حزب سوريا المستقبل: الواجب الأساسي لكل حزب ومؤسسة هي حماية قيم الشعب

لفت فرحان حاج عيسى رئيس مجلس حزب سوريا المستقبل في اقليم الفرات الانتباه إلى خطط أردوغان في تغيير ديمغرافية المنطقة مشيراً إلى أنه لا فرق بين الاحتلال التركي والاحزاب والقوى الخائنة في المنطقة.

ان عفرين مدينة كردستانية، بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ونتيجة لاتفاقية سايكس بيكو (29 نيسان 1916) تم تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء وبقيت عفرين ضمن الجزء الذي وقع ضمن حدود الدولة السورية من جهة الغرب، وبعد ان وصل النظام البعثي الى السلطة اتبعت سياسة الابادة والصهر والانكار ضد الشعب الكردي في الاماكن التي كان موجوداً فيها والتابعة للحكومة السورية، حيث بالمقابل قام الشعب الكردي في عفرين بمقاومة النظام الشوفيني البعثي ودافعوا عن لغتهم وثقافتهم.

كما قام الشعب السوري بالانتفاضة ضد النظام البعثي عام 2011 بدأ الشعب الكردي أيضاً بثورة ضد ذلك النظام وتم تحرير عفرين من النظام البعثي في 20 تموز عام 2012  وبدا الشعب في عفرين في تشكيل مؤسساتهم ومجالسهم وتم اعلان الإدارة الذاتية في عفرين يوم 29 كانون الثاني 2014 لكن في 20 كانون الثاني 2018 هاجمت تركيا عفرين بدعم ومساعدة من روسيا  وبدأ أهالي عفرين  بالمقاومة في حين لم تحصل تركيا على النتيجة التي كانت تحلم فيها على مدى شهرين من القتال والهجمات ولكنها استطاعت هذه المرة بدعم من روسيا عندما فتحت لها المجال الجوي وهاجمت عفرين بالطائرات الحربية.

تسعى دولة الاحتلال التركي منذ احتلالها عفرين وحتى اليوم الى تغيير ديمغرافية المنطقة عبر سياساتها المختلفة وبسبب سياسة الاحتلال التركي الظالمة وهجماتها على عفرين اضطر 75 من سكان عفرين الى الهجرة وبهذا يريد الاحتلال توطين الغرباء في أراضي المنطقة وبالتالي يريد تدمير وإزالة الهوية الكردية من جذورها، كما أن جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة التركية وعصاباتها مستمرة في المنطقة كما تعرض العشرات من أهالي المنطقة للخطف والقتل منذ عام 2018 كما ويتم أيضاً نهب طبيعة المنطقة.

التغيير الديمغرافي جريمة حرب

وتحدث رئيس مجلس حزب سوريا المستقبل لإقليم الفرات فرحان حاج عيسى حول الوضع الاخير الذي تمر به عفرين، حيث أشار عيسى الى التغيير الديمغرافي الذي تقوم به دولة الاحتلال التركي في منطقة عفرين بأن هذا التغيير هو تدمير مجتمع صاحب قيم موجودة وتاريخ عريق وحلت محلها مجتمع غريب مجرد من كل اشكال التراث، كما ذكر عيسى ان التغيير الديمغرافي للمنطقة وحسب القانون الدولي تعتبر جريمة حرب وقال :" أن التغيير الديمغرافي يسعى الى تدمير كل الاشياء التاريخية الباطنية منها والظاهرية، كما انه يقطع صلة الوصل بين المجتمع وثقافته ولغته ووجوده، وهذا ما يجعله يتجرد من كل اشكال البنية الاساسية للجسد الكردي .

تدمر كل النتاجات التاريخية

كما اشار عيسى الى ان الشعب الكردي تعرّض لكل اشكال الظلم اللاإنسانية على مر التاريخ واضاف قائلا :" هناك عدة جرائم ارتكبت بحق الشعب الكردي كالقتل والتهجير وهذا الظلم تم تطبيقه اكثر على الشعب الكردي في العالم وفي الشرق الاوسط  ومن المعروف فانه عندما يريد عدو تدمير شعب يسعى في البداية الى تدمير آثاره التاريخية، وبهذا يقوم بإنهاء آثار وبقايا المستقبل والثقافة والوجود ولهذا السبب فإن دولة الاحتلال التركي تريد في البداية تدمير الاثار التاريخية مثل قلعة هوري ونهب جبال سمعان في عفرين كما تريد من جهة أخرى بالإتجار بتلك الآثار لإنهاء الآثار التاريخية للشعب الكردي والتي تدل على وجوده منذ الآف السنوات ".

يجب فضح المحتلين

وصرح عيسى بأن الواجب الاساسي للمنظمات السياسية التي تريد التعريف بنفسها بأنها تمثل الشعب وحماية قيمه وتابع حديثه بالقول:" يجب فضح والتشهير بكل من يريد التعدي على الاثار التاريخية، الحزب السياسي الذي لا يستطيع ان يحقق اهداف شعبه ليس حزباً سياسياً ولا يلعب دوره التاريخي فهو يلعب في هذه الاحيان دور العدو فيسمى هذا الحزب بالحزب الخائن ولا يختلف عن العدو، وكل حزب يقول انه يقوم بحماية المجتمع ويناضل من أجل حرية المجتمع يجب أن يبتعد عن مخططات العدو التي تحاك ضد الشعب الكردي ".

 يتم خطف الاشخاص بشكل يومي

كما صرح عيسى بأن بعض الاحزاب السياسية مثل المجلس الوطني الكردي (ENKS) يقولون بأن الوضع في عفرين هادئ جداً ويجب أن يعود الشعب إلى أرضه كما يقول عبد الحكيم بشار رئيس المجلس الوطني، لكن الشعب لن يعود بعد إن فر من القتل من هذه المنطقة للحفاظ على شرفه ووجوده، لأنه اليوم يتم اختطاف وقتل وانهاء الشعب في عفرين حتى التطاول على الشرف أصبح مباحاً هنا.

خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني

وتحدث عيس عن خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وقال :" يمارس الحزب الديمقراطي الكردستاني الآن الخيانة بشكل رسمي أمام انظار الشعب الكردي حيث ان تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع دولة الاحتلال التركي اكبر مثال على الخيانة حيث تم تسليم الالاف من السياسيين الكرد الى العدو بيد الخونة، وتم اعتقالهم واحتجازهم في سجون العدو كما تريد دولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني القضاء على الذين لا ينتهجون نهجهم وسياستهم .

يريدون توطين الغرباء عن المنطقة في عفرين

واشار عيسى الى دول مثل قطر، الكويت وإسرائيل التي لها يد في التغيير الديمغرافي وأنهى حديثه بالقول:" يريد الاخوان المسلمون تنفيذ هذا المشروع الذي تقوم به دولة الاحتلال التركي للقضاء على الشعب الكردي، كما أنهم يكرهون الشعب الفلسطيني المضطهد من قبل إسرائيل ولكنهم يدعمون دولة الاحتلال التركي في احتلالها عفرين وفي استيعاب الشعوب الغريبة عن المنطقة وتوطينها فيها، المشروع الذي يتحدث عنه الاحتلال التركي ويريد تنفيذه هو انها ستقوم بتوطين ثلاثة مليون لاجئ في شمال وشرق سوريا وبجميع مكوناتها الكردية والعربية وخاصة قسم من الشعب الكردي التابع لذهنية وعقلية دولة الاحتلال التركي حيث لها مصالح مشتركة مع دولة الاحتلال التركي .