اوضح الحقوقي والعضو في الهيئة الرئاسية لمجلس الرقة المدني، حسن مصطفى، ان الأزمة السورية ستخل عامها الـ 11 بعد أيام قليلة الا انه لم يتم إيجاد حلولاً الى يومنا هذا وذلك بسبب التدخلات الخارجية التي تهدف لخدمة مصالحها من خلال تعميق الأزمة وإطالة أمدها، مؤكداً ان نموذج الإدارة الذاتية الحل الأمثل لأنهاء هذه الأزمة، وقال: "التسويات الفردية التي يتم طرحها حالياً لا يمكنها حل الأزمة السورية".
تزداد الأزمة السورية تعقيداً عام بعد عام ويبتعد حلها عن أعين السوريين شيئاً فشيئاً نتيجة عدم تخلي النظام السوري عن ذهنية ما قبل 2011 وتدخل الدول الخارجية التي تهدف لخدمة مصالحها على حساب تعميق الازمة وإطالة امدها، فالنظام السوري مصر على سياسة التسويات في المنطقة كحل للأزمة السورية، إلا أن هذه التسويات فردية وليست شاملة لكل السوريين، ولا يمكنها ايجاد حل يحتوي جميع المكونات السورية.
وطالبت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مرات عديدة الجلوس على طاولة الحوار مع الحكومة السورية وإيجاد حل يضمن حقوق جميع المكونات والطوائف السورية إلا أن الأخيرة لا تتخلى عن ذهنية ما قبل 2011، وهذا دليل واضح بأنها تسعى لإطالة الازمة، والمتضرر الوحيد هو الشعب السوري عاش ويلات الحرب وما يزال يعيشها.
ومن جهة أخرى تستمر دولة الاحتلال التركي بارتكاب الجرائم والانتهاكات غير الإنسانية عبر قصفها للمناطق الآهلة بالسكان، وفرض سياساتها القذرة بحق السكان الأصليين في المناطق المحتلة، وسط صمت دولي واضح، وهذا دليل آخر بتواطؤ الدول الخارجية في عرقلة الحل في سوريا.
وفي هذا السياق، اجرت وكالة فرات للأنباء ANF لقاءً مع الحقوقي والعضو في الهيئة الرئاسية في مجلس الرقة المدني، حسن مصطفى، والذي أكد بأن نموج الإدارة الذاتية هو الحل الأمثل لأنهاء الأزمة السورية، وقال: "مضى على الحراك السياسي الذي عاشته سوريا 11عاماً، حيث بدء الحراك سلمياً لمدة 6 أشهر, الا ان الاجندات الخارجية لم تسمح لهذا الحرك بأن يبقى سليما خوفا من ضرب مصالحها فيما بعد ولعبت دورها في تحويلها الى حراك مسلح مما أدى لتأجج الموقف، الى ان دخلت الأزمة السورية نفق مظلم لم يعرف له خلاص، وعلى مدى 11 سنة لا يزال السوريين عاجزون عن إيجاد حل سياسي يرضي جميع الأطراف السورية".
وأضاف مصطفى: "بالرغم من كل المباحثات مع القوى الدولية الفاعلة في الملف السوري، ترى هذه القوى بأن الحل يستند للقرار 2254 المتمثل ببيان جنيف الأول، الذي صاغ الخطوط الرئيسة للحل السياسي في سوريا، لكن الحكومة السورية لازالت تساوم وتماطل في حل الأزمة، وهذا ما يصعد من وتيرة المنطقة ولا تخدم الحل السياسي السوري، لهذا نقولها مراراً وتكراراً بأن الحل الأمثل هو عبر الحوار السوري-السوري بعيد عن التدخلات الاجنبة".
تركيا استغلت الأزمة السورية لتصدير أزماتها الداخلية
وعن استغلال دولة الاحتلال التركي الازمة السورية للتستر على ازماتها الداخلية وتصديرها الى الدول المجاورة قال حسن مصطفى: "الجانب التركي لم يتخلى عن اطماعه التوسعية في المنطقة، واستغل الحراك السياسي في سوريا من خلال تجنيد الفصائل والمرتزقة المسلحة والمتطرفة لصالحها، والتي وجدت في تركيا الحاضنة الأمنة لها".
وتابع: "عملت تركيا على تجنيد الفصائل لاستخدامهم كورقة استغلال للمزيد من الابتزاز السياسي، وهدفها الأساسي هو إعادة إحياء الامبراطورية العثمانية، الا انها نسيت بأننا في القرن الواحد والعشرين، وهذا القرن لم يعد فيه عصر الامبراطوريات".
كما اشار حسن مصطفى الى نتيجة تدهور الأوضاع الداخلية والسياسية في الداخل التركي المتمثل بحزب العدالة والتنمية، والتي آلت بتخلي العديد من القيادات التركية وانضمامها لصفوف المعارضة التي لم تتوافق مع برنامج ونهج أردوغان، فيما لجأ الاخير إلى الابتزاز السياسي والعسكري لتصدير أزمته الداخلية إلى الخارج، والحصول على المزيد من الوقت لترميم منزله من الداخل، لكنه لم ينجح في ذلك".
التسويات الفردية لا تساهم بحل الأزمة السورية
وتطرق حسن مصطفى خلال حديثه الى التسويات الفردية وقال: "أقدمت الحكومة السورية في الآونة الاخيرة، على فتح باب التسويات الفردية أمام السوريين لتسوية أوضاعهم في كافة المدن السورية وفق القانون السوري، الا ان هذه التسويات الفردية لا تخدم الحل السياسي في سوريا بأي شكل من الاشكال، وانما تأجج الأوضاع وتزع بذور الفتنة بين الشعب السوري، لأن الازمة السورية يمر بها جميع السوريين وليس فردا او اثنين".
وأضاف: "نأمل بأن يكون هناك تسويات سياسية حقيقة ترضي جميع السوريين بكافة مكوناتهم، وبالتالي نكون قد انجزنا الحد الادنى من أهداف الشعب السوري الذي خرج من أجله منذ بداية الثورة السورية".
الحرب الروسية الاوكرانية فرق حسابات بين الدول الكبرى
واكد حسن مصطفى ان الحرب الروسية الاوكرانية فرق حسابات بين الدول الكبرى وقال: "لا شك أن الصراع القائم بين حلف الاطلسي والاتحاد الروسي، ليس بالأمر الجديد، وإنما هو امتداد للحرب الباردة التي انطلقت منذ الستينات، ولا زالت قائمة حتى الآن بالرغم من انهيار العقد السوفيتي ومنظومة حلف وارسو، هذه المسألة لم تترك خياراً لدول اخرى من أجل إيجاد حل حقيقي يحقق الأمن والاستقرار الدولي في سائر مناطق العالم؛ هناك صراعات حقيقية على مناطق النفوذ بين القطبين الرئيسين اتحاد الروسي ولولايات المتحدة الأميركية، فالأولى تسعى حالياً للعودة كقوة عالمية جديدة، قطب جديد بالتعاون مع الصين وكوريا الشمالية من خلال هذين الشريكين الفاعلين".
واضاف حسن مصطفى: "يسعى الجانب الروسي لتحقيق معادلة القطبين المتعادلين أو المتنافسين على مستوى الساحة السياسية العالمية، لأن هيمنة قطب واحد على سياسة عالمية ليس من مصلحة أي دولة في العالم ومصلحة الاستقرار الدولي، وعلى هذا الاساس ندرك من تلك الصراعات والنزاعات السياسية بين تلك الدول، بوجود مصالح مشتركة سواء على مدى المنظور أو على المدى البعيد".
واوضح مصطفى ان الصراعات على مناطق النفوذ لكلا الدولتين تم اقتسامها بين الطرفيين منذ سبعينيات القرن الماضي، وهناك تفاهمات كبيرة عليها، ولكن بالنتيجة يدفع بعض الدول الصغيرة الثمن نتيجة هذه الصراعات، ويعتبر فرق حسابات سياسية بين الدول الكبرى.
نموج الإدارة الذاتية هو الحل الأمثل للأزمة السورية
واكد حسن مصطفى ان نموج الإدارة الذاتية هو الحل الأمثل للأزمة السورية وقال: "أهم شيء نجم عن الأزمة السورية هو وجود تيار ثالث لم يكن مع المعارضة بكل ما تحمله من ايدلوجية وفكر وبرامج واجندات، ولم يكن مع النظام وما يحمله من أسلوب سياسي عفى عنه الزمن ولم يعد مقبول في القرن الواحد والعشرون، هذا التيار هو تيار نموذج الإدارة الذاتية، الذي تم طرحه أكثر من خمس سنوات، هذا التيار يعمل على إقامة نظام سياسي ديمقراطية حقيقي يحتضن حقوق كافة السوريين بمشاركة كافة المكونات، ولهم كل الحقوق لممارسة الحريات التي صانها لهم الدستور سابقاً".
واوضح حسن المصطفى أن العقد الاجتماعي الذي تم النقاش عليه منذ مدة أكد على مسألة حقوق السوريين بكافة مكوناته سواءً في مناطق شمال وشرق سوريا أو سائر الجغرافية السورية وقال: "ما حققته الإدارة الذاتية من انجازات عبر مسيرة بنائها استطاعت أن تشكل علامة فارقة في السياسية السورية، وهذا رأي العديد من المنصفين والموضوعيين سواء أكانوا في الداخل السوري أو خارجه، حيث يرون بأن الادارة الذاتية وما أنجزته خلال الفترة الوجيزة، وبالرغم من كل الظروف الصعبة والتحديات بدءً من الهجمات التركية وانتهاءً بأحداث سجن الحسكة، استطاعت ان تثبت بانها قادرة على ادارة مناطقها بشكل الامثل وتحقق ولو بالحد الادنى ما يرنوا إليه السوريين.
واختتم حسن مصطفى حديثه قائلاً: "من هنا نجد ويتفق معنا الكثير من الموضوعيين والعقلانيين من اصدقائنا بأن نموذج الإدارة الذاتية الحل الأمثل للأزمة السورية على المدى المنظور".