اجرت وكالة فرات للأنباءANF لقاء مع ممثلة العلاقات الخارجية لمؤتمر ستار في لبنان حنان عثمان والتي تحدثت في بداية حديثها قائلة " بالتزامن مع اقتراب ثورة 19 تموز من العقد الأول لذكراها والتي انطلقت على مبادئ الديمقراطية وحماية البيئة وحرية المرأة ، لتصبح بذلك محط امل للكثير من النساء حول العالم ولكافة الشعوب التواقة للسلام والحرية ، وعلى الرغم من جميع الهجمات الرجعية والهمجية والاحتلالية ، التحمت المكونات حول ثورتها هذه ، فثورة 19 تموز أضحت نموذجاً معيارياً لعالم ديمقراطي و أصبحت مصدر لحل الازمات التي تعاني منها البشرية عموماً ومنطقة الشرق الأوسط خصوصاً .
فقد شهد العالم بأسره كيف كافحت ثورة 19 تموز منذ انطلاقتها ولازالت ضد رجعية كل من داعش والاحتلال التركي ومرتزقته من الجماعات المتطرفة على مختلف مسمياتها، كما أظهرت هذه الثورة مقاومة تاريخية خلال دحر داعش الإرهابي المدعوم من قبل حكومة اردوغان وإسقاط الخلافة المزعومة على يد أبناء وبنات مكونات المنطقة.
وتابعت حنان عثمان حديثها عن حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع قائلة " ان الدولة التركية بدأت بشن هجماتها بأسلحة كيماوية وغازات سامة محرمة دولياً على مناطق الدفاع المشروع في باشور كردستان (إقليم كردستان العراق)، منذ 17 نيسان الماضي، فقط من أجل القضاء على الإرادة الحرة للشعب الكردي.
واليوم تواصل الدولة التركية المحتلة تهديداتها بشن عدوان جديد على شمال وشرق سوريا مستفيدة من الصراع الدولي بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية من جهة، ومن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من جهة ثانية ، وذلك من اجل تمرير أهدافها عبر اللعب على التناقضات وطرح مصير شعوب المنطقة في بازارات السياسة الدنيئة ، وأضافت:"شهدنا مؤخراً كيف تزامن تهديد اردوغان بتنفيذ التوغل خلال أيام كيف صعّد من خلافه مع دول حلف شمال الأطلسي حول انضمام كل من السويد وفنلندا الى ذلك الحلف .
كما بينت عثمان :" أن اطماع الدولة التركية هي ابعد بكثير جغرافياً وسياسياً من مناطق الإدارة الذاتية ، بل تتعدى الى احتلال عموم سوريا والعراق ، أي تهدف الى الاستيلاء على كل مناطق الميثاق الملي حسب زعمها، ولا ننسى محاولاتها البائسة في احتلال دمشق وحلب ، وتطبيقها سياسة القضم التدريجي للمناطق السورية، وقيامها بعد ذلك بتغير ديمغرافيتها تمهيداً لضمها الى تركيا كما حصل في لواء الاسكندرون سابقاً."
وأشارت حنان في حديثها قائلة " نفذت انقرة ثلاث عمليات توغل في شمال وشرق سوريا منذ عام 2016 واستولت على مئات الكيلومترات من الأراضي وتوغلت بعمق نحو 30 كم. ان هدف دولة الاحتلال التركي الفاشي هو كسر إرادة شعوب شمال وشرق سوريا وانهاء وجودها الحر ، والنيل من المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات أبنائها ، وافشال مشروع الإدارة الذاتية ، كم أن الدولة التركية تصرح بأنها تريد انشاء منطقة امنة والجميع يدرك ان مناطق شمال شرق سوريا هي اكثر المناطق التي تنعم بالأمن والأمان في سوريا ، على عكس المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها ، حيث الفلتان الأمني والنهب والخطف والابتزاز ، ناهيك عن الدمار البيئي وقطع الأشجار وسرقة الآثار . وتسألت حنان عثمان:" وهنا يطرح السؤال هل حاولت دولة الاحتلال التركي انشاء منطقة امنة قبل تحرير مدينة منبج من رجس داعش الذي كان يهدد العالم, والجواب بكل تأكيد هو لا. كون تركيا تمثل الإرهاب بحذافيره من خلال استهدافها الدائم للنساء الرائدات والمناضلات وبسعيها المستميت لتنفيذ مشروعها المتمثل في "العثمانية الجديدة" وذلك عبر استهداف المنطقة عسكرياً وحصارها اقتصادياً، في استكمال لحرب الإبادة التي تشنها على مناطق الدفاع المشروع وقضاء شنكال في باشور (جنوب كردستان).
وتابعت عثمان حديثها قائلة " هذه الحرب القذرة ستؤدي الى عواقب وخيمة على الشعوب المسالمة ولمنع مثل هذه العواقب يجب تعزيز الوحدة والتضامن بين جميع الشعوب وفي مقدمتهم العرب والكرد وجميع مكونات شمال شرق سوريا ، لمواجهة هجمات الدولة التركية الفاشية ، ويجب ألا ننسى ان من يثق بدفاعه الذاتي ويقف الى جانب شعبه سينتصر حتماً . وفي الأصل لا يمكن هزيمة الفاشية ونيل الحرية الا على هذا الأساس، فإمكانية تحقيق هذا الآن هو أكبر من أي وقت مضى، لا سيما بفضل تضحيات الشهداء وذلك للوصول الى بر السلام والأمان.
وفي ختام حديثها قالت ممثلة العلاقات الخارجية لمؤتمر ستار في لبنان حنان عثمان قائلة " نحن على امل ان لا تكرر روسيا سيناريو عفرين في المنطقة، بل ان تقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي حيال مقاومة شعوب المنطقة ضد الاحتلال التركي، ونحن على ثقة بأن الساسة وشيوخ العشائر وكل افراد المجتمع هم على دراية تامة بأهمية استراتيجية حرب الشعب الثورية وان ينخرط الجميع في مهام الدفاع عن الأرض والعرض لان هذه هي الوسيلة، بل هي الضمانة الوحيدة لهزيمة المعتدين. وذلك بالاعتماد على المبدأ الذي تعتمده وحدات حماية المرأة YPJ، والتي تعرف كأول قوة نسائية خاصة بالمرأة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، في مبدأ الحماية الذاتية، وتعرف نفسها بهذا الشكل: "لو امتلكنا قوة العالم بأسره فلن نهاجم أحداً، ولو اجتمعت قوى العالم بأسره ضدنا فسنتبنى نهج الدفاع المشروع".
كما ناشدت حنان عثمان المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية باتخاذ مواقف رادعة لهجمات الإبادة التي تشنها الدولة التركية المحتلة على المنطقة، وذلك بفرض حظر جوي على شمال وشرق سوريا، كون المنطقة تضم معتقلات ومخيمات لمرتزقة وقادة داعش قد تنشط في حال شن الهجمات وهذا ما سينعكس على السلم والأمن الدوليين.