تقرير لبي بي سي يكشف: شوكولاتة فيريرو روشيه ونوتيلا ممزوجتان بعرق الأطفال الكرد

أشارت شبكة بي بي سي البريطانية في تقرير لها إلى واقع الفقر الذي يعيشه الكرد في تركيا، منوهة بأن غالبية العاملين في جني محصول البندق هم من كرد باكور "شمال" كردستان، بينهم أطفال تقل أعمارهم بكثير عن الحد الأدنى لسن العمل القانوني في تركيا.

وبحسب التقرير فإن تركيا تنتج حوالي ثلاثة أرباع المحصول العالمي من البندق، والمشتري الأكبر هو شركة فيريرو المشهورة التي تصنع شوكولاتة نوتيلا. ويتكرر مشهد جمع البندق في أغسطس/ آب من كل عام، حين يأتي موسم الحصاد على طول ساحل البحر الأسود في تركيا، التي تُنتج 70 في المئة من البندق في العالم. ولكن "من يجمعون هذا البندق في الغالب هم أُسر من المهاجرين، من بينهم أطفال، يعملون لساعات طويلة مقابل أجر مادي زهيد". 

ويستمر هذا العمل الشاق قرابة عشر ساعات يومياً، على منحدرات شديدة يمكن أن يفقد المرء توازنه عليها بسهولة.

ويشير التقرير إلى أن غالبية العاملين في جني محصول البندق هم من العوائل الكردية من باكور "شمال" كردستان، بينهم أطفال تقل أعمارهم بكثير عن الحد الأدنى لسن العمل القانوني في تركيا.

ويعمل الأطفال برفقة عوائلهم قرابة 10 ساعات ، وتُحدد السلطات المحلية الأجور بـ 95 ليرة تركية (16 دولار) في اليوم. ولكن بحسب التقرير "يقل الأجر بالنسبة للأسر، إذ يتقاضى كل فرد 65 ليرة كحد أقصى (وعادة ينخفض الأجر إلى 50 ليرة في المتوسط) بعد سداد 10 في المئة للسمسار الذي يجلبهم للعمل، وأجرة الطريق من وإلى منازلهم، وتكلفة المعيشة".

ويشير التقرير إلى أن شركة الشوكولاتة المعروفة فيريرو، التي تملكها أسرة إيطالية وتصنع شوكولاتة نوتيلا، وفيريرو روشيه، وكيندر، تشتري حوالي ثلث الإنتاج التركي من البندق. وهي لا تزرع البندق أو تتاجر فيه بنفسها، وتقول على موقعها الإلكتروني إن "تتبع الخامات أمر أساسي للتأكد من جودة المنتجات وعملية الإنتاج".

وتسعى الشركة لتتبع كميات البندق المُستهلكة مئة في المئة بحلول العام 2020. لكن التقرير المقرر نشره قريباً يقول إنها حتى الآن لا يمكنها تتبع سوى 39 في المئة.

ويؤكد التقرير أنه إذا تتبعت سلسلة الشراء، سيكون واضحاً كمية الأمور التي يمكن اكتشافها.

وبحسب التجّار الذين التقتهم شبكة بي بي سي فإن شركة فيريرو روشيه لا تسألهم عن المزارعين الذين يشترون منهم البندق، أو عن ظروف العمالة في مزارعهم.

ويتساءل التقرير: كيف تتأكد الشركة من أن الأطفال لم يعملوا في جمع ثمار البندق؟

ويشير التقرير إلى أن الأسر الكردية تأتي من باكور "شمال كردستان" للعمل في جمع البندق، وتقطن في أكواخ بدائية "دون ماء أو كهرباء أو دورة مياه" لمدة شهر حتى ينتهي موسم جمع المحصول.

وأكّد التقرير أن العاملين الكرد في البساتين لم يتناولوا الشوكولاتة بالبندق ولا يريدون رؤيتها لأنها مرتبطة لديهم بـ "الفقر والبؤس".

ويقول إينجيناي أكجاي وهو مزارع من بلدة أوردو على البحر الاسود، وهي بلدة تعتمد بالكامل على إنتاج البندق لبي بي سي إن فيريرو روشيه لا تسأله عن المزارعين الذين يشتري منهم البندق، أو عن ظروف العمالة في مزارعهم. "فلا شأن لنا بعمالة الأطفال. التحكم والرقابة أمر يرجع للدولة وقوات الأمن". ثم يأتي ضمن هذه السلسلة عثمان جقماق، فهو يشترى من التجار ويبيع لفيريرو وغيرها من المصدّرين والمصنّعين.

ويقول كذلك إن فيريرو لا تسأله عن الفلاحين الذين ينتجون البندق الذي يبيعه لهم. "فأنا أشتري، ثم أبيع. ومن المستحيل تتبع ومراقبة هذه الأطنان من البندق".

وأضاف: "بالنسبة لـ فيريرو، إذا لم تكن لديهم مشروعاتهم الزراعية بقيم عمل محددة، لن يتسنى لهم معرفة الشخص الذي ينتجها".