الرئيس المشترك للإدارة الذاتية يشدد على الحوار والنظام اللامركزي لحل الأزمات

شدد الرئيس المشترك للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، حسين عثمان، خلال حديث مع وكالة أنباء هاوار، على ضرورة الحوار وأهمية بناء نظام لامركزي لحل كل الأزمات.

يرى الرئيس المشترك للإدارة  الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا حسين عثمان أن الصراعات والنزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، كما في سوريا واليمن، أو المواجهات السياسية بين الدول مثل إيران والسعودية، والمواجهات التاريخية كما في فلسطين وإسرائيل، تجعل من الصعب الوصول إلى حلول عملية تدفع باتجاه الاستقرار.

ولفت حسين عثمان في البداية الانتباه إلى أسباب هذه الصراعات، موضحاً أنها نتيجة النظام السياسي القائم في الشرق الأوسط، المتمثل في الإصرار على نهج الدولة القومية، وتطبيق النظام المركزي في الحكم، الذي يعدّ نظاماً سلطوياً، يستبعد مشاركة الشعب بأي قرار، وفي أي استراتيجية يضعها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلات وحالة من عدم الرضى لدى الشعوب وانفجارها لأزمات.

وأوضح حسين عثمان "من هنا نجد المشكلة معقدة بين التدخلات الخارجية في شؤون الشرق الأوسط، ورغبة الشعوب في تغيير النظم السياسية التي تعتمد مبدأ المركزية والسلطوية".

مشروع الإدارة الذاتية قائم على تكاتف جميع أبناء المنطقة

وأضاف حسين عثمان "نحن في الإدارة الذاتية، استطعنا التغلب على العديد من هذه المشكلات، وأولى النقاط التي يرتكز عليها مبدأ الأمة الديمقراطية ومبدأ الإدارة الذاتية في تكويناتهما، هو التقاء جميع المكونات حول هذا المشروع السياسي؛ لأنه قائم بالدرجة الأولى على تكاتف جميع أبناء المنطقة، وإشراكهم، بجميع مكوناتهم العرقية والدينية، في إدارة هذه المنطقة وبناء قدراتها، ولم تسمح بالتدخلات الخارجية في شؤونها".

الإدارة الذاتية حل لمشكلات الشرق الأوسط

وأردف حسين عثمان " أضحت الإدارة الذاتية حلاً لمشكلات الشرق الأوسط. لاعتمادها على مبدأ الحوار والارتكاز على التعايش المشترك بين جميع المكونات، بغضّ النظر عن الدين أو المعتقدات والقوميات".

ولفت حسين عثمان "هذا المشروع الذي استطعنا من خلاله، توحيد كل القوى المجتمعية الموجودة في شمال وشرق سوريا، سيكون له أثر كبير على الساحة السورية برمتها، التي ما زالت تعاني وتراوح في أزمتها، ومن ثم يكون منهجاً لحل كل مشكلات الشرق الأوسط".

وأوضح عثمان "كمثال على ذلك القضية الكردية التي تعدّ من القضايا المهمة في الشرق الأوسط، لم يسعَ المجتمع الدولي إلى الآن، لإيجاد حلول لها، مما كان سيؤدي إلى زيادة التوترات والصرعات في المستقبل، لكن عبر الإدارة الذاتية يُطرح الحل".

ونحن في الإدارة الذاتية، نجد أن الحوار هو خير وسيلة لإنهاء هذه الأزمات في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن "الإدارة الذاتية حملت في جعبتها الحلول للمشكلات في سوريا، وإنهاء أزمتها، وأطلقت من خلال هذه الحلول، رسالتها التي اعتمدت بالدرجة الأولى على مبدأ الحوار".

النقاط الإيجابية

وأوضح حسين عثمان "كانت لدينا مبادرة أطلقناها، وتنص على وحدة الأراضي السورية بالدرجة الأولى، وأيضاً اعتمدت على الحوار من أجل إنهاء حالة النزاع السوري وحالة الفوضى التي يعيشها الشعب السوري منذ أكثر من عقد".

وأكد "اعتمدت الإدارة الذاتية في المبادرة التي أطلقتها، على عدة نقاط أساسية لكل المهتمين بالشأن السوري، وعليهم الاطلاع عليها".

وتابع عثمان "من بنود مبادرة الإدارة الذاتية؛ المحافظة على وحدة الأراضي السورية، واعتماد مبدأ الحوار من أجل حل كل المشكلات العالقة في سوريا، وطبعاً هناك دائماً، من يحاول ضرب مشروع الإدارة الذاتية، وهم من يخشون هذا المشروع المبني بالدرجة الأولى، على اللا مركزية والنظام الديمقراطي".

التحديات والمعوقات

وأوضح حسين عثمان أن "هناك العديد من القوى المعادية لمشروع الإدارة الذاتية المستند إلى الحوار والتكاتف بين جميع المكونات، وتخشى استمراره وتطوره، لما له من تداعيات على النهج الديكتاتوري أو المركزي الذي تعتمده هذه القوى وهذه الدول".

وفي سبيل مواجهة تلك المعوقات، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، حسين عثمان، قال: "هم يريدون وأد مشروع الإدارة الذاتية، لكننا مصرون أن هذا المشروع يمثل الخلاص بالنسبة لسوريا وأزمتها، وهو لكل السوريين، ونحن لا نحتكره فقط لمناطق شمال وشرق سوريا، ونريده أن يرى النور في سوريا عموماً والاستفادة منه في بلورة حل حقيقي للأزمة السورية".