جيا كرد: الاستخبارات التركية والسورية تعملان معاً للقضاء على الإدارة الذاتية

صرح بدران جيا كرد أن حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية من خلال مخططها في القضاء على روج آفا، تحاول الاتفاق مع دمشق، وقال" عبر هذه اللقاءات تحاولان الاتفاق على معاداة الإدارة الذاتية وروج آفا.

تحدث بدران جيا كرد، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا،عن آخر تطورات الحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، والهدف من هذا الحصار، والاجتماعات بين الاستخبارات التركية (MÎT) والمخابرات السورية، والعديد من القضايا الأخرى لوكالة فرات للأنباء (ANF).

وأوضح جيا كرد بخصوص أن تأثير الحصار المفروض على الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية مستمر كأزمة، وقال: "هذه الأزمة تؤثر أيضاً على قامشلو والحسكة، نحن في الإدارة الذاتية لا نريد أن تتفاقم الأزمة والفوضى، لكن النظام يعمق هذه الأزمة بسياساته،

 منذ أيام نحاول حل الأوضاع في الشيخ مقصود والأشرفية، وفي قامشلو والحسكة، لكن حتى الآن لم يطرأ أي تغيير على نهج النظام، أرادت روسيا إرسال وسيط لمنع تفاقم الأزمة، وبحسب آخر المعلومات التي تلقيناها، فقد زاد النظام من قوته في الفرقة الرابعة، إذا قال النظام "عليكم أن تفعلوا ما أقوله، هذا خداع" فهذا سيدفعنا إلى اتخاذ بعض الخطوات، لا نريد أن تصبح المشكلة أكبر من اللازم، سنناقش أيضاً المواقف المختلفة، النظام السوري مسؤول عما سيحدث،

 لأن هناك حصار على مئات الآلاف من السكان الذين يعيشون في الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، هذه الممارسات تهدف لكسر إرادة شعبنا هناك واستسلامه، يريدون فرض سياساتهم وأهدافهم، لقد اتبع النظام هذه السياسة لسنوات طوال ولم يفعل شيئاً لحل المشاكل في سوريا، بل على العكس، فقد عمق المشكلة، لقد رأينا أمثلة على ذلك في الغوطة وحمص، الآن يحاولون اتباع نفس السياسة في الشيخ مقصود والأشرفية والشهباء، هذه السياسة تؤدي إلى التغيير الديمغرافي والهجرة.

لن يستطيعوا كسر إرادة حيي الشيخ مقصود والأشرفية

لذلك لا يستطيع النظام كسر إرادة الشعب في هذه الأماكن، لقد خاض أهالي الشيخ مقصود والأشرفية على وجه الخصوص صراعاً سياسياً ودفاعياً ضد الجماعات المتطرفة، وسقط في تلك الأحياء المئات من الشهداء في الدفاع عن أراضيهم، لذلك فإن مثل هذه السياسات لن تكون قادرة على كسر إرادة شعبنا، لن ينتصروا في وجه مقاومة شعبنا، على النظام أن يجلس مع مكونات المنطقة وإعادة النظر في سياساته، لكن النظام يواصل في اتباع نفس النهج الأحادي، فهو لا يعترف بإرادة الشعب في تقرير مصيره، هناك ويقول "ستكونون جميعاً مثلنا" ويريد إعادة فرض سيطرته على تلك المناطق، هذه السياسة الخاطئة لن تؤدي سوى إلى مشاكل كبيرة في سوريا، يجب أن يأخذ إدارة كل منطقة لنفسها بعين الاعتبار، أو سيفقد أشياءً أخرى يملكها، ولهذا لا يمكن القبول بهذا الحصار، تلك المناطق كانت مركز النضال الديمقراطي في سوريا وروج آفا لسنوات.

في الآونة الأخيرة، أقام النظام بعض العلاقات مع بعض الدول العربية ويعتقد إن الوضع سيكون على ما كان عليه من قبل، إذا فكر على هذا النحو فهو يخدع نفسه، يستحيل على النظام العودة إلى وضعه السابق والسيطرة على كل شيء، النظام لم يحل أي مشاكل في جنوب سوريا ولن يتمكن من حلها في حلب والشهباء".

اللقاءات بين الاستخبارات التركية والسورية

وأفاد بدران جيا كرد، أن النظام يعتقد أن العالم كله مشغول بالحرب بين أوكرانيا وروسيا، وقال: "في هذا الوضع يريد زيادة الضغط وفرض الاستسلام عليهم ودخول هذه الأحياء، ويسعى عبر مفهومه الطاغي والاستبدادي، النيل من خصوصية تلك الأحياء، الشيء الآخر، يبدو أن لقاءات عديدة جرت بين الاستخبارات التركية والنظام السوري، بالطبع هذا ليس بشيء جديد، منذ فترة يريد كلا النظامين الاقتراب من بعضهما البعض، الشيء الوحيد الذي سيجمع بين نظامي دمشق وأنقرة هو الموقف المعادي لإرادة شعب شمال وشرق سوريا، تريد تركيا الآن القضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية وشعبنا.

على مدى إحدى عشر عاماً، ارتكب نظام أنقرة العديد من الجرائم، من سرقة ونهب ومجازر واحتلال عبر سياساته القذرة في سوريا، ما فعله في عفرين وسري كانيه وكري سبي وأجزاء أخرى من سوريا واضح، إذا تحالف نظام دمشق مع الدولة التركية، فسيعني ذلك أنه لم يرىَ وتجاهل هذه الانتهاكات من قبل الدولة التركية، اليوم توحدت الحكومات المستبدة ضد مصالح شعبنا، وهذا يشكل خطراً كبيراً على شعوب منطقتنا وشعوب سوريا بالمجمع".

وتحدث بدران جيا كرد أيضاً عن اللقاءات بين الاستخبارات التركية والمخابرات السورية وقال: "هذا اللقاءات منذ فترة على جدول أعمالنا، نحن نتابع هذا الوضع، لم تنقطع علاقتهم مع الاستخبارات التركية قط، في الآونة الأخيرة، يريدون رفع هذه العلاقات الاستخباراتية إلى مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية، وحسبما نعلم أن روسيا تقوم بالوساطة، وهذا ما يحدث من أجل إخراج نظام دمشق من الحصار السياسي والدبلوماسي وتعزيز علاقاته مع الدول العربية، وكذلك لتحويل العلاقات مع الاستخبارات التركية إلى علاقات سياسية.

إن مخطط حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ضد روجآفا واضح جداً، تعمل للقضاء على الإدارة الذاتية ومناطقنا، من أجل تلقي الدعم، تعمل وتقيم علاقات مع الجميع بما فيها دمشق ودول الناتو وروسيا، تريد خلق فرص لهجمات جديدة، من اجل هذه القوة التي دخلت في مرحلة الانتخابات، فإن الإنكار والتدمير ضروريان، إنها تعمل على مدى 24 ساعة في اليوم من أجل إقامة العلاقات والتحالف ضد الشعب الكردي وإبادته، كما هو معلوم، فإن الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا لم تتوقف قط، تقوم بالهجوم بالطائرات المسيرة وقذائف الهاون وتقتل المدنيين".

النظام ليس مستعداً من أجل الحوار

وبخصوص المحادثات بين روج آفا ودمشق، أفاد بدران جيا كرد، إنه لم يتم عقد أي لقاء بين الإدارة الذاتية ودمشق، وقال: "النظام لم يكن جاهزاً من أجل إجراء الحوار، النظام عاد إلى كل مؤسساته في مناطق الإدارة الذاتية، لذلك لم يحدث أي حوار، فيما يتعلق بحلب والشهباء، والوضع في قامشلو والحسكة، بذلت قواتنا الأمنية وروسيا بعض الجهود لحل المشكلة، لكن حتى الآن لم يقم النظام بأية خطوة، مع تزايد الحصار، لن نسمح أبداً بكسر إرادة شعبنا، ولذلك ، على الرغم من أننا لا نريد ذلك، فإننا مجبرون على القيام ببعض الإجراءات الضرورية، ويجب على روسيا أن تقوم بدورها ومهمتها بجدية في هذا الصدد، والحيلولة دون تفاقم هذه المشكلة".

موقف روسيا والولايات المتحدة الأمريكية

وأوضح بدران جيا كرد، أنه يُراد أن تتفاقم الأزمة في المنطقة وقال:" روسيا منعت فتح معبر تل كوجر، التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية لم تبدي أي موقف حيال حصار، بالرغم من انها صرحت عدة مرات بأنها ستستثني المنطقة (روج آفا) من عقوبات قيصر، إلا أنها لم تخطو خطوة على الواقع، في هذا الشأن لا أستطيع قول شيء، المعابر مغلقة والحصار مطبّق من كل الجهات وفي كل المجالات".

كما أفاد بدران جيا كرد أنه من خلال الحصار الاقتصادي وهجمات دولة الاحتلال التركي يريدون بث الفوضى في المنطقة وقال:" يريدون أن ينتفض الشعب ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية، فلو تم مثل هذا الأمر، فستستفيد داعش من ذلك، الجميع يرى أن داعش كيف أعادت تنظيم نفسها، وتتخذ من المشاكل في المنطقة كفرصة لها، في هذا الصدد فإن التحالف الدولي وروسيا هم المسؤولون عن ذلك، سياسة العداء لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية سوف تزيد من تفاقم المشكلة وتواصل داعش هجماتها، على الجميع أن ينظر الى المسألة بهذا الشكل".