واشار المواطن كاميران حسن مهدي ،بأنه تأثر بمقاومة حزب العمال الكردستاني ضد جيش الاحتلال التركي الذي شن هجماته بعشرة آلاف جندي وبالدبابات ومروحيات الهليكوبتر على جبل باكوك في 1 نيسان 1988، وبهذه الطريقة تعرّف على حركة حرية كردستان، وانضم إليها عام 1990، من خلال نشاطاته وروحه الوطنية.
وقال كاميران حسن مهدي، الذي لا يزال مستمراً في نضاله، إن مقاومة باكوك التي أبدى فيها الكريلا مقاومة عظيمة كانت لها صدى ليس فقط في شمال كردستان وإنما أيضاً في قامشلو وعامودا ودرباسية وجميع مدن روج آفا حيث وهبت روحاً جديدة للشعب.
وذكر مهدي إن مقاومة باكوك أثرت على أهالي منطقة الجزيرة مثل قفزة 15 آب، قائلاً: تقع ولاية ماردين على الحدود مع قامشلو، عامودا، تربسبية ودرباسية، كما أن باكوك محاذية لقامشلو، وفي الواقع فأن سكان ماردين وسكان روج آفا اولئك الذين على هذا الخط هم أقارب، كما وانه في ذلك الوقت كان يسمح بالمرور من سوريا إلى تركيا وبالعكس ، وكان عمري آنذاك 16 عاماً، كنت شابا مفعماً بالمشاعر الكردايتية، وسمعت عما حدث عن مقاومة عظيمة في جبل باكوك بعد فترة وجيزة من أحد أقاربي وقد تأثرت كثيراً، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك تلفاز أو راديو، حيث سعى العدو جاهداً للتستر على الحقيقة وتشويهها، إلا أن المقاومة العظيمة التي ابداها المقاتلون انتشر صداها، وكان مقاتلو القائد يناضلون ايضاً بين الشعب في روج آفا، حيث يتحدثون عن هذه المقاومة خلال زياراتهم لمنازل الوطنيين".
المقاومة ولدت حماساً كبيراً في نفوس الشعب
وصرح كاميران مهدي أن الحرب و المقاومة التي اندلعت في باكوك كان لها تأثير على منطقة الجزيرة وجميع مدن روج آفا مثل قفزة 15 آب، وقال: أن قفزة 15 آب كان لها تأثير كبير، لكن من الناحية الجغرافية ونظراً لأنه حدثت في مكان بعيد، لم يسمع به الجميع في ذلك الوقت، حيث سمع رفاق الحركة والشخصيات السياسية عن قفزة 15 آب، ولكن عندما سمع الشعب عن مقاومة 20 مقاتلاً ضد 10 آلاف جندي من جيش الاحتلال في باكوك ولدت حماساً كبيراً في نفوس الشعب، وقد خلقت هذه المقاومة ثقة وإيمان كبيرين لدى الشعب، وأكسبتهم معنويات عالية، وفي ذلك الوقت كنا لانزال صغاراً، حيث اجتمع الرفاق فيما بينهم، وكنا لا نعرف بأنهم مقاتلو الكريلا، كنا نقول، أن المقاتلين الكرد قدموا مقاومة عظيمة ضد الجيش التركي الذي يمتلك الدبابات، المدافع والطائرات حيث أن آلاف الجنود من جيش الاحتلال شنوا هجوماً على المقاتلين الكرد، لكن الجيش هُزم، ابتهجت قلوبنا، وتأثرت بهذا الوضع وزادت ثقتي بنفسي وبشعبي كثيراً".
مقاومة باكوك و حزب العمال الكردستاني منحتنا ثقة كبيرة
كما استذكر كاميران مهدي أنه في أوائل الثمانينيات، بدأ القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني النضال في روج آفا، لكن في ذلك الوقت كان معظم سكان المنطقة يؤيدون الأحزاب التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني وقال: "في ذلك الوقت، كان معظم سكان روج آفا رفاق للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، وكذلك كانت عائلتي، في الواقع، كان الشعب يؤيد الحزب الديمقراطي الكردستاني بمشاعر كردايتية هي بسبب عدم وجود حركة كردية قبل حزب العمال الكردستاني، فعندما انتفض البرزانيون، قدم شعب روج آفا ايضاً دعماً كبيراً لأنها كانت انتفاضة كردية، ولكن بعد أن تخلى الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK عن أسلحته عام 1979 خلق نوعاً من خيبة الأمل وعدم الثقة، و خلال مقاومة باكوك والمقاومات التي تلت ذلك، شوهد أن مقاتلو حزب العمال الكردستاني وبأعداد صغيرة جداً يقاومون بشكل ملحمي ضد جيش الاحتلال التركي الفاشي، فكان هذا شيئاً كبيراً بالنسبة لنا، لقد رأينا الانتصار في هذا، وزاد الإيمان بالنضال مرة أخرى بين الشعب، وبدأوا يجتمعوا ويلتفوا حول النهج الآبوجي، وبعد سماع صدى المقاومة عام 1988 تأثر الشباب أكثر من غيرهم، حيث كانت هناك مشاركة كبيرة في صفوف مقاتلي الكريلا من طلاب جامعات حلب ودمشق، حيث جعل هذا الوضع شعب روج آفا أكثر تعلقاً بالحركة".
الأحزاب المؤيدة للحزب الديمقراطي الكردستاني بدأوا بحملة تشهير ضد المقاومة والكفاح المسلح
وأشار كاميران حسن مهدي إلى أن الأحزاب المؤيدة للحزب الديمقراطي الكردستاني بدأوا بالتشهير ضد حركة حرية كردستان والكفاح المسلح بعد انتشار ملحمة باكوك تماماً كما فعلوا بعد قفزة 15 آب، قائلاً: وزعوا منشورات معارضة بعد قفزة 15 آب، وكانوا يقولون: "هذا ليس وقت للحرب، هذا خطر كبير على الشعب الكردي"، حيث انتفضوا ضد المقاومة الكردية، ولم يرغبوا في الاستيقاظ من سباتهم وأن يناضلو ضد المحتل، كان نهجهم على هذا النحو، حيث كانت رغبتهم الوحيدة ألا يستيقظ المجتمع التركي من سباته ومواصلة سلطته على الشعب الكردي، وقد ظهر نفس النهج عندما سمعوا ببطولة الكريلا في باكوك، حيث بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب المؤيدة له بالتشهير ضد الحركة، وقاموا بنشر إدعاءات كاذبة، لقد حاولوا منع الشعب من الالتفاف حول حركة الحرية، لأن الشعب تأثر بأفكار القائد آبو وتجمعوا تدريجياً حول الحركة".
استفزازات وهجمات الحزب الديمقراطي الكردستاني متواصلة كالسابق
وأوضح مهدي أن نهج وموقف الحزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب المؤيدة له تجاه الكرد وحركة حرية كردستان الذي أظهروه في قفزة 15 آب ومقاومة باكوك لم تتغير وأظهروه مجدداً تجاه ثورة روج آفا وحركة الحرية، وقال: نهجهم في روج آفا هو نفسه، حيث حدثت ثورة في روج آفا، وتم تأسيس الإدارة الذاتية، وكان هناك العديد من الهجمات والمقاومات التي شهدها المنطقة، لكن لم يكن هناك أي دعم، وحتى لم يعترفوا بالإدارة الذاتية، على العكس من ذلك، فقد تواطؤ مع دولة الاحتلال التركي، حيث شن الاحتلال التركي هجماته العدوانية على روج آفا، واحتل عفرين، سري كانيه وكري سبي، وفي المقابل تواطئت الأحزاب المؤيدة للحزب الديمقراطي الكردستاني مع الاحتلال، كما تحتل الدولة التركية جبال جنوب كردستان منذ عدة سنوات، ويقاوم المقاتلون الكريلا ضد ذلك، وفي المقابل يتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع دولة الاحتلال التركي للقضاء على الحزب العمال الكردستاني الذي يمثل الشعب الكردي، كما ويحاصرون مقاتلي الكريلا ويتسببون في استشهادهم، لذلك فأن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو المسؤول الوحيد عن استشهاد هؤلاء المقاتلين والمقاتلات حيث كانت تحارب الكرد بشكل علني، والآن تقوم بذلك بشكل سري، في المقابل تردنا معلومات تفيد بأنه يستعد للمشاركة في الحرب بشكل علني.