الكاتب علي كريمي: هناك محاولة لإخراج ثورة "المرأة، الحرية، الحياة" عن مسارها ـ 1 ـ

قال الكاتب علي كريمي إن الدول الغربية واللوبيات الإيرانية مثلما حاولت إخراج ثورة 1979 للشعب الإيراني عن مسارها، تبذل جهود كثيرة في الوقت الحالي لإبعاد ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" عن مسارها الحقيقي.

تحدث الكاتب والسياسي في شرق كردستان، علي كريمي، إلى وكالة فرات للأنباء ANF، حول أحداث وأوضاع ثورة الشعوب في شرق كردستان وإيران تحت شعار "ثورة المرأة، الحياة، الحرية"، بالإضافة إلى المحاولات الرامية لتشويه الثورة، وأيضاً دعم الدول الغربية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودعم أهالي شرق كردستان وإيران للإحتجاجات.

ويولي الكاتب على كريمي في الجزء الأول من المقابلة للتقييم اهتماماً كبيراً حول ثورة الشعوب في إيران في العام 1979، وأيضاً حول الاحتجاجات من أجل الحرية، ومن بعد ذلك تأسيس الجمهورية الطائفية.  

وذكر أن كريمي مثلما كانت الدولة الغربية متورطة في تشويه ثورة 1979، تُبذل الآن جميع المحاولات لتشويه صورة الثورة الجديدة لشعب إيران الذي انتفض تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية" وتحريفها عن مسارها الحقيقي.

شعارنا كان "الوحدة، النضال، النصر"

وأوضح كريمي أن احتجاجات العام 1979، كانت تضم في الغالب الطلاب واليساريين، قائلاً: "لقد كانت جامعة أبزرغان على وجه الخصوص واحدة من الأماكن التي فيها الحركة الطلابية من أقوى الحركات، فعندما انطلقت ثورة 1979 في مدينة تاوريز، نزل غالبية الطلاب إلى الساحات، وكان شعارهم هو "الوحدة، النضال، النصر"، حيث كان هذا الشعار للشوعيين واليساريين، وكان الشوعيون والقوى اليسارية يتبوؤن القيادة لذلك، ونزل الآلاف من الطلاب إلى الساحات وتعرضوا للهجوم من قِبل قوات النظام، وأطلقوا الرصاص الحي على الطلاب، وفي تلك الفترة كان الطلاب والحركات اليسارية يقودون ثورة الشعوب الإيرانية".

وأفاد الكاتب كريمي بأنه في ذلك الحين، كانت هناك مجموعة صغيرة لم يعرفها أبداً من قبل، أطلقت شعار "طائفتنا الحسينية وقائدنا الخميني"، الذي أثار جدلاً واسعاً، وأردف قائلًا بهذا الصدد: "لقد قلنا نحن الطلاب لن ننادي بتلك الشعارات الإسلامية، لأن شعارنا كان "المطرقة"، وكانت المئات من المنشورات والصور بيد الطلاب، وكانت جميع الشعارات يسارية وشوعيية". 

استمرت ثورة الشعوب الإيرانية لمدة 19 شهراً

وذكر كريمي أن ثورة الشعب الإيراني استمرت في تلك الفترة لـمدة 19 شهراً، وتابع قائلاً: "باتت الثورة يوماً بعد يوم بالخروج من مسارها، حيث تم إخراجها أيضاً من مسارها، وكانت القوى التي تنادي بشكل يومي بالشعارات الإسلامية، هي الطاغية على المشهد، وبدأت المزيد من الاحتجاجات وقاموا بجذبها، وحالياً تجري محاولة لتمرير مثل هذه السيناريوهات، حيث في تلك الفترة، كانت قناة بي بي سي الكبيرة تبث رسائل الخميني إلى جميع أنحاء إيران، أو عندما كانت تصل الأشرطة الصوتية للخميني، كان يتم نسخ مئات الآلاف النسخ في وقت واحد وتوزيعها بسرعة كبيرة في جميع أنحاء إيران، وهذا يدل أنه كانت هناك قوة كبيرة تقف خلف تلك الحركة، وهذا يعني أن الخميني كان يتلقى دعماً كبيراً على المستوى الدولي، وكان الأكاديميون الدوليون يقومون أيضاً بالعمل نيابة عنهم ويجهزونهم للاستحواذ على احتجاجات شعب إيران.

 أمريكا كانت تقف خلف قوات الخميني

وكانت لإيران في تلك الفترة العديد من مؤسسات وأفرع التجسس والاستخبارات، وكانت قد وضعت إيران ضمن المنظمة الدولية Optîk Manorî، وكان للسفير الأمريكي في طهران سلويفان، في تلك الفترة علاقات مع تلك الجماعات المرتبطة بالخميني، فبحسب أمريكا، إذا انتصرت ثورة 1979، فسوف تنتصر ثورة الشعوب الإيرانية اليسارية والديمقراطية في إيران، ويتعاظم وجود الاتحاد السوفيتي ويفرض حكمه على العالم أجمع،  ولذلك، سعت أمريكا إلى إسقاط سلطة الشاه ودعم قوات الخميني."  

ولفت الكاتب على كريمي إلى عبدالكريم قاسملو عندما كانت الثورة قائمة في إيران، حيث كانت أمريكا منزعجة منه، ولهذا السبب قامت بإخماد تلك الثورة، وقال: "لهذا السبب، لم تكن أمريكا ولا الدول المهيمنة راغبة في صعود ثورة يسارية وشيوعية أخرى في إيران، على الرغم من أن الشاه لم يكن لديه القوة لوضع حد للاحتجاجات في ذلك الوقت، إلا أن أمريكا لم تعد تثق بالشاه، لذلك جلبت شخصاً مثل الخميني".

وأشار كريمي إلى أنه قبل 3 أشهر من اندلاع ثورة 1979، اجتمعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في غواتالوب، وتوافقت على الإطاحة بشاه إيران وإحضار الخميني إلى تصدير المشهد.

وتابع: "لهذا السبب، تحولت الحركة التي كان يقودها اليسار ضمن تلك الحركة الكبيرة في إيران خلال فترة قصيرة من الزمن، إلى حركة الإمام الحسين والشيعة، وأكد هذا الأمر أيضاً بدعم من القوى العالمية، وأصبح شعب إيران من أتباع الخميني وتلك النساء حاسرات الرأس وطهران التي كانت تُوصف بباريس سقطت تحت سلطة العباءة، حيث لم يُفرض ارتداء العباءة في السنوات الأولى، واقتصر الأمر فقط على فرضها في المدرسة، وأنا متأكد من أن هذا العمل لم يقم به رجال الدين، بل كان مدعوماً من الخارج على المستوى الدولي من قِبل المنظمات العالمية والاستخباراتية، وكانوا يدلون على الطرق والأساليب التي يجب اتباعها، لأنه عندما كان الخميني في فرنسا، كان المسؤولون الأمريكيون يزورونه هناك، ولكا لفرنسا أيضاً في ذات الوقت علاقات معه، حيث كانت اللوبيات الإيرانية تعمل على الدوام من أجله."

ثورة "المرأة، الحرية، الحياة" سبقت كل الثورات وأصبحت ملكاً للجميع

 

وأوضح الكاتب على كريمي المنحدر من شرق كردستان بأن ثورة الشعوب القائم على أساس شعار "المرأة، الحرية الحياة" هي ثورة "جينا" ولها شعار قوي، وتابع قائلاً: "جميع الشعوب في إيران يعتبرون أن هذا الشعار يخصهم، ويجب علينا ليلاً نهاراً أن نعمل من أجل هذا الشعار، والحقيقة أن هذا الشعار تجاوز الثورة الفرنسية في الباستيل وجميع الثورات الشوعية، ومن أوسع الشعارات، لا أحد يُقتل بهذا الشعار، ولا تُرتكب مجزرة، وليس فيه أي عنف، هذا الشعار هو لنا جميعاً، فجميع النساء ترين أنفسهن من خلاله، وحتى نساء "قم" ترين أنفسهن في هذا الشعار

هناك محاولة لإفراغ ثورة "جينا" من حقيقتها

واستطرد: "اليوم، ينزل جميع أهالي مدن كردستان وأيضاً الأهالي من شيراز حتى طهران وبلوشتان، خوراسان إلى الشوارع وينادون بتحقيق مطالبهم، والآن، يريد البعض إخراج ثورة جينا من مسارها الصحيح، على سبيل المثال، أسست أمريكا في العام 2002، مؤسسة باسم نايا، وكان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يدعمها، حيث كانت هذه المؤسسة تقود اللوبي والدعم للسلطة الحاكمة في إيران، كانت تقف هناك قوة وسلطة حاكمة أخرى خلف إيران، فإذا ما ألقينا نظرة على العمل الذي تم القيام به على مدى الـ 40 عاماً الأخيرة، سنجد بأنه مثل مشهد بانورامي ونرى بأنه لا توجد سلطة خدمت أمريكا والدول الغربية مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن بقاء جمهورية إيران الإسلامية في السلطة حتى الآن، فهو ليس فقط بفضل حكمة الملالي، بل أيضاً بفضل دعم اللوبيات الغربية والدولية، وهذا يجعل عملهم أسهل، وهذا الأمر أصبح وبالاً على شعب إيران، حيث لم تقدم أي دولة غربية حتى الآن الدعم بشكل جدي لثورة جينا المستمرة منذ حوالي 70 يوماً".

الشبيبة والمرأة انطلقوا على درب ثورتهم

وفي النهاية، أوضح كريمي أنه إذا كان تعداد سكان إيران 90 مليون نسمة، فإن 60 مليون منهم من الفئة الشابة، وهؤلاء الشباب لن يخضعوا تحت تأثير السياسة الامريكية والملالي، وقال: "لقد انطلقوا مع المرأة على درب ثورتهم".