القصف الشبه يومي مخطط تغيير ديمغرافي ومحاولة حرمان أهالي عفرين من حق العودة

القصف الشبه يومي على مناطق الشهباء وبالأخص بلدة تل رفعت هي خطة قذرة تعمل عليها الدولة التركية وبالتنسيق مع الدول الخليجية مثل قطر والكويت، لإحداث التغيير الديمغرافي وحرمان أهالي عفرين من العودة إلى ديارهم.

مرة أخرى تطال أيدي الغدر العثمانية الشعب الأعزل بهجماته الوحشية على مدينة تل رفعت المكتظة بمهجري عفرين، وعلى اثره أصيب 5 أشخاص من المدنيين والأبرياء منهم 4 أطفال في مدينة تل رفعت، الصامدين والمستمرين في مقاومتهم في مناطق الشهباء في سبيل تحرير أرضهم من رجس العدو الغاشم والمرتزقة المتمثلة بالفكر الظلامي الراديكالي.

وتستمر دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بجرائمها الشبه يومية من خلال القصف المتكرر الذي يطال المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء من مهجري عفرين النازحين إلى مناطق الشهباء.

وفي هذا السياق أجرت وكالة فرات للأنباء ANF لقاء مع الإداري  في مشفى آفرين، الدكتور آزاد رشو، حول الوضع الذي يعيشونه النازحون في ظل استمرار القصف التركي الوحشي، حيث قال: " بتاريخ 15 شباط تعرضت مدينة تل رفعت لقصف وحشي بالمسيرات التركية، حيث جرى استهداف المدنيين في مدينة تل رفعت، وتعرض خلالها الطفل ابراهيم عبدو (7 سنوات) بكسور في ساقه، حيث خضع لعملية جراحية ولا يزال إلى اللحظة يتلقى العلاج في المستشفى.؛ كما تعرضت أيضاً الطفلة زيلان محمد قاسم للإصابة نتيجة قصف الاحتلال التركي، وتم إحالة الطفلة زيلان إلى مدينة حلب لأجل تلقي العلاج اللازم. 

وتابع الدكتور آزاد حديثه، وقال: " إن المناطق التي يقيم فيها مهجري عفرين تتعرض لقصف مدفعي أو بوساطة المسيرات التركية بشكل شبه يومي، وهذه الانتهاكات بحق المدنيين العزل في مناطق النزاع، تصنف جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي بتهمة إرهاب دولة.

واختتم الإداري في مشفى آفرين، الدكتور آزاد رشو، حيث قال: نحن الكادر الطبي في مشفى آفرين، ندين ونستنكر بشدة الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحق النازحين من أبناء عفرين في مخيمات النزوح بمدينة تل رفعت في مناطق الشهباء؛ وشعبنا كما عهدناه دائماً هو صامد في وجه كل الأعمال الإجرامية التي يرتكبها العدو التركي، فقد أثبت صموده ومقاومته خلال السنوات الخمس الماضية، رغم ضآلة الإمكانيات.....كما تجدر الإشارة إلى النقص الشديد في معدات المشافي والأدوية نتيجة الحصار المفروض على مناطق الشهباء من قبل الحكومة السورية، ولذلك نطالب المجتمع الدولي و دول الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية، أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه النازحين لأجل وضع حد لكل هذه الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها مهجري عفرين في مخيمات النزوح.

كما أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاءاً آخر مع الناطق الرسمي لمنظمة حقوق الانسان في عفرين، ابراهيم شيخو، تحدث فيه عن الاستهدافات التي تطال المدنيين العزل من مهجري عفرين في المخيمات وكذلك القرى المنتشرة في مناطق الشهباء، وقال شيخو: شهدت مدينة تل رفعت المكتظة بمهجري عفرين بتاريخ 15 شباط في تمام الساعة 2 ونصف لقصف عنيف من قبل طيران الاستطلاع التركي بأكثر من ستة صواريخ، استهدفت منازل مهجري عفرين، وعلى إثر ذلك القصف أصيب أربعة أطفال بجروح متفاوتة حيث جرى نقلهم إلى مشفى فافين لتلقي العلاج؛ كما يتسبب القصف المتكرر بإلحاق الأضرار بممتلكات المدنيين ويخلق حالة من الخوف والذعر لدى المواطنين بشكل عام وخاصة الأطفال؛ فالقصف التركي الذي جرى بأكثر من 20 قذيفة وصاروخ، طال معظم مناطق الشهباء من طريق دير جمال إلى كفر ناصح وكفر نايا وفافين، كما تلا هذا القصف بالطيران المسير، قصف مدفعي استهدف محيط مخيم عفرين ومخيم العصر الذي يقطنه آلاف العائلات المهجرة من عفرين".

وأضاف شيخو في حديثه: إن الاستهداف الشبه يومي على مناطق الشهباء وخاصة بلدة تل رفعت هي رسالة من قبل دولة الاحتلال التركي لإجبار المدنيين على التهجير ايضاً من مناطق الشهباء... و بموجب المعلومات المتوفرة هناك أكثر من 22 ألف من مهجري عفرين يقطنون في مدينة تل رفعت التي تتعرض للقصف منذ احتلال عفرين؛ كلنا نعلم على أن مدينة تل رفعت شهدت مجازر راح ضحيتها أطفال، إحداها كانت في العام 2019 حيث استهدفت مدفعية الاحتلال التركي أطراف مدينة إعزاز وتل رفعت، استشهد خلالها 8 أطفال كما أصيب عدد من الأطفال والنساء وكذلك في العام 2021 وخلال قصف مدفعي للاحتلال التركي، حدثت مجزرة أخرى راح ضحيتها عدد من النساء، إضافة إلى المجزرة التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي في قرية آقيبه والتي تسببت باستشهاد عائلة بأكملها.

وأشار إبراهيم في حديثه قائلاً " ففي ظل صمت المجتمع الدولي وتخاذل الدولة السورية في عدم تحريك ملف هذه الانتهاكات دبلوماسياً على الصعيد الدولي كون الدولة السورية لديها مقعد دائم في الأمم المتحدة وتستطيع تحريك ملف الانتهاكات الذي يحصل في مناطق الشهباء ولكن  نخشى أن يكون هناك اتفاقيات متبادلة بين الطرفين عن طريق الضامن الروسي الذي يسهل هذه العمليات كون اننا نعلم تل رفعت يوجد بها مقر للمصالحة الروسية، فما دور روسيا في هذه المنطقة من حيث مراقبة الأوضاع وتهيئة الوضع وعدم تصعيد الصراع بل بالعكس من ذلك فإن هذه النقاط المتواجدة لتكون هذه المناطق المأهولة معرضة للاستهدافات التركية والنزاع المسلح ويكون ضحيتها المدنيين العزل المتواجدين في مناطق الشهباء.

وفي الختام قال الناطق الرسمي لمنظمة حقوق الانسان-عفرين: إن هذا القصف المتكرر الشبه يومي هي رسائل جداً قوية من دولة الاحتلال التركي، لحرمان مهجري عفرين من حق العودة الى مدينة عفرين المحتلة من قبل الدولة التركية، ومقابل ذلك هناك صفقات دولية قذرة تعمل عليها تركيا بالتنسيق مع الدول الخليجية مثل قطر والكويت وإسرائيل بشكل غير مباشر عبر منظمة إخوانية ترسل الأموال الى مدينة عفرين لبناء المستوطنات لتوطين الفلسطينيين في عفرين، ولذلك فأن القصف الشبه يومي هو مخطط للتغيير الديمغرافي وحرمان أهالي عفرين من حق العودة إلى ديارهم، فجميع القوى الخارجية لها يد في هذه الانتهاكات ومن بينها روسيا.