لقد ذاع صيت لصوصية وفساد  الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البارزاني، وتعدى ذلك الصيت العراق للعالم أجمع.

مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلى وجه الخصوص عائلة البارزاني باتوا معروفين بالفساد والمال والأملاك في الخارج ومعروف أن أملاك رئيس جنوب كردستان نيحرفان بارزاني وكذلك ابن عمه رئيس حكومته مسرور البارزاني  خارج البلاد، أصبحت موضوعاً يؤرق واقع جنوب كردستان ومحط امتعاض من قبل الجميع.

وكان هوشيار زيباري مسؤول حزب الديمقراطي الكردستاني ووزيراً للخارجية العراقية على مدى سنوات، وهو خال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني. بات ملف فساده ولصوصيته أثناء بقاءه في منصبه، موضوع رأي عام وتجلى ذلك خلال الانتخابات العراقية عندما رفضت المحكمة الفيدرالية العراقية ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.

سرقة وفساد

و في ٢٠ آذار ٢٠٠٣ إبان تدخل الولايات المتحدة الأميركية في العراق واسقاط نظام صدام حسين البعثي، وبدء مرحلة إرساء الأمان في الإقليم وبناء حكومة عراقية جديدة في مراحل صعبة، حاول هوشيار زيباري أن يتدخل ويعرض نفسه.

ومع تأسيس الحكومة العراقية الجديدة، استلم هوشيار زيباري منصب وزير خارجية العراق، وبقي فيه منذ ٢٠٠٤ حتى ٢٠١٤، ورغم كل ما قام به إلا أنه أصبح ذا سلطة ومال ولصاً من البيت وفيه!

وبحسب ما أدلت به تمارا جلبي بنت السياسي العراقي المعروف أحمد جلبي، أنه عندما كان هوشيار زيباري وزيراً للخارجية، أودع ما يقدر بـ ١١٩ مليون دولار من المال العام في حسابه الخاص في البنك البريطاني  BCHS.

حينها كان لديه ٥٢٧ من الحراس الشخصيين، وطائرة خاصة يقدر ثمنها بنصف مليون دولار، وقصر في سويسرا يقدر ثمنه بـ ٢٧ مليون دولار.

كذلك كان ينفق مليون و٨٠٠ ألف دولار على حراسه الشخصيين ورحلاته وتذاكر سفره، وكان يدفع 188 مليون دينار عراقي شهرياً، آجاراً لبيوت حراسه الشخصيين. كما كان يخصص شهرياً ٣ مليون و٥٠٠ ألف دينار لتنظيف مسبح منزله. كما انه هناك منزلين لإدارة شؤون مكتبه وسكرتيراته من النساء. حيث كان أجارهما الشهري ١٠٠مليون دينار عراقي.

وفق الدستور العراقي لا يجوز  تخصيص اكثر من ٣٦ مليون دينار لأي وزير. ولدى مقارنة ذلك بالحصيلة الآنفة الذكر في الأعلى، يتبين فارق حجم الفساد والسرقات وحجم الأموال المنهوبة كم هو كبير.

وعندما كان حيدر العبادي رئيساً للوزراء، أصدر قراراً بعدم جواز تعيين أكثر من ٨ محامين لكل وزير، لكن زيباري كان لديه ٥٠٠ محامي في بغداد وكان يدفع لهم من خزينة الدولة. بما في ذلك كانت مصاريف سيارات زيباري ١٠٠ مليون دينار، وكانت تكاليف حرسه الشخصي خلال سنتين قد وصلت الى٢٠ مليون دينار.

زيباري  بعد زواجه من هناء عبد الستار الدليمي، وبعد التدريب الأولي ارسلها الى السفارة العراقية في أوربا،  حيث كان اسم والد زوجته واحد من ٢٠٠ شخص بعثي في قائمة الملاحقات الأمريكية.

كما إنه وظف ٤ من أخواته في عدة سفارات عراقية في أوربا. كذلك هناك فضائح أخرى لم يتم الكشف عنها بعد.

بسبب فساده وسرقاته أقصي عن مهامه..

إبان حكومة حيدر العبادي وفي ٢١ أيلول ٢٠١٦ استدعي من قبل مجلس النواب العراقي برئاسة سليم الجبوري وقتها، وأقصي هوشيار زيباري، بغالبية أصوات الأعضاء، عن منصبه كوزير للمالية ومساعد رئيس الوزراء بسبب ملفات فساد وسرقات تلاحقه.

اعترف بأنه ليس هو اللص الوحيد

واستدعي زيباري حول هذه الملفات إلى المحكمة، حيث لم ينكر زيباري سرقاته وفساده. إلى درجة أنه لم يعترف على نفسه  فقط، بل أكد أن هناك لصوصاً آخرين.

الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال ممارسة الضغوط حاول عدم كشف ملفات السرقات.

وبعد إقالة الزيباري من مهامه، ارسلت ملفاتهم لهيئة النزاهة العراقية المستقلة، لكن وبسبب ضغوطات الحزب الديمقراطي الكردستاني ابقيت ملفاته في طي الكتمان.

توظيف أشخاص بعثيين

فكيف يمكن تغطية هكذا سرقات كبيرة، لقد سعى زيباري وتحت مسميات وأوقات مختلفة لسرقة ملايين الدولارات من أموال العراق. وفي شباط ٢٠١٨ استدعي زيباري مرة أخرى لهيئة النزاهة العراقية بسبب ملفات فساده، حيث كانت هناك ادعاءات تقول أنه عندما كان في منصبه كوزير في حكومة نوري المالكي، كان قد وظف أشخاصاً بعثيين في السفارات العراقية في أوروبا.

من أجل إنهاء ملف الفساد، رشح لمنصب رئاسة الجمهورية

في وقت ظهرت فيه كثير من هذه الملفات القذرة، يطل مرة أخرى هوشيار زيباري في مرحلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وانتخاب رئيس للعراق.

ومع تعقد المشهد التوافقي في تشكيل الحكومة، يصر الحزب الديمقراطي الكردستاني على أن تكون حصة رئيس الجمهورية التي هي من حصة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من نصيبهم. وهنا وقع اختيارهم على هوشيار زيباري كمرشح أمام الدكتور برهم صالح.

اللص والمفسد لا يستطيعا ان يكونا رؤساء للعراق

في١٣ شباط ٢٠٢٢ عقدت لجنة الانتخابات العليا العراقية اجتماعاً بخصوص ترشح هوشيار زيباري لمنصب رئاسة جمهورية العراق، وبسبب ملفات السرقة والفساد، رفضت المحكمة قرار ترشحه لهذا المنصب.

بسبب ضغوطات الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يسمح فتح التحقيق

بعد أن اصبح مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء، أنشأت هيئة لتعقب ملفات فساد وسرقات هوشيار زيباري، وكان البرلماني العراقي السابق غالب محمد قد تحدث لـ "بوليتيك برس" مشيراً الى أنه وبسبب الضغوطات التي يمارسها الحزب الديمقراطي الكردستاني، لم يقم الكاظمي بأي عمل تجاه ملفات الفساد تلك.

وبعد هجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع (ميديا) وبالتحديد مناطق زاب وآفاشين ومتينا، شن الجيش العراقي وبمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني هجمات على شنكال.

السارق يدعم هجمات من قام بسرقتهم

أمام هذا الواقع كله، نشر هوشيار زيباري على منصة التواصل الاجتماعي تويتر مغرداً: " ندعم و بقوة عمليات الجيش العراقي لبسط سيطرة الدولة على قضاء سنجار ضد المجموعات الارهابية لحزب العمال الكردستاني التركي الدخيل والذي اخذ القضاء و سكانه الايزديين كرهينة، لا بد من تطبيق اتفاقية سنجار لتطبيع الوضع وادارة محلية وعودة النازحين، وواجهة الـ PKK هي اليبه شه" معلناً بذلك دعمه لهجمات الجيش العراقي على شنكال.!