قال فادي عاكوم الكاتب والصحافي اللبناني، إن "صحيفة النهار اللبنانية أحسنت بردها على السفير التركي في بيروت، والذي من المؤكد أنه وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بسببه، فالرد كان منطقيا وعقلانيا وهادئا كحد السيف، وهو ما يلزم القيام به في مواقف كهذه".
وأضاف تعقيبا على الأزمة، التي افتعلها السفير التركي لدى لبنان اعتراضا على حوار الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك للصحيفة، "السياسة التركية عامة تهاجم كل من ليس معها وهذا أمر بتنا معتادين عليه خلال السنوات الماضية، فالمقابلة التي أجراها الزميل الصحافي سركيس قصارجيان مقابلة مهنية بامتياز ولا غبار عليها على الإطلاق، كما أنه أحسن بالإنارة على بعض الجوانب خصوصا ما يتعلق بالحلف العربي الكردي والعلاقة العربية الكردية بشكل عام وهذا أمر بكل تأكيد يزعج السلطات التركية بشكل كبير، لأنه سيكون المسمار الأخير في نعش الأطماع التركية في المنطقة عموما وسوريا خصوصا".
وأشار إلى أن "السفارة التركية ومن خلال السفير مباشرة تقوم بتمويل العديد من وسائل الإعلام اللبنانية وتوجههم بل تأمرهم بمهاجمة حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية والصاق تهم الإرهاب والانفصال بكل خبر ينشر عنهم، ولم نرى أي ضجة حول الأمر كون المسالة متروكة للعمل الإعلامي والصحافي والعاملين بها والذين يقومون بعملهم أما طبقا للسياسة التحريرية العامة لوسيلتهم أو من خلال قناعاتهم الشخصية التي لا يحيدون عنها".
وتابع: "كما أنه ليس مستغربا على الدولة التركية القمعية هذا التصرف، لكنها تناست للحظة أن صحيفة النهار المعروفة تاريخيا بخطها الوطني كانت ولا تزال تحافظ على نهج مستقل بالصحافة، بل إنها أصبحت مدرسة من أهم مدارس الصحافة العربية والعالمية، كما يتناسى الأتراك أن النهار قدمت الشهداء ثمنا للمواقف وعلى رأسهم جبران التويني وسمير قصير".
ووجه حديثه إلى السفير التركي قائلاً: "فيا حضرة السيد علي باريش اولوسوي.. هذه بيروت يا عزيزي وليست إدلب أو إسطنبول، واعلم أنك فتحت عليك بابا من الصعب اقفاله وحربا إعلامية ستكون فيها الخاسر بكل تأكيد".