قال الدكتور كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مسألة التصعيد التركي على إقليم كردستان ليست جديدة، وإن تركيا تمارس اختراقات للأرض العراقية منذ سنوات.
وأوضح سعيد في تصريحات لوكالة فرات للأنباء ANF أن قصف تركيا الأخير لمخيم مخمور جاء لأسباب من بينها: سعي تركيا لنقل معركتها مع حزب العمال الكردستاني إلى خارج حدود الأراضي التركية لتحجيم الخسائر التي قد تُمنى بها على أرضها".
وأضاف أن من بين أسباب القصف أيضاً "موازنة النفوذ الإقليمي خاصة إيران، فالعراق أحد البوابات في الإقليم وتركيا تسعى لموازنة الدور الإيراني فيها".
وتابع: من بين الأسباب أيضاً أن تركيا تسعى إلى تقطيع أوصال المشروع الكردي سواء في كردستان العراق، أو سوريا وبالتالي قطع الطريق على اتصال الكرد في شمال سوريا والعراق.
ولفت إلى أن من بين الأسباب للعدوان التركي على إقليم كردستان وبالأخص مخيم مخمور السعي إلى استخدام أوراق ضاغطة في الإقليم للتفاوض مع القوى الدولية، مشيراً إلى اللقاء المرتقب في ١٤ يونيو/ حزيران الجاري، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والتركي أردوغان خلال قمة قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأن أردوغان يتصور أنه يمكن استخدام هذه التحركات كأوراق ضغط.
وقال: "أتصور أن هذه الأسباب الرئيسة للتحرك التركي وهذا التحرك يعود لأسباب منها:
أولاً: الوجود التركي القديم في العراق بقواعد عسكرية.
ثانياً: صمت حكومة الإقليم والحكومة العراقية تجاه هذه الاختراقات والتجاوزات.
ثالثاً: صمت قوى دولية وإقليمية على هذه التحركات، خاصة إيران وروسيا، أيضاً العلاقات الاستراتيجية بين إقليم كردستان وتركيا".
ولفت إلى أن بعض القوى الدولية قد تمارس ضغوطاً هلى تركيا في هذا الصدد، لافتاً إلى أن أكثر من يمارس هذا الدور هو الرئيس الأمريكي بايدن لما له من علاقات طيية مع الكرد، وكذلك في فرنسا في الاطار الأوروبي، بينما اعتبر أن روسيا في خارج هذا السياق.