عبد الكريم عمر: الذين يريدون تنفيذ مشروع الميثاق الملي يسعون لإشراك حلف الناتو في هذه المؤامرة

أوضح عبد الكريم عمر أن التهديدات باحتلال جديد ستشكل مخاطر كبيرة على المنطقة، وقال "الذين يريدون تنفيذ مشروع الميثاق الملي يحاولون إشراك حلف الناتو في هذه المؤامرة التي ستؤثر على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره".

تحدث الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا، عبدالكريم عمر لوكالة فرات للأنباء حول تهديدات الدولة التركية لمناطق شمال وشرق سوريا.

وقال عبد الكريم عمر: "إن تهديدات أردوغان ليست جديدة، فمنذ بداية الثورة يسعى أردوغان لإبادة الشعب الكردي، ويريد اغتنام كل فرصة وقضية لنفسه، وهو يستغل حالياً الأزمة الروسية الأوكرانية، وانشغال المجتمع الدولي بهذه الأزمة، وتناقضات روسيا والناتو في روج آفا، كما أنها تستخدم وضع السويد وفنلندا في عضوية الناتو، وتضع الدولة التركية كل مشكلة على الساحة الدولية في خدمة مصالحها.

وتسعى الدولة التركية لاحتلال منطقة آخرى من سوريا بمؤامرة جديدة، ولا ترضى بهذا فقط، بل أنها تسعى لإشراك حلف الناتو في المؤامرة ضد الشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا، ويريد ضمها ضمن نطاق ذهنيته الشوفينية، وهذا هو موقف الدولة التركية التي تأسست على إبادة الشعوب.

وأشار عبد الكريم عمر إلى "اتفاقيات وقف إطلاق النار" في 17 و 22 تشرين الأول 2019، وقال: "تم توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار أولاً بين الولايات المتحدة وتركيا، ثم بين بوتين وأردوغان، ونحن بصفتنا الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية تصرفنا وفقاً لهذه الاتفاقيات، لكن لم تلتزم الدولة التركية بذلك لمدة يوم، بل تواصل هجماتها والقصف بطائرات المسيّرة على شمال وشرق سوريا، ، وتتسبب بقتل المدنيين، كما تجري تغيير ديموغرافي في الأراضي المحتلة.

كما التزمت الدولتان "الضامنتان" الصمت حيال هذه الانتهاكات التي تقوم بها الدولة التركية، هذا يعني أنهم يقبلون بذلك ويساعدونها، فهذا هوالسبب في التزامهم الصمت، لقد ذكرنا ذلك في لقاءاتنا مع روسيا والولايات المتحدة والتحالف الدولي، لكن لم يتغير شيء.

وذكر عبد الكريم عمر إن أردوغان نفذ مشروعه لإعادة توطين 1.5 مليون لاجئ سوري في المنطقة عملياً، مضيفاً: "على سبيل المثال، كان عدد سكان الكرد في عفرين 97 بالمائة قبل الاحتلال، والآن هم أقل من 20 بالمائة، حدث التغيير الديموغرافي بشكل عملي، كما ترتكب الجرائم في مناطق المحتلة مثل سري كانية وكري سبي وعفرين، وتسعى لتهجير السكان الباقي في المناطق وإحداث تغييرديموغرافي بالكامل.

حيث لايزال مشروع الاحتلال الجديد للدولة التركية خطيراً، ويريد أردوغان الشوفيني الذي يهدف إلى إبادة الشعب، لإعادة توطين 1.5 مليون لاجئ هناك بمساعدة الرأي العام الدولي، إذ تتعارض تصريحات أردوغان مع حقوق الإنسان والقانون الدولي وقرار الأمم المتحدة بشأن اللاجئين رقم 1951 والقرار بشأن حل المشكلة السورية رقم 2254، وبصفتنا الإدارة الذاتية ندعم عودة اللاجئين، لكن هذه العودة ممكنة بالاستقرار وحل المشكلة في سوريا، لأن اللاجئين يجب ان يعودوا الى أراضيهم وليس الى أماكن أخرى".

وإجابة على سؤال "ماهو السيناريو المحتمل لهجوم جديد على المنطقة؟ قال عمر"إن هجمات الاحتلال التركي هي دعم لإحياء تنظيم داعش الإرهابي، وإحياء مشروع الإسلام السياسي وتنفيذ مشروع الميثاق الملي، ستؤثر هجمات الاحتلال المحتملة بشكل خطيرعلى استقرار المنطقة وامنها، ولن يكون تأثيرها علينا فقط، إنما على الشرق الأوسط والعالم بأسره.

وسيبذل أردوغان كل ما في وسعه في عام 2022، وقبل الانتخابات التي ستجرى في تركيا في عام 2023، لتحقيق "المكاسب" التي يسعى إليها من خلال هجماته على جنوب كردستان ومناطق الدفاع المشروع وشنكال، والتي تتمثل بإبادة الشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا، والقضاء على الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة.

حيث تأتي تهديدات أردوغان هذه لصالح داعش الإرهابي، كما وانه استخدم داعش الإرهابي من قبل، فكان الهجوم الأخير الذي يهدف إلى زعزعة استقرار شمال وشرق سوريا، على سجن الصناعة في الحسكة، وأرادوا تهريب العديد من المرتزقة من السجن والانتقال من هناك إلى مخيم الهول والسيطرة على المنطقة بأكملها مرة أخرى، لم ينجح أردوغان في ذلك أيضاً، وقد قدمت قواتنا تضحيات عظيمة بتدخلها القوي لمواجهة مرتزقة العدو".

وشدد عبد الكريم عمر على أنهم لن يتراجعوا عن المقاومة وقال: "سنعمل بشكل دبلوماسي أيضا، وسنتصل مرة أخرى بالدول الضامنة ونبعث رسائلنا إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي".

لذا يجب على الشعب الكردي وكل شعوب سوريا اتخاذ موقف ضد هذا، ويجب الخروج إلى الساحات والانتفاضة ضد هذه التهديدات، كما يجب أن يظهرالرأي العام الدولي والدول الضامنة موقفهم ضد هذا، وأدعو الجالية الكردية في المهجر وشعب شمال وشرق سوريا بالخروج إلى الساحات واتخاذ موقفهم، وتنظيم فعاليات ضد تهديدات الاحتلال.

كما يجب على حكومة دمشق اتخاذ موقف ضد هذه التهديدات التي تستهدف السيادة السورية، ويجب على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة منع التهديدات الاحتلالية للدولة التركية.