دول مؤامرة 15 شباط تنتقم لداعش

مابين هجوم داعش على الحسكة والأزمة الأوكرانية تتجدد المؤامرة على المنطقة وشعوبها.

مع هجوم داعش الاخير على سجن الصناعة في الحسكة تكشفت خيوط المخطط الذي لم يقتصر على دعم الاحتلال التركي له, بل تخطت إلى حلف الناتو ودولها بما في ذلك روسيا ,كلهم اتخذوا من تركيا رأس حِرابهم لعقد صفقاتهم ومصالحهم في المنطقة.

شنت دولة الاحتلال التركي هجمات على ثلاث مناطق في جنوب كردستان وشمال وشرق سوريا في دليل آخر على انتقامها لهزيمة داعش في الحسكة. 

حيث طال قصفها مناطق ومخيمات في شنكال ومخيم مخمور في جنوب كردستان تزامن تلك الهجمات بغارة على قرية تقل بقل بمنطقة الكوجرات بريف ديرك استهدفت المحطة الرابعة للكهرباء والمفارقة وجود الضامن الامريكي الذي لم يحرك ساكنا.

كما وسع الاحتلال هجومه على قرى الشهباء واستمرار طيرانه في سماء المنطقة ومقاطعة كوباني. 

حصار الديمقراطي الكردستاني على مخيم مخمور أعاق نقل الجرحى  الى المشافي ما يدل على شراكته الوطيدة مع الاحتلال التركي.

أمام هذه التفاصيل والتصعيد الميداني والتي تبدو كقمة "جبل الجليد" الذي يخفي تحته اضعاف ما يتجلى في التحاليل الإعتباطية حيث أن ربط هجوم داعش على سجن الصناعة و حصره بتدبير وتخطيط  دولة الاحتلال التركي فقط أمر مغلوط ورؤية قصيرة المدى, فالحقيقة تتخطى ذلك إلى دول الناتو الرأس المدبر لما يجري في المنطقة وعلى طرفها الآخر روسيا هذا التكتل الاوربي والأميركي و روسيا اتخذوا من تركيا رأس حرابهم لتنفيذ مصالحهم واختلافاتهم الايديولوجية على رأس شعوب المنطقة. 

المتقصي في تبعات الهجوم على الحسكة ومحاولة إنعاش داعش لايمكن فصله عن الأزمة الاوكرانية, فأمريكا وروسيا تتقرّبان من تركيا بشكل مباشر فيما يخص  بودار الحرب التي تلوح في أفق أوكرانيا حيث يطلقون يد تركيا في هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان وهذا تجلّى في تخلي الضامن الروسي عن مسؤولياته تجاه هجماتها على نواحي تل تمر وعين عيسى ومنبج وذات الأمر ينطبق على صمت التحالف الدولي حيال هجمات تركيا على منطقة ديريك أمس.

وهنا يعاد للأذهان مؤامرة 15  شباط عام 1999 التي استهدفت الديمقراطية والشعب الكردي في شخص القائد عبدالله أوجلان فتلك الدول تصيغ مؤامراتها بحلة جديدة ما يجعل الكرد وقضيتهم وشعوب المنطقة دائما على طاولة المصالح بين تلك الدول المتآمرة وبتعاون وتخاذل أطراف كردية لتطبيقها وتسهيل الطريق لها ولو على حساب تدمير المنطقة وإنعاش داعش من جديد فيها.