أتسمت ثورة روج آفا بطابع الحراك السياسي السلمي حيث حافظت على التوازن العسكري في مناطق تواجدها ومنذ انطلاقتها والتي جعلتها تستمر كتجربة فريدة من نوعها مؤكدة نجاحها والتي أصبحت فيما بعد أملاً كبيراً لكل أطياف الشعب السوري،والثورة السورية والتي وصُفت فيما بعد بالأزمة السورية والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء من أبناء المنطقة وأصبحت بيئة مناسبة لتوغل ونشوء الجماعات الارهابية التكفيرية والمرتزقة والتي أيضاً رمت بظلالها الثقيلة على المناطق الكردية أيضاً حيث تحمل الكرد السوريون ويلات هذه الأزمة بكافة جوانبها ومنها الاستعمار العثماني والذي عاد بوجهه القديم ليكون شريكاً في قتل أبناء الشعب السوري من كافة اطيافه مستهدفاً الوجود الكردي والضرب بتجربته وثورته عرض الحائط وخير مثال على ذلك مدن عفرين وسري كانييه وكري سبيه،وهذا ماأكده عضو الهيئة الإدارية لدائرة العلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا،عبدالرحمن سلمان في حوار مع وكالة فرات للانباءANF والذي أشار في بداية حديثه قائلاً:عندما انطلقت الثورة في عدد من الدول العربية ومنها تونس تصدت لها كل قيادات الشرق الأوسط وبدأوا بتشكيل فرق لقمع ومكافحة هذه الثورات
ولكن بالتركيزعلى الثورة السورية والتي أشعلها طفل بريء وهذه لم تكن صدفة وكان يُعد لها من قبل منظومات دولية هذا الطفل (حمزة الخطيب) كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. هذه الأنظمة كانت تعمل بالوكالة لأسيادها ضمن منظومة دولية ولم تعد تخدم أسيادها فيما بعد وبالتالي كان لابد من تغييرات تركتها هذه الانظمة المستبدة والديكتاتورية وهذه التغيرات كانت بحاجة إلى من يدفعها لتُفجربركان خامداً منذ سنين وكان جاسماً على صدور هذا الشعب وسرعان ما انتشر على الجغرافية السورية
وتابع سلمان " في البداية كانت ثورة مباركة بالحرية والكرامة لكن سرعان ماطالتها يد الغدر وبدايةً من النظام السوري والذي قام بالافراج عن المعتقليين الراديكاليين والإسلاميين المتطرفين والمجرمين في سجونها وانخرطوا مع هذه المعارضة لتغيير مسار الثورة السورية مما أدى إلى صراعات داخلية
ونوه سلمان " أصبحت سوريا بيئة مناسبة للتدخل الأجنبي في الحرب الداخلية السورية ولتقديم الدعم السياسي والعسكري للأطراف المنخرطة في الحرب الأهلية السورية وقد تبلورت التدخلات الخارجية في الأزمة السورية في اتجاهين: كان أولها تدخل روسيا وإيران ودعمهما لموقف النظام وقد باتت التدخلات الخارجية في الشؤون السورية عامل لاستدامة الأزمة في سوريا حيث يستفيد منها النظام بصورة مباشرة على المدى القريب لكن المستفيد الأكبر منها مجموعة من اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يجعلون من الأزمة في سوريا ساحة للصراع و لتأمين مصالح أبعد ما تكون عن مصالح سوريا والشعب السوري وكان الدور البارز هو للدولة التركية في انحراف مسار الثورة السورية وذلك بتسليم الضابط حسين هرموش إلى النظام السوري.
وأضاف"المعارضة السورية تعيش مرحلة غفلة وخيانة كبرى وما قدمه أردوغان للنظام السوري لم تقدمهما إيران أو روسيا والمساندة الحقيقة لهذا النظام الديكتاتوري يأتي من قبل الدولة التركية عبر صفقات مشبوهة بدء من حلب إلى الغوطة إلى الزبداني ودرعا والكثير من المناطق التي تمت فيها تصفية المعارضة بصفقات قذرة بين الاستخبارات السورية والتركية وبإشراف روسي وهذه الحقيقة والتي لايرغب الكثيرون من المراقبين إظهارها للسوريين بشكل عام.
وأكد سلمان قائلاً " الدولة التركية عملت على تغيير مسار الثورة السورية خدمةً لأجنداتها في الأراضي السورية وخاصة القضية الكردية واستخدامها المعارضة السورية كرأس حربة لمحاربة الكرد وضعف التنظيم والتنسيق بين فصائل الثورة جعلتها تنزلق في المستنقعات التركية وبالتالي كانت المعارضة مفتتة داخليا ولم تكن ذات قيادة أو استراتيجية معينة وهذه كانت نقطة ضعف لدى المعارضة السورية التي تحولت فيما بعد إلى جماعات ومرتزقة تخدم الدولة التركية من الدرجة الأولى وهذا يعود إلى النظام الدكتاتوري الذي لم يفسح لهم المجال بتنظيم هذا الشعب وهذا ماأدى الى تحول الثورة السورية لتناحر وصراع طائفي ومذهبي بين مكونات الشعب السوري حيث انحرفت مسار هذه الثورة وبدأت تخدم أجندات إقليمية دولية وتحولت الثورة السورية إلى كتلة من المرتزقة والجماعات الإرهابية وبدأوا يعملون في خدمة الأجندات الخارجية. واستخدام الدولة التركية المعارضة السورية المرتزقة دفعتهم للقتال في ليبيا وقره باغ وأذربيجان وحالياً الى أوكرانيا والعمل على تشويه مسار الثورة السورية.
وأضاف " ثورة روج آفا كانت الثورة الأكثر تنظيماً في المعادلة السورية منذ 2004 حين انتفضوا الكرد في قامشلو وكانوا الأكثر تنظيماً لقيادة هذه الثورة بين أطياف المعارضة ونخص بالذكر حركة المجتمع الديمقراطي كانت مظلة للحراك الشعبي الكردي بداية الثورة السورية حيث قامت بتنظيم نفسها وتنظيم الشعب عبر الحماية الذاتية في المناطق الكردية ، ولم نكن نؤمن في بداية الثورة بالتشكيلات العسكرية إلا حينما انتشرت الفوضى في الجغرافية السورية وبدأت الصراعات الداخلية كان لا بد لنا أن نشكل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة لحماية أنفسنا من أي عدوان وحماية الشعب ومكتسباته.
وتابع " بعد قيامنا بإعلان الإدارة الذاتية في ثلاثة أقاليم من الفرات إلى كوباني وعفرين جن جنون الدولة التركية ورأت أن الكرد يقدمون نموذج مثالي يحسدون عليه وأدركت بأنها ستكون تجربة لكل السوريين وهذه الإدارة أثبتت فعاليتها في التنظيم وحافظت على السلم الأهلي والعيش المشترك بين المكونات وكانت مناطقها أكثر الأماكن أماناً وتعايشاً بين المكونات وهذا لم يرضي دولة الاحتلال التركي وتعالى صوتها بتهديد ونسف هذه التجربة الفريدة من نوعها والتي قام بها الكرد وليس للكرد فقط بل لكافة شعوب المنطقة بشكل عام وأخيراً وتحت تواطؤ روسي ودولي قام الاحتلال التركي بغزو مقاطعة عفرين ومن ثم سري كانييه وكري سبيه ولا زالت التهديدات مستمرة وماحصل لعفرين من نهب وقتل وخطف للنساء ونهب للآثار هو عار على جبين الانسانية حيث تجاوزت تركيا كل القوانين والمواثيق الدولية وهناك آلاف الوثائق والملفات التي نقدمها للمجتمع الدولي لكن دون فائدة
واختتم عضو الهيئة الإدارية لدائرة العلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا عبدالرحمن سلمان حديثه بالقول" إن آفاق حل الأزمة السورية باعتقادي فإن المصالح الدولية الكبرى متشابكة وستكون نتائجها كارثية فهذه المنظومة الجديدة التي تتشكل في الشرق الأوسط كما ذكرت إنها الحرب العالمية الثالثة لكن ليس بأسلوب كلاسيكي قديم ولكن بأسلوب آخر ومركزها سوريا وعلى العالم والمجتمع الدولي إيجاد حل للأزمة السورية لأن الشعب السوري قدم الكثير من التضحيات ونحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نعول على أنفسنا وشعبنا ونؤمن أن الازمة السورية سوف تحل بالحوار السوري -السوري والجلوس على طاولة مستديرة والحل يكمن بين السوريين وليس في الخارج وفي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قواتنا مستعدة لأي حل دولي وفق ما يطرحه القرار الدولي والعالم يدرك بأن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هوالمحور الأساسي لسوريا المستقبل .