تحدث الرئيس المشترك لهيئة الشؤون الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عبد الكريم عمر، الذي زار السويد لعقد بعض اللقاءات، إلى وكالة فرات للأنباء-ANF.
بعد توقيع الاتفاقية بين تركيا والسويد، كيف تسير لقاءاتكم في السويد؟ وما هو موقف السلطات السويدية والرأي العام إزاء ذلك؟
بعد توقيع الاتفاقية بين السويد وفينلندا وتركيا، توجهنا إلى السويد وعقدنا العديد من اللقاءات، وقد جئنا بناءً على طلبهم، حيث التقينا مع الكثير من الأحزاب والدوائر، ومن أجل فهم مايجري، نحن لسنا ضد عضويتهم في حلف الشمال الأطلسي-الناتو، ولكن ما لايجوز ألا يكون ثمن هذه العضوية الكرد، كون السويد وفنلندا تُعرفان كدولتين ديمقراطيتين، حيث يتواجد فيهما مئات الآلاف من الكرد. وقد تخطتا خطوات كبيرة في مرحلة الشراكة، حيث إن وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة هما من الحليفان الرئيسيان للتحالف الدولي في المنطقة، كما أن السويد التي تراجعت بشكل مفاجئ بناءً على طلب من تركيا، هي أيضاً ضمن ذلك التحالف، وإن تلك الخطوة نحو الوراء غير مقبولة، ونحن كـ حزب الاتحاد الديمقراطي, وقوات سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية لم نشكل أبداً أي خطر على تركيا، بل على العكس من ذلك، باتت تركيا تشكل خطراً وتهديداً كبيرين على المنطقة، فنحن الوحيدون الذين قمنا بحماية أنفسنا وحاربنا داعش، ولم نغلق باب الحوارات واللقاءات، ولا نريد للسويد وفنلندا في القرن الحادي والعشرين، أن تدعما سياسات الدولة التركية القائمة على الإبادة الجماعية ضد الشعوب، والتي تتعامل بطريقة وحشية تجاه الكرد، كما أن هنالك أيضاً معارضة شديدة لدى الرأي العام السويدي.
هل كان موضوع المواطنين السويديين المنتمين لداعش مدرجاً على جدول أعمال لقاءاتكم؟
لم ينتهي نضالنا ومعركتنا بعد ضد داعش، كوضع قائم، لقد قضى الكرد عليهم، لكن كـ فكر وكـ خلايا نائمة لم يتم الانتهاء منهم بعد، حيث إن هذه المشكلة هي مشكلة دولية وعالمية، فهنالك الآلاف من المسجونين وعوائلهم أيضاً، وينحدرون من 55 دولة، ويتوجب أن يستمر الحوار الاجتماعي، كما يتوجب على تلك الدول أيضاً أن تتحمل مسؤولياتها، فخطر داعش بالنسبة لنا وأيضاً بالنسبة للسويد مازال قائماً، حيث يجب أن يكون هذا الموضوع على قائمة الأولويات الرئيسية، ولابد من إيجاد طريقة للحل، وبناء طريقة للحوار، لأنه لدينا مصالح مشتركة، كما أنه من الضروري ألا تنسحب السويد من التحالف الدولي بناءً على طلب تركيا وأن تستمر في شراكتها، فهنالك مئات الآلاف من الكرد في السويد، وهذا بحد ذاته موضوع رئيسي لبناء وتأسيس الصداقة.
فيما يتعلق بالتفجير الذي وقع في إسطنبول، ماذا تريدون أن تقولوا؟ كون مسؤولي الدولة التركية اتهموا حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة بشكل مباشر بالوقوف خلفه؟
لقد سألني الإعلام السويدي أيضاً نفس السؤال، فأجبناهم، "إن تركيا معروفة بألاعيبها القذرة، فملثما استغلت تركيا طلب عضوية السويد وفنلندا في حلف الشمال الأطلسي-الناتو كـ فرصة انتهازية، تحاول اليوم استغلال نفس الشيء من أجل مهاجمة الكرد، كما أنه من واجبنا أيضاً مكافحة تلك الخلايا المخفية التي تشكل خطراً كبيراً بالنسبة لجميع العالم، كما أننا قمنا بإدانة ذلك الهجوم، وطالبنا أيضاً بتشكيل لجنة محايدة من الخارج من أجل كشف ملابسات ذلك التفجير، لكن للأسف تستغل تركيا كل أنواع الأساليب القذرة لإبادة الشعب الكردي، وتوسيع حدودها وسد الطريق على إنجازات الكرد من أجل بناء جمهورية جديدة في الذكرى المئوية, لكن الكرد ليسوا كالسابق، والمرحلة أيضاً ليس كما قبل مائة عام، فالكرد لهم صيتهم وأيضاً لهم مسؤولياتهم الواضحة في المنطقة.
هنالك انتفاضة للشعوب في إيران وشرق كردستان بقيادة المرأة وشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، كما أن ثورة روجآفا أيضاً تُسمى بـ ثورة المرأة. في وطنين مختلفتين ، ما هي العلاقة القائمة بين هذين المكانين؟ وما هي النقاط المشتركة، وكيف سيكون تأثير الثورتين بالنسبة لبعضهما البعض؟
إن ما يجري اليوم في شرق كردستان وإيران، نعتبرهاستمرارية لثورة روجآفا، لأن المرأة هي القيادية في كلتا الثورتين، فاليوم، المرأة الكردية مرة أخرى هي القيادية وأيضاً هي الرمز، حيث أن القيادة أصبحت من قدر الكرد، وبالتأكيد، لا يمكن للإنسان تجاهل تأثير الثورة، فإن ما تخشاه تركيا ودول المنطقة هو تأثير ثورة روجآفا على المنطقة، وإننا بدورنا نحي ونثمن ثورة الشعوب في شرق كردستان وإيران، فشعار "المرأة، الحياة، الحرية" أصبح شعاراً دولياً، ونعتبره أمراً في غاية الأهمية، وإن نجاح كل جزء من الوطن مرتبط بالآخر، وبهذه الطريقة فقط يمكن كتابة تاريخ الكرد من جديد.