ابراهيم شيخو: المرتزقة والمحتلين حولوا عفرين إلى مركز إبادة وتغيير ديمغرافي للكرد

أفاد المتحدث  باسم منظمة حقوق الإنسان في عفرين، ابراهيم شيخ، بأن الاحتلال التركي ومرتزقته جعلا من عفرين مركزا لإبادة الكرد، وقال: قوات الاحتلال التركي ومرتزقته خطفوا أكثر من 8328 مدني وقتلوا أكثر 676 آخر منذ بداية الاحتلال.

مضى على الاحتلال التركي لــ عفرين أربعة أعوام، مارس خلالها الاحتلال التركي ومرتزقته سياسات الإبادة الثقافية والجسدية والتغيير الديمغرافي بحق عفرين أرضاً وشعباً، حيث باتت نسبة الكرد المتواجدين في عفرين لا تتجاوز 15 %، في حين كان الكرد يمثلون أكثر من 95% من سكانها قبل الاحتلال.

بدأت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بالهجوم الاحتلالي على عفرين بتاريخ الــ 20 من كانون الثاني 2018، حيث تسبب هذا الهجوم الغاشم، باستشهاد الآلاف من أبناء عفرين وتعرض المدنيين لمجازر على يد جيش الاحتلال ومرتزقته، مما اضطرت الإدارة الذاتية في عفرين إلى اتخاذ قرار إجلاء السكان المدنيين من داخل المدينة إلى مناطق مجاورة في الريف الجنوبي من عفرين ومناطق الشهباء، وذلك خوفاً على حياة المدنيين من مجازر جماعية ترتكبها مرتزقة الاحتلال التركي، حيث تم إجلاء أكثر من 300 ألف من سكان عفرين خلال أيام 16- 18 آذار عام 2018.

وبالرغم من نزوح اهالي عفرين إلى مناطق الشهباء، إلا أن الهجوم البربري لدولة الاحتلال التركي لم يتوقف على مر السنوات الأربعة التي ترزح فيها عفرين تحت نير الاستبداد والارتزاق، حيث ارتكبت مرتزقة الاحتلال التركي كل جرائم القتل والخطف والاغتصاب بحق الباقين في عفرين من أهلها، كما أن الهجمات الوحشية الصاروخية والمدفعية لدولة الاحتلال التركي طالت أهالي عفرين النازحين في مخيمات الشهباء وقراها.

أكثر من 676 مدني استشهدوا خلال الهجمات الاحتلالية

وبحسب البيانات التي وثقتها منظمة حقوق الإنسان في عفرين- سوريا، استشهد 676 مدني على يد جيش قوات الاحتلال التركي ومرتزقته منذ أن بدأت العملية الاحتلالية في الـ20 من كانون الثاني 2018، من بينهم 501 مدني استشهدوا خلال العمليات العسكرية الاحتلالية التي شنها العدو التركي على المنطقة و 92 مدنياً آخر استشهدوا أثناء فترات الاعتقال والتعذيب؛ كما أصيب 700 مدني بجروح متفاوتة، منهم 303 طفل و 210 إمرأة، نتيجة القصف التركي وجرائم الاعتقال والتعذيب.

الاحتلال التركي ومرتزقته حولوا عفرين إلى مركز إبادة النساء

عفرين التي تميزت دوماً كونها مركزاً لحرية المرأة، تحولت منذ بداية الاحتلال إلى مركز لقمع وإبادة النساء، حيث تفرض الفصائل المرتزقة الزواج القسري على فتيات عفرين من عناصرها، وتتعرض كل فتاة ترفض الزواج القسري، لجرائم الخطف والقتل والتعذيب والاغتصاب.

84 امرأة، ضحية جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته

بلغت أعداد الضحايا النساء نتيجة جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته وفق بيانات منظمات حقوق الانسان 84 إمرأة، منها نساء حوامل فقدن حياتهن على يد الاستخبارات التركية وأزلامهم من المرتزقة نتيجة جرائم الاغتصاب والتعذيب في غياهب سجون الاحتلال التركي.

أكثر من 8 آلاف مدني مختطف..!

وتشير بيانات منظمة حقوق الإنسان في عفرين- سوريا إلى عمليات خطف كبيرة طالت المدنيين في عفرين منذ بدء الاحتلال التركي للمنطقة، حيث تعرض (8328) مدني للخطف، من بينهم (1000) إمرأة، منهم من تعرض للتعذيب الشديد وأُطلق سراحه ومنهم من لقي حتفه واستشهد أثناء التعذيب، وتُقدر نسبة المدنيين الذين لا زال مصيرهم مجهولاً بــ حوالي 35%.

ومع دخول الاحتلال التركي لــ عفرين الكردستانية، عامه الخامس، أجرى الاحتلال التركي ومرتزقته عمليات إبادة ثقافية وتغيير ديمغرافي متعمد للمنطقة، حيث تتراوح نسبة السكان الأصليين في عفرين ما بين 15-25%، في حين كان يبلغ نسبة السكان الأصليين في عفرين 95-96% قبل الاحتلال؛ حيث قامت دولة الاحتلال التركي بتوطين أكثر من 400 إلى 500 ألف نازح من مناطق متفرقة في عقرين، وذلك في إطار عمليات التغيير الديمغرافي.

وفي حديثه لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أكد الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان في عفرين- سوريا، ابراهيم شيخو على جسامة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بحق المدنيين الآمنين في عفرين.

الاحتلال التركي اختار عفرين مذبحاً للانسانية…!

قال إبراهيم شيخو، الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان في عفرين-سوريا: الكرد يتعرضون لسياسات الإبادة الثقافية والعرقية وعمليات التغيير الديمغرافي منذ أربعة أعوام في عفرين؛ حيث كانت نسبة الكرد في عفرين تزيد عن 90% وكانت تتميز بهذه الغالبية السكانية العظمى للكرد عن باقي مناطق روج آفا؛ بالطبع لم يكن يسكنها الكرد فقط، حيث اتبع النظام السوري سياسة حيال ذلك، وأصدر قراراً في العام 1963 يقضي بإيفاد العرب إلى عفرين بنسبة 1/3، حيث تم تنفيذ هذا القرار عام 1979، و بموجب هذا القرار تم مصادرة أراضي وأملاك العديد من سكان المنطقة الأصليين وتوزيعها على الموفدين الجدد من المكون العربي وبشكل خاص في ناحية جندريسه.

وبالرغم من انتهاج النظام السوري لهذه السياسات، إلا أنها لم تستطع تغيير ديمغرافية عفرين، لأن المكون العربي تأثر بعادات وتقاليد وثقافة الأهالي من الكرد الأصلييين في عفرين، ونشأ نوع من التعايش السلمي المشترك ما بينهم في الإطار الوطني السوري؛ أما الاحتلال التركي ومرتزقته فقد بدأ هجومه الوحشي على أساس سياسات الإبادة والتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي، متذرعةً بأن عفرين تشكل خطراً على الأمن القومي التركي..! في حين لم تُطلق رصاصة واحدة من عفرين صوب الشمال وراء الحدود التركية، والسبب الرئيسي للهجوم الاحتلالي التركي على عفرين، هو إنكار الدولة التركية للوجود الكردي في كل أجزاء كردستان ومحاولة القضاء عليه في كل من تركيا وسوريا والعراق.

أن تكون كردياً في عفرين…جريمةٌ يُعاقبُ عليها

أوضح ابراهيم شيخو بأنه على الرغم من جرائم السلب والنهب والقتل والاغتصاب والانتهاكات التي ترتكبها مرتزقة الاحتلال التركي بحق المتبقين من أهالي عفرين في مناطقهم، إلا أنه لا وجود لفعاليات تنديد استنكار لها في منطقة عفرين، وقال: هناك تظاهرات واحتجاجات مستمرة في مدينة الباب وجرابلس ضد انتهاكات وجرائم المرتزقة، إلا أننا لا نشهد مثل هذه الحالة في عفرين، وذلك بسبب القمع الشديد وسياسات كم الأفواه؛ في البداية جرت بعض النشاطات الاحتجاجية من قبل المكون العربي في عفرين، ولكن سرعان ما توقفت، ولكن الكرد ليس بإمكانهم فعل شيء، لأن الكردي في عفرين معرض للاعتقال والتعذيب والقتل في كل وقت وكل مكان، وبات أن تكون كردياً في عفرين، جريمة يُعاقبُ عليها.

وأكد شيخو على أن الجرائم والانتهاكات الوحشية في عفرين وصلت لمستويات لم تعد تطاق، وكل هذه الجرائم ترتكب بإشراف الاستخبارات التركية.

حولوا عفرين إلى ملجأً لعناصر داعش الإرهابي

ولفت ابراهيم شيخو الانتباه إلى أن دولة الاحتلال التركي حولت عفرين إلى ملجأ للعناصر الإرهابية من تنظيم داعش الإرهابي، وجعلت من عفرين مركزاً لإيواء وتدريب المتطرفين الإرهابيين، وقال: تمارس دولة الاحتلال التركي و ما يزيد عن 50 جماعة متطرفة ارهابية، كل أشكال التعذيب والترهيب بحق الأهالي، كما يتواجد عناصر إرهابية من داعش ضمن صفوف تلك الفصائل المرتزقة، وتأكيداً لذلك فقد رصدنا دخول 25 داعشي مع فصيل أحرار الشرقية الإرهابي من تركيا إلى جندريسه عبر إدلب، وهؤلاء الإرهابيين الــ 25، كانوا من عناصر داعش الفارين من الباغوز إلى تركيا….تركيا تفعل ذلك في إطار تسخير كل الجماعات الإرهابية المتطرفة في الحرب ضد الكرد، كما تستغلهم لخدمة أجندتها الإقليمية وترسلهم إلى مناطق الصراع في كل من ليبيا وأذربيجان ومناطق أخرى.