوجه إلى أنقرة، بدأ العمل على الفور، كان يعمل أحياناَ 18 ساعة متواصلة في اليوم، كان يتوق لإطلاق سراح أحمد من السجن، وكان يسافر كل أسبوع من وسط المدينة إلى سجن سينجان، الذي يبعد 50 كيلومتراً، لزيارة شقيقه، وعندما أطلق سراح أحمد أخبر شقيقه بأنه يود الانضمام إلى المقاومة، إلا أن أحمد كان قد قرر أيضاً الانضمام مما تسبب في حصول جدال بينهما، وحاول كل منهما إقناع الآخر بالبقاء، وتوصلا في النهاية إلى الانضمام إلى صفوف المقاومة سوياً.

وبعد قرار الانضمام شارك دليل في العمل الشبابي لفترة، عندما رأت الشبيبة الكردية أن الدولة التركية تحاول انتهاز "عملية الحل" كفرصة، قرروا تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية، لذلك أصبحوا يتنقلون في القرى والنواحي والمدن ويحاولون تنظيم الشعب ضد الهجمات التي تشنها الدولة التركية، وكان أحمد أحد هؤلاء الشبيبة.

ويتابع الخال علي: استشهد دليل في كفري عام 2015 عندما تم إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية بقيادة وحدات حماية المدنيين (YPS) حيث قام ببعض الأعمال التحضيرية، فيما بعد توجه إلى وان وعمل هناك في الإدارة الذاتية الديمقراطية، كان عملاً ديمقراطياً، لكن تم تقديم الشكوى ضدهم، وقامت الحكومة التركية بعملية مداهمة المنزل الذي كانوا يسكنوه، كان هو ورفيقه، وقال لرفيقه "اذهب انت وأنا سأقاوم"، إما أن أتحرر وقد تحررت بالفعل أو استشهد.

يغادر رفيقه ويواصل دليل المقاومة بعد أن يتم تطويق المنزل إلى أن يستشهد، كما أصيبت صاحبة المنزل وكانت حامل وبعد 29 يوماً تمكن الأطباء من إنقاذ وليدها إلا أنها فارقت الحياة، الدولة التركية توصف من تقتله بأنه ارهابي، كما اطلقوا 13 رصاصة على أوغور قايماز البالغ من العمر 12عاماً وقتلوه مع والده، لقد سمعت هذا اخبر من الإذاعة على لسان والي ماردين حيث ادعى أن السلطات التركية أنها تمكنت من القضاء على إرهابيين مع اسلحتهما،  كيف لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً ويرتدي زي المدرسة  أن يطلق عليه اسم إرهابي، يضعون السلاح أمامه ويقولون كان بحوزته سلاح.