وجاء حديث هيهان علي في حوار خاص لوكالة فرات للانباءANF حول الانتهاكات من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته في المناطق المحتلة بشكل ومقاطعة عفرين بشكل خاس، حيث نوهت من خلال حديثها بأن ما حصل في المدن المحتلة وخاصة عفرين يحصل امام مرآى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بكافة فروعها واختصاصاتها إلا انها لا تحرك ساكناً حيال تلك الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين،مشيرة في الوقت ذاته بأن المنظمة تقوم على توثيق كافة الانتهاكات والجرائم بكافة الطرق المتاحة ونشر هذه الجرائم على صفحات المنظمة المعتمدة.
وجاء في نص الحوار:
-تزايدت نسبة الانتهاكات ضد المرأة في عفرين بشكل خاص والمدن السورية المحتلة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها بشكل عام، برأيك ماسبب ارتفاع نسبة هذه الانتهاكات ضد المرأة بشكل خاص؟
ازدادت وتيرة الانتهاكات ضد المدنيين خاصة النساء في عموم المدن السورية المحتلة من قبل الدولة التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها وذلك بسبب سياسة التتريك والتغيير الديمغرافي الممنهج الذي تتبعه دولة الاحتلال في هذه المناطق والتي تعتمد في أولوياتها على الدين إلا أن هذه الانتهاكات وصلت إلى ذروتها في مدينة عفرين المحتلة وذلك لأن المرأة أثبتت جدارتها وقد وصلت إلى درجة من الوعي لتكون بجانب الرجل على قدم المساواة في كافة مجالات الحياة إبان الإدارة السابقة وهذا الانفتاح لدى المرأة العفرينية لا يخدم مشروع دولة الاحتلال التركي ويحول دون تحقيق أهدافه، كما أن المنظمات الحقوقية ووسائل الاعلام المحايدة لا يمكنها الدخول إلى المناطق المحتلة ورصد ما يحدث على أرض الواقع من انتهاكات مما يعطي اريحية وضوء أخضر لتلك الفصائل لفعل ما يحلو لها في سبيل تحقيق الاهداف التركية.
-كعضوة في منظمة حقوقية معنية بحقوق الانسان ماهي أبرز الانتهاكات التي قمتم بتوثيقها في المدن المحتلة ضد المرأة؟
نحن كمنظمة حقوقية قمنا بتوثيق العديد من الانتهاكات من قتل وخطف وتعذيب واخفاء قسري واعتقال تعسفي والعنف الجنسي بكافة اشكاله وانتشار ظواهر اجتماعية مغايرة لثقافة أبناء عفرين كتزويج القاصر خوفاً من خطفها من قبل الفصائل المسلحة بدافع الزواج أو الاتجار بهن، إلا اننا نواجه الكثير من الصعوبات في عملية الرصد والتوثيق حيث اننا نعتمد على شهود عيان او الضحايا الذين فروا مؤخراً من مدينة عفرين تحت ضغط التهديد والإرهاب، خاصة ان الاحتلال التركي يقوم بفرض طوق امني ومراقبة شبكة الاتصالات والضغط على الأهالي وابتزازهم وتهديدهم مما يخلق وضع نفسي يرثى له لدى الأهالي، لذا نقوم بإجراء جلسات دعم نفسي وكسب الثقة حتى يتم التوثيق كما هو مطلوب.
-هناك صمت دولي كبير من قبل المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان حيال كل مايجري من انتهاكات بحق المرأة في المدن المحتلة، برأيك ماسبب هذا الصمت؟
إن ما حصل في المدن المحتلة وخاصة عفرين يحصل امام مرآى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بكافة فروعها واختصاصاتها إلا انها لا تحرك ساكناً حيال تلك الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين والذي يظهر جلياً للعيان بأن هناك مصالح دولية وسياسية تتحكم بقرارات هذه المنظمات وتعرقلها في تحقيق العدالة المنشودة في عملها لتبقي ردود الفعل الدولية حيال ما يحصل حبراً على ورق في تقارير لا ترتقي إلى مستوى الإدانة.
-ماهي أبرز الإجراءات التي تتخذونها لإيصال هذه الانتهاكات والممارسات إلى المنظمات المعنية دولياً؟
ابرز الإجراءات التي تقوم بها المنظمة هي توثيق كافة الانتهاكات والجرائم بكافة الطرق المتاحة لنا اعلامياً وكتابياً ونشر هذه الجرائم على صفحات المنظمة المعتمدة، كما ويتم توثيق الحالات الفارة من منطقة عفرين في ملفات خاصة وتأمين التواصل بينهم وبين المنظمات الدولية المختصة بتوثيق هذه الانتهاكات وخاصة (لجان تقصي الحقائق-مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان) وبموجب ذلك تم اصدار تقرير من قبل لجنة تقصي الحقائق الدولية المعنية بالشأن السوري بتاريخ 18/9/2020 تشير فيه إلى ان هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية كما انها وضعت الدولة التركية في دائرة الاتهام بخصوص هذه الجرائم.