دول الجوار تؤكد رفض التدخل التركي في ليبيا.. وأنقرة تتراجع

في تراجع جديد عن تهديدات أنقرة بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا بارسال جنود إلى البلد الغارق في الفوضى، أكد وزير خارجية النظام التركي أن بلاده لن ترسل قواتها، وذلك بالتزامن مع رفض مؤتمر برلين ودول الجوار الليبي لهذا العدوان.

أكدت مصر مجددا حرصها  على دعم أمن ليبيا وذلك من منطلق الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق ودول جواره، حسبما أكد وزير الخارجية سامح شكري خلال اجتماع دول الجوار الليبي الذي انطلق بالجزائر اليوم الخميس، بمشاركة دول الجوار: مصر والجزائر وتونس والسودان والنيجر والتشاد، ومالي وألمانيا.

وقال وزير الخارجية المصري إن مؤتمر برلين قدم قبل أيام خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بها. وشدد سامح شكري على رفض مصر أي عبث بأمن ليبيا وبالأمن القومي لدول المنطقة، كما أكد وجود تنظيمات إرهابية أخرى على ىالأراضي الليبية يجب محاربتها .

ودعا وزير الخارجية المصري دول الجوار الليبي لأخذ المبادرة بعيدا عن مصالح الدول المتناقضة، مؤكدًا أن الاجتماع يهدف لتثبيت الهدنة ووقف إرسال الأسلحة إلى ليبيا ون الحل لن يكون إلا ليبيا خالصا .

وقال شكرى "نحن داعمون للشعب الليبي برفضه التام لمحاولات السطو على مقدراته وانتهاك سيادته".

كما انتقد تركيز المجتمع الدولي على محاربة تنظيم داعش الإرهابي فقط واصفاً ذلك بـ"الخطوة الخاطئة"، لافتاً إلى وجود جماعات إرهابية أخرى في ليبيا لا تقل خطراً عن داعش ويجب محاربتها.

وأضاف أن "المجتمع الدول الدولي ركز خلال السنوات الأخيرة على محاربة تنظيم داعش كتنظيم إرهابي وحيد، لكنه مخطئ في ذلك للأسف هناك عدة تنظيمات إرهابية ينبغي محاربتها في ليبيا وغير ليبيا"، مؤكداً ان مصر تكثف جهودها المخلصة لتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين.

وأوضح "شهدت ليبيا ارتباكًا تسببت فيه تركيا، بتدخلات صارخة في حق دولة عربية، مؤكدا، أن الحل للأزمة الليبية، يجب أن يكون "ليبيا خالصا".

وتابع قائلا:- "الخلاف السياسي أمر وارد، ولو كانت الأزمة الليبية سياسية لحلت، ولما الأمر يتعلق بجماعات إرهابية تدعمت بجماعات من سوريا، مضيفا "لن نسمح بالعبث بأمن ليبيا و دول الجوار ".

وشكر وزير الخارجية، على جهودها في سبيل حل الأزمة الليبية، متمنيا إحداث تسوية سياسية مؤكدا أنه لو التزم الليبيون والمجتمع الدولي بمخرجات مؤتمر برلين، فسيحل السلام في ليبيا.

واستعرض الوزير رؤية مصر لحل الأزمة الليبية المرتكزة على 5 خطوات، ترى فيها ضرورية لإنهاء الأزمة التي طالت في هذا البلد العربي والأفريقي، وأكد على أن القاهرة ترى في حل الأزمة الليبية من خلال توفر 5 عوامل لتسوية أزمتها، تتمثل في تشكيل حكومة مستقلة، ونزع سلاح الميليشيات، والتوزيع العادل للثروات بين الليبيين، وتنظيم الجيش الليبي.

ومن جانبه، حث وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، اليوم الخميس بالجزائر، كافة الأطراف على الإلتزام بتنفيذ الهدنة وحظر توريد الأسلحة واستئناف العملية السياسية، حسبما ذكرت وكالة الانباء الجزائرية.

وأكد أنه "لابد أن تساهم الإلتزامات التي تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر برلين في وضع حد للأزمة التي تعصف بليبيا منذ سنوات".

وقال "إننا في الجزائر نتمسك بضرورة تشجيع الفرقاء الليبيين على حل أزمتهم بالطرق السلمية و نرفض أي تدخل أجنبي في هذا البلد, و نحن واثقون في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم من خلال انتهاج أسلوب الحوار و المصالحة الوطنية و التوصل إلى تسوية سياسية تخرج البلاد من أزمتها و تمكن الشعب الليبي من بناء دولة ديمقراطية قادرة على ضبط نفودها على كامل ترابها".وأضاف أن "ما يعزز هذا التفاؤل ترحيب الأطراف الليبية بدعوة الجزائر لإستضافة جولات الحوار فيما بينهم في المستقبل", مشيدا في نفس الوقت بـ"الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غسان سلامة، وسعيه الدؤوب لتسوية الأزمة وضمان عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق".

وفي سياق متصل، زعم وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، اليوم الخميس، إن بلاده لن ترسل المزيد من المستشارين العسكريين إلى ليبيا، رغم استمرار ارسال المقاتلين الارهابيين الاجانب الموالين لتركيا من سوريا لحماية حكومة الوفاق المتحالفة مع أردوغان في طرابلس، وذلك بالرغم من اعلان الجيش الوطني الليبي التزامه بوقف اطلاق النار.