الدار خليل: النظام السوري يظهر بعض المواقف الإيجابية حيال الاحتلال

صرح عضو لجنة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الدار خليل أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية في موقف النظام السوري هذه المرة، وقال " يبدو أن لديهم مواقف إيجابية حيال الاحتلال، وسيتم اتخاذ بعض الخطوات الايجابية".

تحدث عضو لجنة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الدار خليل، لوكالة فرات للأنباء ANF، ولفت الانتباه في البداية إلى العزلة الشديدة المفروضة على القائد عبدالله اوجلان وقال: "بشكل أساسي عندما بدأت المؤامرة الدولية كان الهدف هو عزل وحظر فلسفة القائد آبو ومنعها من أن تكون قوة تدخل من أجل التغييرات المحتملة في الشرق الأوسط، وعلم النظام أنه كان في أزمة، وخلال فترة ربيع الشعوب استمرت العزلة والهجمات ومنع انتشار أفكار وفلسفة القائد آبو من خلال هذا النظام، وكان اعتقال القائد آبو في إمرالي ومنعه من لعب دور رئيسي في التغييرات.

وخاصة منذ عام 2015 وما بعده، تم تكثيف العزلة بشكل أكبر، حيث شهدوا التغيير والتطور يحصل بشكل يومي، لقد رأوا أن كل لقاء يجري مع القائد آبو يمثل نقطة تحول، وعُلِم أن مشروع الحرية والديمقراطية بأفكار القائد آبو، سينهي حكمهم وسيهزمهم، لذلك شددت العزلة على القائد.

من ناحية أخرى، تعرضت الدولة التركية في السنوات الأخيرة لضربات شديدة وموجعة داخليا وخارجيا، كما تعرضت مرتزقتها داعش الإرهابي لضربات شديدة ايضاً، والمشروع الذي يقام في المنطقة هو مشروع القائد آبو، ورداً على هزيمتها شددت العزلة على القائد اوجلان.

ففي الواقع، إن اعتقال القائد آبو مخالف للقانون، كما أن العزلة غير مقبولة، فهي جريمة ضد الإنسانية، فيجب على العالم بأسره والإنسانية وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان أن ينتفضوا ضد ذلك ومعارضتها.

وقيّم الدار خليل استشهاد نائب رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فرهاد شبلي الذي تعرض للهجوم في السليمانية في 17 حزيران، وأكد أن الدولة التركية تقف ضد مشاريع أنصار الحرية والاجتماعية و الديمقراطية، وهي لا تقبل أي تطور من شأنه أن يحل المشكلة الكردية ويضمن للكرد حقوقهم، حيث تستهدف الإدارة الذاتية التي تضمن الاستقرار في المنطقة، والتي تجمع المكونات الكردية، العربية، السريان، الآشوريين و التركمان معاً، و لأنه يرى أن المرأة تتحرر ولديها المزيد من الإرادة وأن المجتمع متحرر والمشكلة الكردية تتجه نحو الحل، لذا فهم لا يقبلونها، لهذا السبب تعتبر هذه الإدارة وأولئك الذين يعملون معها أعداء لها، ويهاجم الإدارة بكل قوته، وفي الآونة الأخيرة، استهدفت سيارة الرفيق فرهاد مما أدى الى استشهاده.

وذكر الدار خليل إنه عندما يتعلق الأمر بتحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، يجب أن يعلم أن الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK ينتمي أيضاً بشكل غير رسمي إلى هذا التحالف، قائلاً: "اسم الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK لم يذكر رسمياً، لأنه ليس جزءاً من الجمهورية التركية، لقد كان الحزب الديمقراطي الكردستاني بالفعل جزءاً من هذا التحالف، ويقوم بتنفيذ مشاريع حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في الساحة الكردية، حيث يعمل حزب العدالة والتنمية في ساحة، وحزب الحركة القومية في ساحة، والحزب الديمقراطي الكردستاني في ساحة أخرى، ويعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK نفسه مسؤولاً عن تنفيذ كل ما يخطط له حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وتقوم هذه الخطة على عداء الشعب الكردي وحركة الحرية.

كما تحدث الدار خليل عن زيارة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إلى كري سبي، قائلاً: "احتلت الدولة التركية جرابلس، إعزاز، الباب، عفرين، سري كانيه وكري سبي، وهناك مجموعات من المرتزقة التابعة لها في إدلب أيضاً، وكل هذه المناطق من إدلب حتى سري كانيه تحت الاحتلال، لقد زار الوزراء والإداريون وولاة هذه المناطق المحتلة عدة مرات من قبل، ويريدون دائماً أن يقولوا: هذه الأراضي هي أراضي تركيا، ولن نخرج من هنا، بل على العكس، سنزيد من الجهود لتوسيع الجمهورية التركية، والحرب مستمرة، يحاولون بدء حرب أكثر عنفاً، ويريدون أن يقولوا:" سنواصل هذه الحرب ونحتل المزيد من أراضيكم".

وبشأن الاستعدادات لهجوم جديد محتمل، قال الدار خليل: "في الماضي، عندما كانت هناك هجمات الاحتلال، كانت هناك مقاومة ايضاً، وكانت المقاومات مقدسة، وفي سبيل هذه المقاومة تم تقديم العديد من الشهداء والجرحى، وقدم شعبنا دعماً كبيراً لهذه المقاومة، واكتملت النواقص التي ظهرت في هذه المقاومات، وخاصة تم اكتساب الخبرة لاسيما في تنظيم المجتمع، فبعد احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي، أجريت أبحاث ولقاءات عدة، جرت محاولات للإجابة على أسئلة " ألا يمكن أن تصل هذه المقاومة إلى مرحلة أكبر حتى لا يكون هناك احتلال"، والآن هناك حقيقة حرب الشعب الثورية وانخراط المجتمع في هذه المقاومة من خلال تنظيم نفسه على هذا الأساس، إذا حدث هذا، وقمنا بإضافة إجراءات مختلفة بناءً على الخبرات المكتسبة من الحروب السابقة، فإذا جاءت الدول التركية فسوف تنكسر وتندم،  فستتلقى نتائج سلبية وستتكبد خسائر فادحة، مما سيجعل الدولة التركية من رؤية الحقيقة، وهكذا سيتم اغتنام الفرصة لتحرير الاراضي المحتلة".

كما قيّم خليل المحادثات بين روج آفا ودمشق، قائلاً: "هذه المرة هناك بعض المؤشرات الإيجابية في موقف النظام السوري، ففي الماضي عندما كانت تُشن هجمات كان موقفهم محرجاً بعض الشيء، أما في هذه المرة يرى المرء أن لديهم موقفاً ضد الاحتلال، وهذه هي الطريقة التي وجدناها مناسبة، إنه واجبهم على أي حال، ويجب عليهم حماية حدود البلاد، وإذا بدأنا بالمبادرة سنحاول قبولها، رغم الموقف المناهض للاحتلال فيجب عليهم أن يقاوموا، وحتى الآن هذا العمل مستمر، وهناك أمل في أن نتخذ خطوات كبيرة في هذا الصدد، بالطبع العملية ليست كما كانت من قبل، سيتم اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية".

وتحدث الدار خليل بشأن هذا السؤال "في اللقاءات مع القوى الضامنة مثل الولايات المتحدة وروسيا، ما هو موقفهم من غزو محتمل؟" أن وجود القوى العظمى في المنطقة، لكل منها خطط ومشاريع مختلفة، وهم ليسوا مستعدين لا لخسارتنا ولا لخسارة تركيا، لذلك لن ننتظر ما سيفعلونه، إذا أظهروا موقفاً جيداً، فهذا جيد، ولا نقول لا، لكننا لن نعتمد على موقفهم، ولن ننتظرهم، وحتى الآن لم نشهد موقفاً واضحاً منهم تجاه الدولة التركية، فقط يقولون: " النتيجة لن تكون جيدة، داعش سيعيد إحياء نفسه، سيؤثر على النضال ضد داعش الإرهابي، وسيزعزع الاستقرار في المنطقة"،  ولا يقولون "لتركيا، كفى" وهذا ما يظهر عن كل شيء ويكشف عن الحقيقة، فنحن نعد أنفسنا وفقاً لذلك، فإذا اندلعت حرب فسنخوض مقاومة كبيرة، سنقاوم بأنفسنا، بقوتنا ومجتمعنا".