تحدثت مراسلة وكالة أنباء هاوار (ANHA) وهي التي كانت شاهدة على مقاومة كوباني التاريخية وقامت بتغطيتها منذ البداية لوكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة الذكرى السابعة لتحرير مدينة كوباني.
وذكرت المراسلة دجلة أحمد، أن مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي حاولوا الهجوم على كوباني عدة مرات، وقالت، " هاجم المرتزقة كوباني عام 2013، وعاودوا الهجوم عدة مرات، لكن هذه الهجمات أفشلت كلها من قبل المقاتلين، بعدما احتل داعش كل من الرقة، منبج، جرابلس، وصرين، وحاصر كوباني بالكامل، هاجمت كوباني في 14 أيلول بأسلحة تم الاستيلاء عليها من اللواء 93 التابع لحكومتي دمشق والموصل، وكانت دولة الاحتلال التركي تدعم بشكل مباشر هؤلاء المرتزقة في هذا الهجوم، حيث أنها فتحت كافة أبوابها أمام تنظيم داعش الإرهابي، كانت الحدود بين الدولة التركية وجرابلس وكري سبي، اللتين كانتا تحت سيطرة داعش، مفتوحة أمامهم بالكامل، كان يتم تقديم الذخيرة والدعم اللوجستي من قبل الدولة التركية لهم، كما عبر المئات من المرتزقة من أوروبا عبر تركيا جواً، إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش، كما تم العثور على وثائق للدولة التركية توضح اعداد المرتزقة الذين قتلوا في عام 2012، إضافة إلى اعتراف العديد من المرتزقة بكيفية تدريبهم وتنظيمهم في ديلوك ورها.
شن المرتزقة هجومه في ليلة 14 أيلول على قرية تلكيه غربي كوباني، ومن ثم من جنوب وشرق كوباني، بعبارة أخرى، هاجموا كوباني من خمسة اتجاهات، وتزامناً لهذا الهجوم الوحشي كان أبواب الدولة الاحتلال التركي مفتوحة لدعمهم، كانت بوابتي جرابلس وكانيا غزالان مفتوحة بالفعل لداعش، وكان يأتي الدعم الذخيرة والدعم اللوجستي لهم، كما كان يتم نقل جرحى المرتزقة إلى تركيا ومعالجتهم هناك، وبعد 22 يوماً من بدء الاشتباكات والمعارك، وصل مرتزقة داعش إلى مدينة كوباني، حيث كانوا يبعدون 25 كيلومتر من جهة الغرب، ومن جهة صرين بـ 30 كيلومتراً، وكان الجانب الشرقي ايضاً نفس المسافة، ويجدر القول، إنه ومع ذلك، الهجمات على كوباني بدأت في 15 أيلول، لكن مسار حرب كوباني توضح بمقاومة سرزوري .
12 مقاتلاً فدائياً وجهوا ضربة قوية لداعش وقضوا عليهم
وبمقاومة عظيمة التي أبداها 12 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، تم توجيه الضربة الأولى لتنظيم داعش الإرهابي في معركة كوباني وهزموا داعش هناك لأول مرة، تبعد مدرسة سرزوري حوالي 20 كيلومتراً عن كوباني، وقال المقاتلون في تلك الجبهة:" مهما يحدث، يجب ألّا تقع كوباني تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي"، كانت هناك دبابة أمام الأبواب الثلاثة لتلك المدرسة الصغيرة، وقاتل المقاتلون ضدهم لساعات، ومع مقاومة قرية سرزوري، أصبحت مقاومة حرب كوباني واضحة أيضاً، كما اعترف تنظيم داعش الإرهابي بالهزيمة في تلك القرية، وعندما سمع المقاتلون الذين كانوا يقاومون في الجبهات الأخرى، بمقاومة سرزوري أبدوا نفس الروح القتالية".
وذكرت دجلة أحمد أن تنظيم داعش الإرهابي قام بنشر أكثر الدبابات تطوراً في منطقة كوباني وقالت: "كانت في أيديهم أكثر قذائف الهاون تطوراً، وبعد 22 يوماً من المقاومة وصل مرتزقة تركيا في 5 تشرين الأول إلى مشتنور، وبعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سرزوري، هزموا مرة أخرى خلال مقاومة تلة دولي، وأن المقاومة التي أبديت تحت قيادة الشهيد ايريش والشهيدة زوزان أوقفت تقدم داعش باتجاه كوباني لمسافة 10 كيلومترات".
توافد الشعب الكردي من كردستان وأوروبا تلبية لنداء القائد أوجلان إلى حدود كوباني
وذكرت دجلة أحمد أن مرتزقة داعش الإرهابي كانوا يخططون للوصول إلى كوباني خلال ثلاثة أيام لأداء صلاة العيد في كوباني، وأضافت قائلةً: "قبل وصول المرتزقة إلى المدينة، ناشد القائد عبد الله أوجلان الجميع، وأعلنت الإدارة العامة عن النفير العام، وبعد نداء القائد عبد الله أوجلان توافد المواطنين من جميع أجزاء كردستان الأربعة وأوروبا الى حدود كوباني، ورأينا أهالي شمال كردستان يقومون بتفكيك الأسلاك الشائكة على الحدود بأيديهم ويعبرون الحدود إلى كوباني، وكان الشعب يعبرون بوابة مرشد بينار الحدودية ويصلون إلى كوباني، وأتى الآلاف من الشبيبة لأجل المشاركة في معركة كوباني".
قاوم المقاتلون والشعب معاً
وأشارت المراسلة دجلة أحمد، إلى أن بعض الشبيبة استشهدوا بعد عبورهم الحدود، وهم كانوا لا يزالون يحملون حقائبهم على أكتافهم، وتابعت قائلةً: "عندما ينظر المرء إلى مزار الشهيدة دجلة في كوباني يرى أن المئات من أضرحة الشهداء دون أسماء، بعضهم قبل أن يشربوا ماء كوباني استشهدوا، كما يوجد أضرحة لأبناء المكون العربي، والتركماني، والسرياني، والكردي والأمميين في هذا المزار.
كان لنداء القائد عبد الله أوجلان تأثيراً كبيراً على جميع أنحاء العام، كما كان أكثر تأثيراً على المقاتلين في كوباني، استمدوا القوة وهمة القتال من نداء القائد، قاوموا وانتصروا، كان المجال يضيق يوماً فيوم، وكان المئات، بل الآلاف من المرتزقة يقاتلون ضد المقاتلين في منطقة صغيرة، على الرغم من ذلك، فقد ظهرت مقاومة تاريخية عظيمة ضد هذا التنظيم الإرهابي، كما تم تنفيذ عمليات فدائية كبيرة، وكانت الشهيدة دستينا إحدى هؤلاء الفدائيين".
وأشارت المراسلة دجلة أحمد إلى أن المقاتلون لم يقاوموا وحدهم آنذاك، وكان الشعب يقاوم بنفس الإرادة أيضاً.
وقالت دجلة أحمد: "هناك أمران ساهما في الانتصار في مقاومة كوباني، الأول هو الإرادة، والثاني هو التضامن، وقد استشهدوا بلا تردد دفاعاً عن بعضهم لمواجهة داعش".
وأفادت المراسلة دجلة أحمد أنهم كإعلاميين لعبوا دوراً إلى حد ما في معركة كوباني، وقالت: " أراد العديد من الإعلاميين والصحفيين العبور إلى كوباني، لكن الدولة التركية لم تسمح بذلك، أصيب بعضاً منهم، لكننا كنا محظوظين جداً لتواجدنا في ساحة معركة كوباني، لقد شهدنا هذه المقاومة التاريخية، وإذا كان قليلاً إلا أننا حاولنا وصول حقيقة مقاومة كوباني إلى العالم، والحقيقة هي هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في كوباني كانت هزيمة لدولة الاحتلال التركي، ولهذا السبب، دولة الاحتلال لم تقبل بهزيمة تنظيم داعش، وحتى يومنا هذا تشن دولة الاحتلال التركي هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا وتحاول إحياء تنظيم داعش الإرهابي من جديد، هذا لأنها لم تنسى الهزيمة في كوباني".