آمارا شرفان: إرادة المرأة لم ولن تستسلم لأحد

أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ)، آمارا شرفان، أن المرأة في روج كانت على الدوام ذو دور فاعل وحاسم في الحرب ضد الإرهاب والاحتلال، لذلك تسعى قوى الارهاب والاحتلال دوماً إلى استهدافها.

بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير مدينة منبج من إرهاب داعش، تحدثت القيادية في وحدات حماية المرأة لوكالة فرات للأنباء (ANF) وتساءلت في بداية حديثها:" لما الحرب، ولما الحاجة إلى الكفاح المسلح؟ لا شك أن تحرير وطن و شعب من الظلم والاضطهاد، بحاجة إلى الكفاح المسلح كسبيل للخلاص من الظلم والاضطهاد وتحقيق الحرية، ونحن في قوات الدفاع عن الشعب والمرأة انحصرت مهمتنا الأساسية والوحيدة في الدفاع عن الشعب، وكنا ملتزمين على الدوام بالمعايير الأخلاقية والانسانية في الحرب، بحسب العهود والمواثيق الدولية، وهدفنا الأساسي هو الدفاع عن المضطهدين وحمايتهم وتحريرهم من خطر الإرهاب والإبادة التي تُفرض عليهم ولذلك بدأنا بالكفاح المسلح ضد قوى الإرهاب والإبادة التي تعادي الشعوب".

وأعلنت آمارا شرفان أنهم قوة تقاتل من أجل نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وقالت:" إحدى حملاتنا العسكرية، كانت حملة منبج، كانت منبج إحدى المناطق التي تتمتع بخاصية استراتيجية، حيث يعيش فيها الكرد والعرب ومكونات أخرى، أهالي منبج أصحاب فكر وثقافة ديمقراطية، تنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيتين حاولتا القضاء على إرادة الشعب وفرض الهوية الإسلاموية عليهم، بهذا ترعب الشعب وترتكب المجازر بشكل علني، وتحول دون نهوض الشعب، وكان الأهالي لا حول لهم ولا قوة في ظل الإرهاب الذي كان يمارس حينها، ولكننا شعرنا وأدركنا بأن الأهالي في هذه المنطقة ينتظروننا على أحر من الجمر، هذا الأمر منحنا قوة كبيرة، كما كان البعض يتساءل عن أسباب تأخرنا عليهم! بالطبع كان هدفنا الأبعد هو تحرير مدينة جرابلس بعد تحرير منبج".

وتابعت حديثها: "في منبج حققت بعض تكتيكاتنا وأساليبنا نجاحات العسكرية، كان هدفنا الرئيسي القتال وفق المعايير الأخلاقية، لا يمكن أن تفشل قوة تمتلك أخلاقاً عسكرية، وحربنا ليست فقط حرباً نفسية بل حربٌ ذهنية أيضاً، حيث كان العدو من خلال تكتيكات زرع الألغام ونصب الكمائن والقنص والحصار، يسعى إلى كسر الإرادة، ولكننا أدركنا كل ذلك و نسقنا هذه الأمور على مستوى عالي، وركزنا على حماية المدنيين، لأن الكثير من الأبرياء كانوا محاصرين من قبلهم، في المستشفى على سبيل المثال، تم استخدام عشرات الأطفال والنساء وكبار السن كـ دروع بشرية".  

وصرحت القيادية في وحدات حماية المرأة آمارا شرفان، أن قواتهم ردت بقوة على مرتزقة داعش، وقالت: "كانوا يهاجمون، لكننا لم نستخدم السلاح يشكل عشوائي، كنا نتقدم بصبر وبشكل مدروس، وخاصة كنا نقترب بحساسية من المدارس والمشافي، في الأماكن المقدسة، والأماكن التي تحمل القيم الأخلاقية للمجتمع لم نكن نستخدم الأسلحة، من هذه الأماكن هوجمنا، لكننا كنا نتصرف بحذر شديد، كان مبدأنا عدم إلحاق الأذى بالشعب والقيم المادية والروحية للشعب، دائماً كانوا يتقدمون بالمدنيين ويستخدمهم كدروع، في كل خطوة كنا نصطدم بالألغام، زرعوا الألغام في كل بيت وكانت تنفجر.

من أجل مصالحهم القذرة، أضروا بالقيم المادية للشعب والتي حققوها بجد وتعب السنوات، بالطبع كان هناك غنى في التكتيكات، لأنهم كانوا يعلمون أنهم إذا فقدوا مدينة مثل منبج، فلن تكون هناك فرصة لداعش في النمو والقوة، لذلك حتى تحرير منبج بالكامل، تصرفنا بحذر وحساسية، وسرنا بالعملية، عانى الشعب كثيراً على يد هؤلاء، وقع العديد من الأطفال والنساء والأبرياء ضحايا للحرب القذرة لداعش، عدو الإنسانية، وآخر الأمر، عندما بقي حيّ أو حيّين في أيديهم، حاولوا إنقاذ الوضع ببعض الاتفاقيات، وهددونا بالقول" إذا لم تسمحوا لنا بالخروج، فسوف نستخدم الفدائيين".

لم نخضع لتلك التهديدات، ولكننا لسنا حركة تضع القتل نصب عينيها، هدفنا هو تحرير المدينة والانسان، ولكي لا يمس أي ضرر بالشعب، فتحنا ممراً انسانياً، لقد قتل الآلاف منهم، كما جرح الكثيرين وعندما خرجوا عبر الممر استخدموا بعض المدنيين كأسرى.

كانوا قد أسسوا نظام مبني على الخوف والترهيب، عندما سمع الشعب أننا بدأنا بالعملية فرحوا كثيراً، كانوا ينتظروننا، لأن داعش كان يتقرب من الشعب بغضب كبير حيث قتل الكثير من المدنيين، قواتنا التي حاربت هنا، خاضوا حرباً إرادة كبيرة، لم تتراجع ولم تتوقف، كان الأمل والمطلب كبير جداً، لأننا كنا فدائيين نسعى الى تحرير شعب، دربنا أنفسنا حسب الظروف الصعبة، اصبح لدينا شهداء عظام، كل شهيد أصبح سبباً في مشاركة كبيرة وذات إرادة، كان هدف كل الذين انضموا الينا من الكرد والعرب ومن الأجزاء الأخرى من كردستان هو تحرير المدينة والانسان، كان إرادتهم قوية للغاية، بهذا الشكل كانوا يردون على الهجمات، في الحرب التي استمرت لثلاثة أشهر كانت المقاومة بهذا الشكل".

إرادة المرأة تزداد قوة وتنظيماً يوماً بعد يوم

قالت القيادية في وحدات حماية الشعب آمارا شرفان:" إن العدو كان يهاجم المرأة بشكل خاص، كان يسعى لأسر المقاتلات، بهذا الشكل كان يسعى فرض مطالبه على حركة الحرية، والهدف هنا هو كسر إرادة المرأة، ويهاجم على هذا الأساس، مثلاً، الرفيقة كوجرين حينما كانت تحاول تحرير الرفيقات الجرحى، حاول مرتزقة داعش أسرها، الرفيقة كوجرين نفذت عملية انتحارية، لم تكن هذه العملية من أجل تحريرها جسدياً فحسب، بل في نفس الوقت من أجل تحرير روحها ايضاً، أظهرت أن إرادة المرأة لن تستسلم لأحد قط، قوة وإرادة ومشاركة المرأة تزداد يوماً بعد يوم، لأن غضبنا يزداد كلما استشهدت إحدى رفيقاتنا، كل طلقة نطلقها، هي انتقام لامرأة، لذلك كان مرتزقة داعش تخاف من المرأة كثيراً في منبج، زغاريد المقاتلات في ساحات الحرب، كانت تكسر إرادته، ومرتزقة داعش كانوا يعترفون بذلك بأنفسهم".