باحث في الشأن الليبي: تركيا تتبع سياسة التعالي وتطمح لاعادة ماضيها الامبراطوري

أكد الباحث السياسي في الشأن الليبي، عثمان علي بن بركه ان الدولة التركية تتبع سياسة التعالي وتطمح لاعادة ماضيها الامبراطوري في ليبيا وإنها وجدت ضالتها في حكومة الدبيبة.

تواصل دولة الاحتلال التركي سياساتها  الاستعمارية في السيطرة على مقدرات الشعوب وخيراتها بهدف توسيع اطماعها الاحتلالية، حيث تشن هجمات وحشية ضد مناطق الشمال السوري، كما وجهت قواتها الى اذربيجان وبعض الدول الافريقية وليبيا التي تشهد ازمة سياسية، ففي الآونة الأخيرة، زار وفد تركي العاصمة الليبية طرابلس وابرم مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبه مذكرة تفاهم في التعاون البروتوكولي واستثمار النفط والغاز على الرغم من معارضة البرلمان الليبي لهذه اتفاقيات، الا ان لجنة الطاقة بمجلس النواب سارعت إلى تسجيل رفضها للاتفاقيات، وحذرت في بيان لها، من التصرفات الفردية التي تهدف للبقاء في السلطة على حساب مقدرات الشعب الليبي، واعتبرت أن حكومة الدبيبة انتهت ولا أثر قانونياً لها والاتفاقيات التي توقعها غير ملزمة للدولة الليبية.

وخلال لقاء اجرتها معه وكالة فرات للأنباء ANF، اكد المحلل السياسي في الشأن الليبي، الاستاذ عثمان علي بن بركه، ان السياسة التي تتبعها تركيا في ليبيا هي سياسة التعالي وتطمح لاعادة ماضيها واحتلال الاراضي العربية وانها وجدت ضالتها في حكومة الدبيبة غير مدركة بأن هذه الحكومة غير شرعية والشعب الليبي لا يعترف بها، وقال: "الحديث عن السياسات التركية في ليبيا بكل تأكيد سياسات استعمارية دونيه حقيرة وذات عقلية متعالية، وحتى المشاهد في توقيع الاتفاقية المشبوهة تشعرك بان الاتراك لديهم عقدة التعالي وعودة الماضي الاليم متناسيين ان ماضيهم كله مأسي وكوارث ومصائب على الليبيين، وحتى اكون موضوعي، لقد وجدت تركيا ضالتها في حكومة تجهل أبجديات الوطنية، متناسيين ان التاريخ لا يرحم، خاصة في زمن معمر القذافي، كان الاتراك لا يستطيعون حتى التفكير في هذه السلوكيات.

هذه الحكومة غير شرعيه لتوقيع مثل هذه الاتفاقيات، تعتقد تركيا بهذه التصرفات انها تملك من الذكاء السياسي متجاهلةً أن الشعوب لايمكن ان تخون نفسها".

وفي مستهل حديثه تطرق عثمان علي بن بركه الى الدور الذي يجب أن تقوم به الاطراف السياسية الأخرى لإفشال مثل هذه الاتفاقيات الاستعمارية، وقال: "الاطراف السياسية الأخرى الموجودة في المشهد، جميعها صنيعة دول أخرى وهذا ينفي عنهم الوطنية وكل من فسد المشهد السياسي هم ادوات وظيفية لأجندات خارجية وعليه لا اتوقع منهم موقف وطني".

وعن موقف الدول الاقليمية والجارة التي اعلنت رفضها لهكذا اتفاقيات مثل مصر واليونان وموقف الدول الاوروبية تحدث عثمان علي بن بركه، وقال: "اما عن موقف الدول الأخرى فلا اعتقد انهم سيكونون ليبيين وحريصين على مصلحة المواطن الليبي المقهور فعلياً، فمنذ عام 2011 والدول الأخرى تبحث عن مصالحها واذا وجدت نفسها في المشروع واخدت حصتها من الكعكة فلن تسمع لهم صوت، وهكذا السياسة تحقيق المصالح وواقعياً، تركيا تعيش في وهم، انها صاحبة قرار بل هي دولة وظيفتها استعمارية لا أكثر ولا أقل، لذا لن تسمح لتركيا ان تتفرد بالكعكة لوحدها خاصة الشعب لا يتذكر من تركيا الا التجهيل وسياسات التعذيب الوحشية  فلن يستمر الظلام مهما طال لأنه سلوك يخالف نواميس الطبيعة، أما الدول الاوروبية اليوم تدفع ضريبة عقليتها الاستعمارية، شعوب ودول بنيت على الظلم وقهر الشعوب".