خلط البلطجة بالدين.. حركة أبابيل تخنق معارضي أردوغان

أثار إطلاق تشكيل جديد يسمى “حركة أبابيل” على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً في تركيا.

كشف تقرير صحفي نشرته صحيفة " العرب " عن عصابة إلكترونية جديدة أطلقت يدها على مواقع التواصل الاجتماعي لخنق معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختارت من الأسماء “حركة أبابيل” في دليل على خلط البلطجة بالدين.

وحركة أبابيل التي تنشط حاليا على تويتر وتلغرام تأسست يوم 18 مايو الجاري وهدفها شنّ هجمات إلكترونية على معارضي الرئيس رجب طيب أردوغان.

وبدت الحركة كـ”عصابة” منظمة هدفها معاضدة جهود عصابة البجع التي تشكّل ذراعا دعائية ضاربة لحزب العدالة والتنمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

و”عصابة البجع” كما يطلق عليها في تركيا، جيش إلكتروني يسعى للتشويش على المعارضين الأتراك، وتلفيق الأكاذيب عنهم، بغية تشويه صورتهم أمام الرأي العام.

ويتردد أن “عصابة البجع” مرتبطة بصهر أردوغان، وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق، ويعتقد أنها تعمل من خلال جريدة “صباح”، ومركز الأبحاث ذي الصلة بالحكومة “سيتا”، ومركز أبحاث آخر يدعى “بوسفوروس غلوبال”.

وحذر الكاتب إرك أكارير في مقال بصحيفة “بير أكونر” مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من العصابة الإلكترونية الجديدة التي وصل عدد أفرادها إلى أكثر من 20 ألفا في الأسبوعين الماضيين، وأنّ هذه العصابة يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة إذا لم يتم التعامل معها بجدية.

ولفت الكاتب إلى أنّ العصابة الإلكترونية الجديدة تستهدف معارضي أردوغان، والمشكوك بولائهم له داخل حزبه، ومن المستقلين في دوائر الدولة، وهي لا تتوانى عن اقتراف أفعال إجرامية للتغطية على العيوب.

وقال أكارير إنّ هذه الميليشيات البيضاء في البيئة الافتراضية والتي تسمّي نفسها حركة أبابيل هي نموذج مصغر لما يحدث في تركيا. وهي تعمل على تغذية المشاعر الدينية والقومية إلى حدود متطرفة فاشية.

وذكر كذلك أنّ الغالبية العظمى من عناصر هذه العصابات الإلكترونية هي من شباب حزب العدالة والتنمية.

واختارت عصابة أبابيل شعار طائر الأبابيل وهو يحلّق في دائرة صفراء رمزاً لها، وهي تستمدّ ألوانها من ألوان شعار حزب العدالة والتنمية نفسه، لكن بتوظيفات جديدة.

وتستلهم العصابة البعد الديني في اختيارها تسمية نفسها حركة أبابيل، وتعمل على توظيف الآية القرآنية الكريمة التي تذكر قصة أصحاب الفيل، وكيف أنّ الله أرسل طير الأبابيل لرمي الكفّار بحجارة من سجّيل.

وورد ذكر “أبابيل” في القرآن الكريم مرة واحدة، وذلك في سياق الحديث عن قصة أصحاب الفيل.

ويأتي تشكيل هذه العصابة الإلكترونية من منطلق التوظيف السياسي للدين الإسلامي، وفي محاولة يائسة من حزب العدالة والتنمية لترويع خصومه ومنافسيه.

وتزعم حركة أبابيل أنّها تحارب من تصفهم بـ”أعداء الدولة والأمة في تويتر، وأنّها تحارب التلاعب والتضليل، وتستهدف الناس الذين يروجون للدعاية الإرهابية، ويمدحون الأعمال الإرهابية، والذين يهينون قيم الأمة”.

وبلغ عدد أعضائها أكثر من 20 ألفاً في أسبوعين. ومن السهل التعرف على حساباتهم، حيث يستخدمون أسماء وهمية مزيفة، ويغدقون المدائح على الرئيس رجب طيب أردوغان، وينالون من خصومه.

ويقول أكارير إنّ حركة أبابيل المساندة لأردوغان تنشر أجواء عدوانية عسكرية في العالم الافتراضي، وإنها من أدوات التحايل التي يستخدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لتصيّد الناس والإيقاع بهم وتشويه سمعتهم.

ويلفت إلى أنّ هذه العصابة تشنّ الهجوم تلو الآخر على معارضي أردوغان من حزب الشعب الجمهوري المعارض، ومن الأحزاب المعارضة الأخرى كذلك.

وأطلقت الحركة حساباً لها على تويتر باللغة العربية أيضا لكنه لم يلق متابعات كبيرة.

وأعلن مغردون أتراك عن تعرض حساباتهم على تويتر إلى حملات سباب ودعوا إلى مساعدتهم. وقال مغرد:

#كن حذرا. جيش المرتزقة الجديد لحزب العدالة والتنمية: حركة أبابيل.

وهذا الأسبوع تمكنت حركة أبابيل من إغلاق حساب رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول جنان كافتانجي أوغلو على تويتر بعد تنظيم حملات منسقة ضده.

قال سامتان أكتان مستشار كافتانجي أوغلو، في رسالة شاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، “حساب تويتر لجنان كافتانجي أوغلو توقف مؤقتا بسبب الهجوم غير المرغوب فيه. الشر المنظم لا يتوقف”. 

واحتفت الحركة بإيقاف حساب كافتانجي أوغلو في المجموعة المسماة “عملية أبابيل” وكتبت “تم تقييد حساب جنان كافتانجي أوغلو.. حلال.. يجب ألا يتنفسوا”.

وبعد إزالة القيد المفروض على حسابها. أشارت كافتانجي أوغلو في تغريدة إلى أن إغلاق حسابها حدث بنفس الطريقة في عام 2013.

وفي وقت لاحق، كتبت تحت نفس التغريدة “نكتة نكتة، يا له من دور”.

وعلق أعضاء من حركة أبابيل أيضا على نفس التغريدة. وقد لوحظ أن بعض الأعضاء كتبوا إلى كافتانجي أوغلو “بعد هذه الساعة، سندعسك بأقدامنا”.

في سياق آخر، اعتقلت السلطات نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق في إزمير بانو أوزدمير في مدينة أزمير غربي تركيا، بعد حملة منظمة طالتها على موقع تويتر.

وكانت المعارضة نشرت تسجيلاً مصوراً لأغنية إيطالية تذاع من مكبّر صوت أحد المساجد بدلا من الأذان.

وفيما نفت أوزدمير أي عدم احترام للقيم الدينية، قالت إنها نشرت التسجيلات لرغبتها في لفت الانتباه إلى الواقعة.

وكانت حركة أبابيل أول من أعلن خبر اعتقالها في التغريدة.

وتتتبع حركة أبابيل استراتيجة قائمة على أربع مراحل للإيقاع بخضوم أردوغان هي “التحرير، التصور، ما قبل الافتتاح، العملية”.

ويقول مراقبون في العالم الافتراضي “تنتشر روح شبه عسكرية”، ويطالبون بإيقاف البلطجة الإلكترونية المنظمة التي تتم رعاية حزب العدالة والتنمية.