الجارديان: أردوغان يطمع في الهيمنة على المتوسط من إدلب إلى طرابلس

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن تركيا تسعى إلى الهيمنة على شرق البحر المتوسط من إدلب فى سوريا حتى طرابلس فى ليبيا.

وتناولت الصحيفة البريطانية أطماع تركيا الجيوسياسية فى المنطقة وتحركاتها التوسعية للاستيلاء عليها من خلال عدوانها العسكري وتجنيدها آلاف من المرتزقة السوريين فى ليبيا وسوريا.
وأوضحت الصحيفة أن هذا المشروع عمره 14 عاما ويشمل صراعا طويل الأمد مع اليونان حول قبرص المقسمة فضلا عن الصراع مع الدول المجاورة بما يشمل مصر وإسرائيل ولبنان، حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز. ومع ذلك، فقد بلغت الاطماع التركية ذروتها فى الحرب الأهلية الليبية التى اجتذبت بثبات العديد من القوى الأجنبية حتى قبل أن تبدأ فى عام 2014.
"فى عالم تتضاءل فيه القوة الأمريكية، برزت ليبيا على اعتبار أنها أكثر ملعب واعد للأطراف الإقليمية التى تسعى إلى اقتطاع حصة من أنقاض الربيع العربى، حيث يواجه القوميون العرب والانظمة الملكية، قوى الإسلاميين والعثمانيين الجدد،  فى مزيج قابل للاشتغال يشمل النفط والمرتزقة والإيديولوجية والطموحات الجيوسياسية".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن احد المقاتلين المرتزقة السوريين الذين يقاتلون في معسكر قوات حكومة الوفاق والجنود الاتراك الذين نقلهم أردوغان من إدلب إلى ليبيا، قوله "قالوا لي إنني سأكون في خط الدعم أو الوحدات الطبية التي تعمل من أجل المال الجيد ، لكن القتال هنا أسوأ من أي شيء جربته في سوريا. كل القتال قريب في شوارع ضيقة".
وتابع: "بعض السوريين هنا من أجل المال، والبعض يقول أنهم يدعمون الليبيين ضد الاستبداد. لكني شخصياً لا أعرف لماذا طلبت تركيا من المعارضة السورية القتال في ليبيا. لم أكن أعرف أي شيء عن هذا البلد باستثناء الثورة ضد (العقيد معمر) القذافي".
وعلقت الصحيفة بالقول أن تركيا تسعى من خلال عدوانها على ليبيا إلى تحقيق خططها لفرض "السيادة الجيوسياسية على شرق البحر المتوسط".
ووفقا للجارديان، فإن عدد المرتزقة السوريين في ليبيا الذين يتراوح عددهم بين 8000 إلى 10 آلاف ويحاربون على مسافة 2000 كم بعيدا عن وطنهم، بينما يشير الجيش الوطني الليبي إلى ارقام اكثر من ذلك.
وأوضحت الجارديان أن الرئيس التركى عندما أدرك أواخر العام الماضى أن قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر على وشك تحرير العاصمة طرابلس، أعلن دعمه لحكومة الوفاق الوطنى وتوقيع اتفاقيات جديدة معها بشأن الحدود البحرية والتعاون العسكرى التى رفضها أعداء تركيا الإستراتيجيين عبر البحر المتوسط.