قام جيش الاحتلال التركي وبمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني مؤخراً بشن هجمات مكثفة ضد مناطق الدفاع المشروع، حيث جاءت هذه الهجمات عقب ثلاثة ايام من اجتماع رئيس حكومة جنوب كردستان مسرور البارزاني مع رئيس الدولة الفاشية التركية رجب طيب اردوغان ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان.
وحول هذا الموضوع تحدث الناشط السياسي والصحفي في جنوب كردستان كاوا نادر لوكالة فرات للأنباء ANF والذي اشار في بداية حديثه الى علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية وقال: "ان العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية تعود الى عشرات السنين الماضية وخصوصاً بعد الانتفاضة، حيث كانت الدولة التركية تمثل المنفذ الخارجي الوحيد للحزب الديمقراطي الكردستاني. فهي علاقة غير متوازنة، فالدولة التركية تنظر باستخفاف شديد الى إقليم كردستان، فالحزب الديمقراطي الكردستاني يتخيل ان علاقاته مع الدول الغربية وخاصة أمريكا تمر عبر تركيا. هذا الشيء غير صحيح وخاصة ان الدولة التركية لديها الكثير من المشاكل مع الدول الغربية ولا سيما أمريكا"
وتحدث كاوا عن الزيارة التي جمعت كل من اردوغان والبارزاني وقال: "هذه الزيارة غير رسمية وتفتقر الى المقومات البرتوكولية. فعلى عكس ما كان يلمح اليه الاعلام التركي الى انها زيارة لتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية، كانت استدعاء. فتواجد هاكان فيدان نفى كل ادعاءات الاعلام التركي. فالزيارة كانت أمنية بحتة اسفر عنها الهجوم التركي اللاحق على مناطق زاب وآفاشين وعدة مناطق اخرى. رافقتها تحركات لقوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني الى تلك المناطق. فتركيا تريد ان تستغل طبيعة العلاقات السيئة بين اقليم كردستان والحكومة العراقية واستغلال الفراغ القانوني والاداري والسيطرة على المناطق الحدودية"
وتطرق نادر خلال حديثه الى أهداف الدولة التركية الغازية قائلاً: "بينما يحاول الاحتلال التركي التمدد عسكريا وجغرافيا في اراضي الاقليم، يهدف الى خلق تصادم بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وخلق حرب كردية – كردية. فالدولة التركية هي الفائز الوحيد في حال حصول صدام بين القوتين الكرديتين"
وأضاف نادر بأن: "الدولة التركية لديها مشاكل كثيرة. فرغم انها تظهر حيادها من الحرب ضد اوكرانيا، إلا انها تستغل كل من روسيا والدول الغربية من اجل مصالحها. حيث يريد اردوغان كسب ود احدهم ضد الاخر. لكن الموقع الجغرافي والاحداث الجارية تلزمه على البقاء بعيدا عن الحرب والضغوطات والاحتفاظ بالحيادية. ولكن الحقيقة ان الدولة التركية لن تستطيع ان تنفذ ما تريده في الشرق الاوسط. لذلك لا يعلم مصيرها بعد انتهاء الحرب وحتما ستكون احدى ضحاياها"
وبخصوص المعلومات التي تفيد ان العمليات العسكرية الاخيرة تقع ضمن اقوى صفقة ابرمها مسرور البارزاني مع اردوغان مقابل تسويق انقرة لغاز كردستان الى الدول الاوروبية، قال نادر: "ان موازين القوى في الشرق الأوسط لا تساعد تركيا ان تحتل إقليم كردستان والتصرف بالغاز والنفط كما يتخيله البعض. حتى ان أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية هذا الشيء، فإن إدخال الإقليم ضمن خارطة الطاقة في الشرق الأوسط ليس بهذه السهولة. رغم ان الدولة التركية تسيطر على النفط والغاز في إقليم كردستان وتستخدمها في مساوماتها مع روسيا وامريكا والدول الغربية من اجل تعويض النقص الحاصل في أوروبا، إلا ان الموضوع شائك وسوف ينعكس بشكل سيء على تركيا وسيسبب لها مشكلة كبيرة. فروسيا لم توافق على ارسال غاز كردستان الى اوروبا"
ذكر نادر خلال كلامه ان الحزب الديمقراطي الكردستاني يحاول ارضاء تركيا اكثر من الدول الغربية، وتابع قائلاً: "ان الحزب الديمقراطي يظن ان تركيا مفتاح أمريكا والدول الغربية. لذا يحاول ارضائها اكثر من غيرها. الدولة التركية لا تحب الشعب الكردي ولا تريد له الخير. فالفوبيا الكردية تلاحقه. فهو يسخّر كل امكانياته من اجل ضرب المكاسب القومية والتاريخية للشعب الكردي في كافة اجزاء كردستان. يجب الاستفادة من تاريخ العلاقات الكردية مع الدولة التركية وخاصة في بداية تشكل الدولة التركية الحديثة حيث كان هناك 72 نائباً كردياً. واثناء الانقلاب على معاهدة سيفر وتوقيع لوزان، ادعى اثنان من هؤلاء الكرد امام المؤتمر ان الشعب الكردي لا يريد الانفصال عن الدولة التركية. حيث كانوا محط اهتمام مصطفى كمال لحين اكتمال السيطرة ومن بعدها تم اعتقال الذين شاركوا في البرلمان والحكم عليهم بالإعدام. حيث طلب اولئك في وصيتهم حينها بعدم الوثوق بالدولة التركية"
وفي ختام حديثه لفت الناشط السياسي والصحفي في جنوب كردستان كاوا نادر الانظار اتجاه الفراغ القانوني والسياسي الذي تعيشه العراق وقال: "الدولة العراقية تعيش حالة فوضى وفراغ سياسي وقانوني. فشل البرلمان في ترشيح رئيس الجمهورية واختيار رئيس للوزراء. فهناك العديد من النواب من لهم تصريحات ضد الدولة التركية. ولكن لا جدية في الامر. فهم مشتركين ومتعاونين معها. وما حدث في شنكال بالتزامن مع الهجمات التركية على مناطق الدفاع المشروع، يشير انه هناك دولة عميقة تسيطر على الدولة الرسمية. فكل التصريحات اعلامية وهامشية وغير جدية. فلو كانوا جادين لقدموا دعوى الى مجلس الامن وطلبوا اجتماعاً للأمم المتحدة لإيقاف تجاوزات الدولة التركية. فما تقوم به تركيا ليس ببعيد عن موافقات كل من ايران والعراق وسوريا"