تحدث نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حسن كوجر، لوكالة فرات للانباء (ANF)، عن الممارسات الأخيرة التي يقوم بها الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، مثل اعتقال ممثلي الادارة الذاتية الذين ذهبوا إلى جنوب كردستان، مؤكداً انه موقف سياسي لا يصب في خدمة المصالح الكردية، داعياً حل القضايات عبر الحوار.
اوضح حسن كوجر إن اعتقال الحزب الديمقراطي الكردستاني لممثلي الادارة الذاتية الذين ذهبوا الى جنوب كردستان، ليس له سبب وهو إجراء خاطئ لا تقبله الادارة الذاتية، وقال: "نحن نؤمن بحل القضايا والمواضيع الخلافية عبر الحوار، واعتقال الديمقراطي الكردستاني لممثلي الادارة الذاتية دون سبب، إجراء خاطئ ناتج عن موقف سياسي تؤدي الى تفاقم الصراعات والتناقضات بين الاطراف والجهات الكردية".
وأردف: "نحن نريد توثيق علاقاتنا مع الادارة في جنوب كردستان وتقويتها، الا ان ممارساتهم هذه ومقارباتهم لبعض المواضيع الحساسة تؤدي الى تفاقم الصراعات والخلافات؛ إن ممثلي الادارة الذاتية قد ذهبوا الى جنوب كردستان لاستضافة بعض من الشخصيات الكردية الذين قدموا من أوروبا، إلا ان مصيرهم لا يزال مجهولاً، لذا نطلب من ادارة الاقليم بيان وضعهم ومصيرهم".
كما تطرق كوجر في حديثه الى التسهيلات التي يتم تقديمها للعصابات الارهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي واستخباراتها في التجول في الاقليم وجمع المعلومات، واستضافة إدارة الاقليم للعصابات الارهابية التي تمارس ابشع الجرائم في عفرين وباقي المناطق المحتلة من روج افا، وقال: "إدارة اقليم جنوب كردستان تقدم جميع التسهيلات للعصابات الارهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي ولاستخباراتها بالتجوال في الاقليم وجمع المعلومات عن حركة التحرر الكردستانية ومحاربتها، كما انها استضاف زعيم العصابات الارهابية الذي تلطخت يداه بدماء أبناء الشعب الكردي في عفرين المحتلة ووغيرها من المناطق المحتلة في روج افا، بينما تقوم باعتقال ممثلي الادارة الذاتية دون أسباب وجيهة أو تُهم موصوفة؛ هذا الأمر يؤلمنا جداً وهو أمر مرفوض تماماًَ ويترك لدينا استفهامات عدة!؟ كما نعده موقف سياسي ضد الادارة الذاتية في مرحلة يجب فيها التكاتف والتضامن، وهو لا يخدم القومية الكردية، لهذا نطالب الادارة وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني باطلاق سراح ممثلينا على الفور، من جهة اخرى يجب ان تكون إدارة الاقليم كموقف داعم لنا وان تحدد موقفها الوطني".
واشار كوجر إلى إن الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا قد أصدرت بياناً، نددت فيه بهذه الممارسات وطالبت باطلاق سراح ممثليها، وقال: "نطالب من الحزب الديمقراطي الكردستاني بتحديد موقف وطني حيال الهجمات الاحتلالية التي تشنها دولة العدوان التركي ضد جميع المناطق الكردية في عفرين وشمال سوريا، وكذلك حيال الهجمات الاحتلالية على جنوب كردستان، والتي احتلت ما يقارب 150 كم من اراضيها، وهذا يشكل تهديداً لاقليم كردستان، لان هذا الدعم والمساندة التي يقدمها الحزب الديمقراطي الكردستاني للدولة التركية يشكل خطراً على استقلال الاقليم".
وشدد كوجر على الأهداف الحقيقية للعدوان التركي على الشعب الكرد في جميع أجزاء كردستان، وقال: "إن الدولة التركية الفاشية تهدف لتوسيع احتلالها، وكلنا ندرك انها تتذرع باحتلالها هذا في محاربة "الارهاب"! وهذا امر عارٍ عن الصحة، ليس هناك شيئ اسمه ارهاب، هناك شعب يناضل من اجل حريته وحزب يطالب بحرية شعبه، هذا ليس ارهابا كما تدعيه الدولة التركية الفاشية، لان من يطالب بحرية شعبه ليس بـ إرهابي؛ فإذا كان الأمر هكذا، يعني أن الثورات التي حدثت على مدى التاريخ من اجل الحرية كله ارهاب؛ من غير المعقول ان تشن دولة الاحتلال التركي كل هذه الهجمات الاحتلالية على حركة التحرر الكردستانية التي تناضل من اجل ضمان حرية شعب مظلوم ومضطهد وترتكب ابشع انواع الجرائم والمجازر بحق الشعب الكردي، ويخرج إلينا الحزب الديمقراطي الكردستاني بهذا الموقف السلبي المتواطئ؛ ولذلك عليه مراجعة موقفه والتراجع عنه والبدء بالإجراءات التي من شأنها حماية المكتسبات التي حققها الشعب الكردي بنضاله الدؤوب".
ونوه كوجر إلى حساسية المرحلة وأهميتها التاريخية مشيراً إلى أن الظروف مواتية للشعب الكردي من أجل تأسيس نظام ديمقراطي وانجاز مكاسب سياسية تخدم مصالحه، ولا بد للقوى والأطراف الكردستانية، استغلال هذه الظروف ولعب الدور الإيجابي في حماية هذه المكاسب وتطويرها".
واوضح نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا حسن كوجر، ان العالم يدرك ان الدولة التركية هي اكبر داعم للإرهاب وهي تهدف لاحياء الامبراطورية العثمانية في توسيع احتلالها وقال: "الجميع يدرك ان الدولة التركية هي الحاضنة الرئيسية للإرهاب، لماذا إذاً يتم تشريع الهجمات التي تشنها ضد شعبنا؟. الحزب الديمقراطي الكردستاني تبرر في وسائل اعلامها إن حركة التحرر الكردستانية سبب وجود الدولة التركية في مناطقها، لهذا نحن ندعمها، هذا امر عارٍ عن الصحة ومرفوض؛ للدولة التركية اهداف استراتيجية وبعيدة في المنطقة، ألا وهي إعادة احياء الإمبراطورية العثمانية وإن وجودها لمحاربة حركة التحرر الكردستانية ليست بالحجة المقنعة. فهي تقول "إن منطقتي الموصل وكركوك وكذلك مدينة حلب في سوريا، هي أجزاء من "الميثاق الملي"، ولا بد من إعادة إلحاقها بالدولة التركية" ومن هذا المنطلق تشن كل هذه الهجمات الاحتلالية على مناطق الكرد؛ لذلك يجب علينا التكاتف والكفاح من اجل مصلحة الشعب الكردي والقضية الكردية وليس من أجل مصالحنا الشخصية والحزبية الضيقة، وإلا ستتعرض الكثير من مكتسبات الكرد للخطر؛ فالدولة التركية لن تكتفي باحتلال شمال وشرق سوريا فقط، وانما تهدف لاحتلال جنوب كردستان ايضاً، لهذا ادعو الشعب الكردي في جنوب كردستان إلى الحذر من المخططات الاحتلالية هذه، لأنها تستهدف مكاسبه ايضاً، والدولة التركية لا تنسحب من أي منطقة تحتلها، تتذرع بمحاربة "الارهاب" لتوسيع احتلالها وهدفها الاساسي هو ابادة الشعب الكردي ومحو هويته ووجوده وهذا امر يدركه الجميع وإذا لم تدركه إدارة الاقليم وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني، فهو امر خاطئ ومرفوض".
وفي ختام حديثه دعا كوجر إدارة الاقليم وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني الى التخلي عن موقفه المعادي للادارة الذاتية والالتفات إلى القضية الموحدة وهي قضية الشعب الكردي وقال: "المرحلة التي نشهدها مرحلة حاسمة وجدية، وإن المكاسب التي انجزها الحزب في خطر ايضاً، وبتصرفاته المعادية هذه ودعمه لدولة الاحتلال التركي في حربها ضد حركة التحرر الكردستانية امر غير سليم، وإن محاربة هذه الحركة سيؤدي الى خسارة جميع المكاسب التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني بفضل النضال الذي خاضته هذه الحركة، لذا على الحزب الديمقراطي الكردستاني إعادة التفكير في موقفه المعادي هذا وان يتخذوا من النهج الوطني الكردستاني اساساً لموقفه وعدم الوقوف في وجه الانجازات التي حققتها الادارة الذاتية خلال هذه الثورة التي قام بها شعبنا في شمال وشرق سوريا. إن باقي الاحزاب الكردية والشعب الكردي في جنوب كردستان يبدون موقفاً وطنياً لانهم يدركون المعاناة والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الكردي، وبالتالي لديهم موقف وطني، لهذا يجب ان نوحد صفوفنا ونحدد موقفاً وطنياً ونوجه جميع طاقاتنا للحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها بنضال شعبنا".