مقابلة داوود أوغلو تتسبب بطرد ثلاثة صحفيين من وظائفهم

طرد ثلاثة صحفيين من عملهم إثر إجراءهم مقابلة في بث مباشر على اليوتيوب مع آخر رئيس وزراء لتركيا أحمد داود أوغلو.

في فضيحة نادرة من نوعها في تاريخ الصحافة، تسببت مقابلة ثلاثة صحفيين مع رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داوود أوغلو في فصلهم عن العمل بعد 24 ساعة فقط من إجرائهم اللقاء.

ومن المعلوم أن داوود أوغلو يعاني تقييداً في تحركه من قبل مركز حزب العدالة والتنمية، وتلغى خطاباته وتتم مقاطعة مراسم تسلمه للجوائز بالخارج، كما اشتكى أحمد داود أوغلو من وجود حظر سري على وسائل الإعلام خلال السنوات الثلاث الماضية.

والصحفيين الثلاثة المخضرمين الذين طردوا من عملهم على خلفية بث لقاءهم مع آخر رئيس وزراء منتخب لتركيا، هم: ياووز أوغان، عاكف بكي، اسماعيل سايماز، حيث بادر الصحفي عاكف بكي إلى نشر تغريدة عبر التويتر أفاد فيها " نحن مللنا من الطرد، ولكن من يطردوننا لا يملون أبداً"، أيضاً الصحفي ياووز أوغان نشر تغريدة عبر التويتر، كتب فيها " لا يسلم أي عمل جيد من العقاب في تركيا"، وقد لاقت تغريدات الصحفيين هذه تفاعلاً قوياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكسر أحمد داود أوغلو صمته الطويل حيال طرد الصحفيين الثلاث، وتساءل ما إذا كانت الجهة التي تقف وراء طردهم تركية أم روسية، لا سيما وأن الوسيلة الاعلامية التي أعلنت خبر طردهم كانت "راديو صوت روسيا".

وتتعرض حرية الصحافة في تركيا على عهد أردوغان لتضييق كبير منذ فرض حالة الطوارئ على إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/يوليو، حيث تم إغلاق أكثر من 150 مؤسسة إعلامية في تركيا، بالإضافة إلى فتح دعاوى بحق مئات الصحفيين ومحاكمتهم دون أي مستند قانوني.

وتشتهر تركيا بسوء السمعة في مجال حريات الصحافة، حيث تحتل تركيا المرتبة الأولى عالميًا في عدد حالات سجن الصحفيين، وبحسب معلومات واردة من جهات إعلامية فإن هناك أكثر 130 صحفياً معتقلاً بتهم كاذبة وجاهزة مسبقاً.

ولا يقتصر انتهاك الدولة التركية على الصحفيين، بل تعدت ذلك للمواقع الالكترونية، فقد أعلنت تركيا في وقت سابق من العام 2017 حجب موقع ويكيبيديا الإلكتروني بسبب احتوائها على معلومات تربط الدولة التركية بالجماعات الإرهابية.

ولم تكن المرة الأولى التي تعلن تركيا فيها حجب مواقع إلكترونية، فقد حجبت موقع التويتر أيضاً لساعات في العام 2015، بعد رفض الموقع الاجتماعي حذف مشاركات تدعو للانتفاض والمظاهرات على وقع مجزرة برسوس.