كاتب عراقي: الهجمات ضد شنكال تعكس اهداف ونوايا تركيا والعراق واقليم كردستان

اكد الكاتب العراقي ساطع راجي، ان الاحداث التي تشهدها قضاء شنكال هي نتيجة لتراكمات متواصلة وما يدعو للاسف انه لم تطرح اية جهة مبادرة سياسية لتفكيك الازمة في شنكال.

يشن الجيش العراقي هجمات شرسة على حواجز امنية تابعة لقوات اسايش ايزيديخان ووحدات حماية شنكال في قضاء شنكال بالتزامن مع الهجمات التركية على مناطق الدفاع المشروع بهدف احتلالها.

وفي هذا السياق تحدث الكاتب العراقي ساطع راجي عن الهجمات التي شنها الجيش العراقي على قضاء شنكال، مؤكدا انها لم تأتي صدفة وقال: "الهجمات التي تشهدها المنطقة ليست صدفة وانما هي نتيجة تراكمات سياسية دولية وتعكس اهداف ونوايا كل من الحكومات التركية والعراقية واقليم كردستان  تجاه المنطقة والمواجهة اليوم في شنكال هي نتيجة تراكمات متواصلة وللاسف لم تطرح أي جهة مبادرة سياسية لتفكيك الازمة في شنكال وجزء من الازمة يتعلق بخلافات داخل بغداد وجزء آخر نتيجة تدافع دولي على المنطقة، ما يعني ان القضية معقدة جدا وضحاياها هم المدنيون".

وعن توقيع اتفاق شنكال في التاسع من تشرين الاول ٢٠٢٠ بين الحكومة العراقية واقليم كردستان على ان تقوم قوات الامن العراقية بحفظ الامن بقضاء شنكال، واخراج قوات وحدات حماية شنكال منها، ودوافع  الحكومة العراقية لتنفيذ هذه الاتفاقية الان، قال الكاتب ساطع راجي "المواجهة العسكرية بهذا الاتساع حدثت فجأة، فرغم ان التوتر قائم وشهدت شنكال سوابق للاحتكاك المسلح، الا ان شن حملة مسلحة بهذا الحجم لم يكن له مقدمات كبيرة وواضحة، ودليل ذلك هو ان السكان لم يغادروا الا بعد بدء العملية العسكرية، ربما لان الاحتكاكات البسيطة والتحشيد العسكري الدائم دفع الى استبعاد حدوث مواجهة واسعة تصل الى مستوى الاقتحام

ولا بد هنا من الاشارة الى تزامن العملية في شنكال مع قصف تعرضت له مناطق في اربيل مؤخرا، وقضية تصدير غاز كردستان والخلافات الدائرة حوله".

كما واشار ساطع راجي الى  موقف الرأي العام العراقي من هذه الهجمات،بالقول "كان توقيت العملية العسكرية في أول أيام العيد مؤثرا على ابعاد القضية عن اهتمام المواطنين، وبصراحة هناك احادية اعلامية حيث تصدر البيانات والتحليلات من جانب واحد، بينما تغيب رؤية ودفوعات وحدات حماية شنكال ومن معها اعلاميا، بينما في الاعلام المتحزب تتناحر القوى العراقية بحسب علاقاتها الميدانية في سنجار بالنسبة للقوى التي لديها اجنحة مسلحة، كما تنعكس الازمة السياسية بين التيار الصدري والاطار التنسيقي على تقديم الازمة، وهو ما يجعل القضية موضوع خلاف داخلي، لكنه خلاف محدود بين الاعلام الخاص للطرفين، وباختصار ان الهجمات لا تشغل الرأي العام كثيرا وهناك اسباب كثيرة وراء هذا الموقف".   

وتطرق الكاتب ساطع راجي خلال حديثه الى المساعي التركية العراقية في القضاء على مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في شنكال مؤكدا على وجود مصالح متبادلة لكن ليست بالضرورة ان تكون متطابقة وقال: "طبعا هناك مصالح تركية عراقية في ضرب مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في شنكال، لكنها ليست بالضرورة ان تكون متطابقة، فتركيا تريد التمدد داخل العراق وتصفية قوى القضية الكردية المتمثلة بحزب العمال الكردستاني، اما عراقيا فوضع شنكال بالتأكيد نموذج على وضع امني وسياسي مختل، وطبعا تتم الاشارة دائما في هذا السياق للفوضى الامنية والتداخلات في كل محافظة نينوى التي تتبعها شنكال اذ تبدو خارج سلطة الدولة بغض النظر عن الملابسات وهو مبرر السلطة للتدخل عسكريا لكن ايضا هناك ضغوطات الحزب الديمقراطي الكردستاني، وازمة تشكيل الحكومة.

ولا بد هنا من الاشارة الى فشل الحكومات العراقية في تطبيع الاوضاع في شنكال منذ تحريرها من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، حيث بقيت آثار الاجتياح الداعشي وما رافقه من كوارث انسانية لحقت بالايزيديين خاصة قائمة في المنطقة، ويبدو ان لا احد يهتم بضحايا داعش وتمكينهم من استعادة حياتهم بل انهم اليوم يتعرضون للتهديد والنزوح مجددا، وهو ما يعني ان شنكال قد تتحول الى منطقة خالية من السكان تمهيدا لاحداث تغيير ديموغرافي فيها".

 وفي ختام حديثه اكد الكاتب ساطع راجي ان الشعب العراقي يرفض الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على اراضيه وقال "القصف التركي مرفوض عراقيا والمبررات التي تقدمها انقرة غير مقنعة للعراقيين الذين يعرفون جيدا ان القضايا الكبيرة ومنها القضية الكردية لاتحل بهذه الطريقة، وارى ان تركيا تحاول جعل القضية الكردية مسألة أمنية فقط وهي لا تتعلق بمواطنين في تركيا بل بتنظيم مسلح يتواجد في دول مجاورة، وهذه مغالطة كبيرة وغير مقبولة".