"جرى اختطافي بإرادة مشتركة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية"

جرت عملية اختطافي من عاصمة كينيا بالكامل بإرادة مشتركة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ولعبت الحكومة اليونانية أيضاً بالدور الأكثر دناءة.

كانت أثينا أول عاصمة قد صُلبت فيها، حيث أرادت أثينا، بروح جبانة وثقافة الانتقام الأعمى أو بسبب دهشتها، الانتقام وتعويض آلام فقدان هيمنتها التي امتدت لثلاثة آلاف عام، وسعت لتحقيق نصر رخيص وبدون مبدأ ضدي، وعندما أدركت أن هذا لن يكون ممكناً، أظهرت دناءة غير مسبوقة وانخرطت في خيانة مع الحكومة التركية، كما لو أني ملكاً خاصاً لها أو كـ كهدية أو كـ كبش فداء، مقابل الحصول على بعض التنازلات في قبرص وبحر إيجه، ولم تُشهد مثل هذه الخيانة عبر التاريخ ولا يوجد مثل هذا العار في أي مكان، وبزعم أنها عضوةً في الاتحاد الأوروبي، لكنها ارتكبت جريمة قانونية، حيث إن لا أخلاقيتها وجريمتها واضحة جداً، دون أن توضح أي حجة على ذلك، وإذا تطلب الأمر، يمكن إثبات هذا الأمر بالكثير من الشواهد والتصريحات.

لقد كتب الكاتب اليوناني كازانتساكيس رواية "إعادة صلب عيسى من جديد" منذ فترة بعيدة، لكن المكانة التي أشغلها، هي ليست مكانة شخصية، بل صلبوا بفعلتهم هذا الملايين من الشعب الكردي ذوي الإرادة الحرة والمرتبطين بقائدهم، قد يعتبر اليونانيون أنفسهم ماكرون للغاية منذ عهد الإله زيوس، ويمكن لابنتها آثينا أن تتنكر بزي ديفوبوس عبر الحيل والمكائد، وتقضي عليه، وبهذه الطريقة، يمكنها فتح أبواب الأناضول، وهذه حقيقة موجودة في الأساطير أيضاً.

وقد نصبوا لي هذا الفخ قبل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والقرن العشرين، ما كنتُ لأهتم، لو كانوا قد قتلواني وارتكبوا ذلك عبر المؤامرة، ولكان هذا الأمر وفقاً لثقافتهم، ولكن كيف تجرأوا على تقديمي كهدية ليس لها وجود في أي كتاب إنساني أو ضمن أي مبدأ من المبادئ الأخلاقية، رغم آلام ثلاثين ألف شهيد ودموع أمهات الشهداء، في حين كانوا يتأملون مني شيئاً ما، كيف قاموا بتسليمي لفرق الحرب الخاصة التركية؟ التي يقف ورائهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كلينتون وهو الذي أصدر الأمر بذلك (وقد كشف المستشار الخاص بليندكن عن هذا الأمر)، وقد نفذت الحكومة اليونانية هذا الأمر.

وقد كان كلينتون يرزح تحت ضغوط محاكمة فضيحة مونيكا في ذلك الوقت، ولكي يتخلص من فضحية مونيكا، ارتئ أن يقوم بإرادة تسلمي، ولما كان من وظيفة الحكومة اليونانية القيام بذلك، لقد قاموا بكل شيء من أجل دعم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وإلا فما كان قد تمكنوا من أخذ هذا التصرف اللا أخلاقي وغير القانوي بعين الاعتبار، ولما كان لإسرائيل الحق في التضحية بي من أجل بناء توازن استراتيجي.

إن النبي إبراهيم عليه السلام، هو النبي الأول الذي ألغى التضحية في الدين، وكان ينبغي على جهاز الموساد عدم الانخراط في عملية التضحية احتراماً لذاكره، وكان يتوجب أن يكون هناك حداً أخلاقياً للتفوق، وعلى الأقل، كان ينبغي على الحكومة اليونانية ألا تشارك في هذه اللعبة القذرة، وما كان ينبغي عليها أن تستخدم كـ كردي مثلي كقنبلة ذرية حية، وكان يجب عليهم أيضاً أن يحسبوا حساباً أنه يوماً ما سيعود الكرد إلى رشدهم وسيكونون قادرين على تنظيم انتقامهم، ولتوجب أن تحسب هذا الاحتمال ولو كان واحداً في الألف.  

كان يتوجب ألا تقوم بهكذا دناءة بهذه الجريمة، التي تضع روح عيسى المسيح من جديد على الصليب، وكان يتوجب عليهم ألا يكونوا المعاصرين ليهوذا الإسخريوطي، وأسوأ ما في الأمر، هو أن لما توجب إخفاء هذا الفسق بهذه التصريحات المخادعة، لن أطيل في الإسهاب، فالصليب الذي تم إعداده في آثينا، ودق المسمار الأول، فإن معناه الإنساني والتاريخي هو هذا السياق، وإذا كانت هنالك حاجة للعدالة، فيجب أخذ جوانبها السياسية والقانونية بعين الاعتبار.   

وتم دق المسمار الثاني في موسكو، لم أتفاجئ مقابل هذا الأمر ولم أشعر بالإنزعاج، فبرأي، إن الانزعاج ليس له معنى بهذا القدر، لم أكن أتصور أن يكون لدى الروس، البعيدين عن القيم العليا، اهتمام إنساني وأخلاقي، حيث أوضح الروس في ذلك الوقت، بأنهم يمكنهم التضحية بكل شيء في سبيل المال، فإن روسيا التي هي عضوة في المجلس الأوروبي، كانت قد وافقت على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، لهذا السبب، لم تقبل طلبي للجوء، والذي تمت الموافقة عليه بأغلبية 298 صوتًا مقابل صوت واحد في برلمانها، وقامت بترحيلي من روسيا، وهذا أمر غير قانوني، وهذا الأمر له علاقة مع الاتحاد الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.     

وفي روما، التي تُعتبر العاصمة المقدسة لأوروبا، دُق المسمار الثالث على مرأى من عين البابا، على الرغم من أن الرجل العظيم، القديس بولس، كان أول مسيحي يُقتل في روما، إلا أنه لم يكن ينبغي أن تُفرض عليَّ مرحلة أسوأ من الموت، وتدعي أوروبا وروما هذا الأمر، آلا وهو تمثيل الحضارة المعاصرة، وما كان ينبغي لروما أن تقوم بهذه الفعلة للمرة الثانية ضد القديس بولس قبل العام 2000، وأنا أيضاً كنتُ مثله قادماً من دمشق، وكنتُ سأخبر بعض الحقائق عن الحضارة، بقدر ما أستطيع، لماذا وصلوا إلى تلك النقطة التي لم يقبلوا بها؟    

لقد تعاملو بغدر ضدي على مدى  66 يوماً، كما لو أني موضوع في قفص حديدي، وكنتُ سأتحدث عن وجود ورغبة الحرية لأقدم شعب في التاريخ والذين لم يتم القبول بعد باسمهم ولا الاعتراف بحقوقهم الإنسانية، ومن الواضح جداً أن هذا المطلب هو حق ديمقراطي وفقاً للقيم السياسية والقانونية لأوروبا، لكن لم يبدوا أي احترام لهذا الحق، ولكي يتم اختطافي، فعلوا كل شيء، وقاموا بجميع الوظائف النفسية للصلب، وينبغي على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التركيز على هذا الأمر وتحاسب لماذا حصل هكذا حالة من هذا القبيل في روما، التي أعطت شكلاً وروحاً للاتحاد الأوروبي.    

لقد جرى اختطافي من كينيا بإرادة مشتركة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأوكل الدور الأكثر دناءة للحكومة اليونانية، ويطول الحديث عن القصة ، لقد تحدثتُ قليلاً عنها، وإذا تطلب الأمر، يمكنني الحديث شفوياً عن هذا التسليم في كينيا بطريقة مسهبة وتفصيلية للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ومن أكثر أعمال المؤامرة قذارةً هو حمل النعش والصليب من قبل آكلي لحوم البشر في إفريقيا، أي من قِبل كينيا، ومن المفترض أن أوروبا نظيفة ولكن كينيا هي من ارتكبت جريمة! من الواضح أن أوروبا اكتسبت الخبرة الكافية لخلق الصراع بين الشعوب، حيث قامت هنا بلعب دور الجلاد السياسي البسيط، وباعتبار أن يخشون من الرأي العام والقانون، فقد لجأوا إلى استخدام هذا التكتيك، أي أن العمل القذر لا يحدث في أوروبا، وإن حصل، فإن ذلك سيحدث بين أكلي لحوم البشر!      

إن دور الولايات المتحدة الامريكية واضح في كينيا، كما أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قد تبنى دروه وقرارة التسليم، فبرأي، إن الاستخبارات اليونانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية قد قامتا بهذا الأمر ليس محبةً لتركيا، فبرأي، أردوا أن يكون موتي على يد الأتراك، وهذا الأمر كان هدفهم الاستراتيجي، ووفقاً لي، ‘ن موقف البريطانيين على هذا الحو أيضاً، وباعتبار أنني كمقاوم قوي لم أبدي العداء للأتراك وكان تعامل الجيش التركي حذراً بعض الشيء، فقد سُد الطريق أمام تفجير قنبلة كانت ستقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في شخصي، وتم منع وقوع هذا الأمر، الذي كان يؤمل بأن يكون القرن الحادي والعشرين قرن الحرب الكردية-التركية، لكن من الواضح جداً أن هذه المؤامرة دنيئة وحقيرة جداً، وحتى أنها ليست موجودة في الألعاب البيزنطية، وبأعتقادي، ينبغي على كل من الكرد والأتراك أن يروا هذا الجانب من المؤامرة.

لقد لعبت إسرائيل دوراً واضحاً فيما يتعلق بعزلتي وتسليمي، وقد رأت وجودي في الشرق الأوسط وخلق خط جديد في الحركة الكردية كمنافس من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لها، فعندما يتم الحديث عن الحركة الكردية، تعتبر إسرائيل القوى الكردية في العراق أساساً بالنسبة لها وتحاول دمج جميع الكرد في شبكة استراتيجية عبر علاقات متعددة الأطراف، وباعتبار أنني قمتُ بتقسيم هذه الشبكة، وتحركتُ بشكل مستقل، وقمتُ بتضييق الخناق على الساحات المقربة منهم، فهم بالمقابل، قاموا ببناء استراتيجية فيما يخصني في العالم، وافترض جدلاً بأنني لستُ مرغوباً أكثر من عرفات وفقاً لإسرائيل، وبسبب هذه الأسس، قامت ببناء تحالف استراتيجي مع تركيا، وفي رأيي، إن هذا هو خط اليمين الإسرائيلي، إلا أنه ليس من الواضح إلى أي مدى تم تبنيها من قبل خط شيمون بيريز الذي يمثل اليسار.    

لقد قامت إسرائيل قبل 9 أكتوبر 1998 بالهجوم عليّ، حيث إنها على علم بتفجير 6 آيار 1996 وقد قدمت الدعم لذلك الأمر، وينبغي التركيز إلى أي مدى تم الاستعانة باليونان كمقاول، فعندما أرسلني رئيس الوزراء بريماكوف إلى موسكو، كان لهذا الأمر علاقة باللوبي الإسرائيلي واليهودي، أتذكر أنه كان قد جاء أرييل شارون في آخر مرة، وقد مارست إسرائيل الضغوط على إيطاليا عبر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن واقع اليهود أيضاً أصدر أمر الاستسلام.

وإنني أشبه هذا الموقف لإسرائيل بما فعلوه لموسى، وأريدُ دائماً أن يكون للشعب اليهودي مكاناً في الشرق الأوسط الديمقراطي، وأكنُ الاحترام للقوة العلمية والفن والفلسفة اليهودية، فالأمور التي ارتكبوها بحقي، سيرون يوماً بعد يوم أنهم قد أضروا بأنفسهم، وكلما رأى الكرد هذه الحقيقة، فسوف يكسبون قوتهم، وسيثبتون أنه بمقدورهم تحقيق العدالة    

يُتبع...

تم الإعداد من مرافعة القائد عبدالله أوجلان